1ـ أن البيت هو الملجأ الشرعي عند الفتن، وهو المكان الذي تسلم فيه من الشرور:
فقد أخرج الإمام أحمد أن النبي قال:
"خمس مَن فعل واحدةً منهنَّ كان ضامناً على الله: مَن عاد مريضاً، أو خرج غازياً، أو دخل على إمامه يريد تقريره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلِم الناس منه وسلِم من الناس"
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ثوبان أن النبي قال:
"طُوبى لمن مَلَك لسانه، ووسِعه بيتُه، وبكى على خطيئتِه " (صحيح الجامع:3824)
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند صحيح من حديث أبي موسى عن النبي قال:
"سلامةُ الرجل في الفتنة أن يلزم بيته " (صحيح الجامع:3543)
ويستطيع المسلم أن يلمَسَ فائدة هذا الأمر في حال الغربة، عندما لا يستطيع لكثير من المنكرات تغييراً، فيكون لديه ملجأ إذا دخل فيه يحمي نفسه من العمل المُحرَّم والنظر المُحرَّم، ويحمي أهله من التبرُّج والسفور، ويحمي أولاده من قرناء السوء.
2ـ أن البيت هو السُكنى ومحل راحة الإنسان:
فالإنسان منا يأوي إلى محل سكنه هرباً من الحرِّ الشديد، والبرد القـارص، والأمطـار الغزيرة، وهو المأوى عند الفراغ من العمل أو الدراسة.
وإذا أردت أن تعرف قدر هذه النعمة؛ فـانظر إلى الذين لا بيـوت لهم ممَّن يعيشـون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة، أو إذا سمعت مَن يقول: " ليس لي بيت فأنام أحياناً في بيت فلان، أو في المقهى، أو في الحديقة، أو على شاطئ البحر"؛ لعرفت معنى التشتت الناجم عن الحرمان من نعمة البيت.
3ـ صلاح البيت صلاح للمجتمع:
لأن المجتمع يتكون من بيوت هي لَبِنَاته، فلو صلحت اللبنة لصلح البناء، فيكون مجتمعاً قوياً بأحكام الله، صامداً في وجه أعداء الإسلام، يشع الخير ولا ينفذ إليه الشر.
ومن هنا كان لابد على كل راعٍ أن يعرف ويقدر عِظَم المسئولية الملقاة على عاتقه يوم الحساب.
فقد أخرج النسائي في عشرة النساء عن أنس t أن النبي قال:
"إن الله تعالى سائل كل راعٍ عما استرعاه، أَحَفِظَ ذلك أم ضيَّعه؟ حتى يُسأل الرجل عن أهل بيته"
ومن هنا كان حتماً على القَيِّم أن يصلح بيته وذلك عن طريقين:
الطريق الأول: قيامه على شرع الله U.
الطريق الثاني: إزالة المنكرات التي نهى الشرع عنها.