كانت محافظة أسوان صاحبة نصيب الأسد من الخراب والدمار الذي لحق بها جراء السيول التي دمرت آلاف البيوت وأغرقت مئات الأفدنة من الزراعات ونخيل البلح في يناير الماضي.
والجميع يتذكر آنذاك أن الدنيا قامت ولم تقعد بحثا عن إيجاد حلول وطرح الجميع عشرات التساؤلات حول ما كان يجب فعله وما لم يتم.. وأسهم المجتمع المدني ورجال الأعمال كل علي قدر استطاعته والأهم من ذلك أن الحكومة أصدرت عدة قرارات حتي لا تتكرر المأساة في محافظة أسوان ورغم مضي عام يبدو أن الخطر مازال قائما وأن شيئا لم يحدث إلي الآن.. والتفاصيل في السطور التالية:
في البداية أشير إلي أن الحكومة أصدرت آنذاك توجيهات عاجلة بإيجاد حلول لمجمل الأوضاع وقد تم اعتماد13 مليون جنيه لمواجهة خطر السيول وتنفيذ المشروعات اللازمة وحتي الآن لم يحدث شيء ولم تنفذ هذه المشروعات بل لم يبدأ العمل بها, ورغم أن الدكتور حسين العطفي رئيس مصلحة الري أصدر قرارا بإحالة تنفيذ هذه الأعمال العاجلة والمهمة إلي قطاع التوسع الأفقي بالوزارة لم يبدأ العمل بعد في أعمال الطرح والترسية تتم عن طريق الإدارة العامة لتطوير مشروعات الري بإسنا ـ محافظة الأقصر رغم أن الأعمال المطلوب تنفيذها تقع في محافظة أسوان؟!
سدود عشوائية
وعندما داهمت السيول قري أبو الريش والأعقاب وخور أبو صبيرة لم تستطع السدود العشوائية التي أقامها الأهالي بمعرفتهم مواجهة السيول الجارفة فانهارت وأغرقت المياه القري والنجوع وكل ما فعلته إدارة ري أسوان هو علاج مؤقت بترميم وتقوية هذه السدود وتطهير المخرات بحيث يتم تصريف أي مياه إلي نهر النيل مباشرة.. أما الحل العلمي فهو جاهز منذ عام2009 وتقدم به خبراء معهد البحوث بوزارة الموارد المائية والري الذين توقعوا منذ عام2009 أن تضرب السيول هذه القري وحددت الخرائط موقع الخطر وكان في مقدمتها القري التي تعرضت للأضرار:
{ المرحلة الأولي المفروض البدء في تنفيذها قبل نهاية العام الحالي لحماية قري مركز أسوان وتتضمن:
إنشاء دليل لمخرات السيول الطبيعية بأبو الريش قبلي(1) نجع الحجباب بطول1100 متر وتم توفير الاعتماد المالي المطلوب ويقدر بنحو5.8 مليون جنيه, وإنشاء دليل لمخرات السيول بأبو الريش قبلي(2) نجع الشيخ بطول450 مترا بتكلفة2.6 مليون جنيه.ودليل السيول بنجع الشديدة بطول950 مترا تم توفير الاعتماد المالي المطلوب4.4 مليون جنيه وتجري أعمال الطرح والإسناد, وإلي أن يتم ذلك فإن قري أبو الريش مازالت معرضة للخطر إذا حدث سيل قبل تنفيذ هذه المشروعات.
دوائر الخطر في خريطة سيول محافظة أسوان تضم مواقع يجب توفير الحماية العاجلة لها ومنذ يونيو2009 انتهي خبراء معهد البحوث التابع لوزارة الري من تحديد الأولوية لهذه المشروعات إلا أن الاعتمادات المالية غير متوافرة ونضعها أمام أعين المسئولين لتدبير الموارد المالية لتنفيذ هذه المشروعات.
وتشمل إعادة تأهيل مخر سيل أبو عجاج بطول900 متر وإعادة تأهيل مخر سيل وادي الحيطة بطول600 متر وبتكلفة مليوني جنيه, وإنشاء سد الحماية الرئيسية بوادي الكيماب بتكلفة3 ملايين جنيه, وإعادة تأهيل البحيرة الصناعية بوادي خريت بتكلفة282 ألف جنيه.
وتضمن تقرير عاجل أمام اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أن مواقع الخطر علي خريطة السيول مطلوب التعامل معها بجدية وبصورة عاجلة وأرسلها لوزير الموارد المائية الذي وضعها ضمن أولوياته وكذلك المشروعات العاجلة, وإعادة تأهيل المخرات الطبيعية للسيول بقري الأعقاب بحري وتدعيم سدود الإعاقة ومخر السيل الشهير بأبو صبيرة.
هناك مناطق أخري معرضة لأخطار السيول كما جاء بخريطة الخطر التي رسمها خبراء الري بأسوان ومنها:
هناك أيضا دراسة مهمة تتطلب ضرورة إعادة تأهيل مخرات السيول غير النشيطة وهي خاصة بعزب كيما ـ عزبة النهضة ـ عزبة الفرن.
أحد المسئولين بوزارة الري بأسوان يري أن أودية وادي النصرة وقري تهجير النوبة وكوم امبو ودراو خرجت من دائرة خطر السيول بعد أن نجحت وزارة الري في تنفيذ مصرف ومخر سيل وادي النقرة الرئيسي ووادي اللاوي وهذه الأعمال بدأ تنفيذها عام2004 وتم تنفيذها بنسبة95% وتكلفت عشرات الملايين وتضمنت الأعمال إنشاء سدين للحماية وكذلك مصرف ومخر سيل صناعي حمي أكثر من65% من مساحة محافظة أسوان من أخطار السيول.