مقدمة:
عندما نتكلم عن أُسُس السعادة الزوجية، فلابد هنا أن نتكلم على صلاح البيت؛ لأن صلاح البيت فيه استقرار للأسرة وسعادة لأفرادها؛ حيث تسكنها الملائكة، ولا مكان فيها للشياطين، الذين يفرحون بالتفريق بين المرء وزوجه، وتشتيت الأولاد.
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث جابر أنه سمع رسول الله r يقول:
"إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء".
إذن فما حال البيت الذي تُعشش فيه الشياطين ولا مكان فيه للملائكة؟، لابد أنه سيكون فيه شقاق ونزاع وخصومات، وفي النهاية قد يكون الطلاق، وهو غاية ما يرجوه الشيطان.
ـ ومن هنا كان لابد من الاهتمام بالبيت، فهو أساس من أسس الحياة الزوجية السعيدة، وهو نعمة عظيمة ينبغي أن تحاط ونحافظ عليها بطاعة الله تعالى.
قال تعالى: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } (النحل:8)
قال ابن كثير- رحمه الله – في تفسير هذه الآية (4/509):
يذكر ـ تبـارك وتعالى ـ تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكنى لهم، يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع. أهـ
وإذا أردت أن تعرف قدر هذه النعمة، فلابد أن تقف على بعض الأمور المهمة التي يتبين من خلالها عظم هذه النعمة منها: