(4) تعليم أهل البيت العلم الشرعي:
وهذا مما يجب على رب الأسرة فعله؛ امتثالاً لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } (التحريم:6)
وهذه الآية أصلٌ في تعليم أهل البيت وتربيتهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر.
قال عليٌ بن أبي طالب كما في زاد المسير لابن الجوزي (8/312):
"علِّموهم وأدِّبوهم"
وقال قتادة كما في تفسير الطبري (28/166):
يأمرهم بطاعة الله وينهـاهم عن معصيته، وأن يقـوم عليهم بأمر الله، يأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها.
وقال الضحَّاك ومقاتل كما عند ابن كثير (8/194):
حقٌّ على المسلم أن يُعلِّم أهله من قرابته وإمائه ما فرض الله عليهم، وما نهاهم عنه.
- وإذا كان رسول الله r حث على تعليم الإماء وهُنَّ أرقَّاء، فما بالك بأولادك وأهلك الأحرار.
قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه "باب تعليم الرجل أمَتَهُ وأهله " ثم ساق هذا الحديث: "ثلاثة لهم أجران ... ورجل كانت عنده أَمَةٌ فأدَّبَهَا فأحسن تأديبها، وعلَّمَها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"
قال ابن حجر – رحمه الله – في شرح هذا الحديث في فتح الباري (1/190):
مطابقة الحديث للترجمة – أي عنوان الباب – في الأَمَةِ بالنص، وفي الأهل بالقياس، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسُنن رسوله أكبر من الاعتناء بالإِماء.
وأخرج البخاري في "الأدب" عن مالك بن الحويرث t قال:
"أتينا النبي r ونحن شَبَبَة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنَّ أنَّا اشتهينا أهلينا، فسألنا عمَّن تركنا من أهلينا، فأخبرناه وكان رفيقاً حليماً، فقال: ارجعوا إلى أهليكم فعلِّموهم ومُروهم، وصلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدُكم، ولْيؤُمكم أكبرُكم". (أربعون نصيحة لإصلاح البيوت: صـ 18ـ 19)
- بل انظر إلى القاضي الورع عيسى بن مكين، يُقرِئ بناته وحفيداته.