علاج النسيان
تقول سائلة : كنت أتمتع بذاكرة طبيعية، ولكنني في الفترة الأخيرة بدأتأعاني من النسيان، أدخل الغرفة في بيتي لغرض ما، فأبقي داخلها عدة دقائقحتى أتذكر سبب دخولي، أقف أمام الثلاجة محاولة تذكر ما أريده منها دونجدوى، وغير ذلك من المواقف التي تضايقني وتؤثر على استقراري الأسري، فهلهناك وسيلة للتغلب على ضعف الذاكرة.
النسيان سمة من سمات العصر، فهو مرتبط بمشكلات عديدة نشأت وتزايدت في النصف الثاني من القرن العشرين.
ويصيب النسيان الإنسان عادة بعد سن الخمسين، وربما يصاب به في سن أقل منذلك، والنسيان في أبسط صوره هو عدم مقدرة المرء على تذكر الأحداث القريبةأو الأسماء أو الأرقام أو المحادثات.
ولقد نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية دراسة علمية عن أهم أسبابه، وقد دلتنتائج البحوث الحديثة على أن الإجهاد البدني والذهني، دون إعطاء الجسموالمخ قسطا وافرًا من الراحة والترفيه والاسترخاء يؤدي إلى إفراز هرموناتالأدرينالين ومشتقات الكورتيزون.
وقد ثبت أن هذه المشتقات تقلل الطاقة الحرارية بالمخ، واللازمة لأداء العديد من وظائفه، مثل التذكر والتفهم وتلقي المعلومات.
وتساعد الهرمونات الناتجة عن فرط الإجهاد البدني والذهني على تكوين الموادالمؤكسدة، وتأكد علميا أنها من أهم أسباب النسيان، وربما كانت سببا منأسباب مرض الزهايمر.
وتعتبر الشيخوخة من أهم العوامل التي تسبب النسيان حيث أثبتت الدراسات أنمعدل الإصابة بالنسيان ارتفاعا ملحوظا بعد سن الستين وبتقدم السن.
ويرتبط النسيان ارتباطا وثيقا بمشكلات هذا العصر ومحدثاته، ودلت البحوثعلى أن تلوث الهواء والماء والغذاء بالمعادن الثقيلة، مثل الزئبق والرصاصوالألومنيوم يعتبر من أهم أسباب نسبة الإصابة بضعف الذاكرة.
ولما كان النوم المعتدل والطبيعي من أهم العوامل التي تساعد على تنشيطالذاكرة، فإن عدم أخذ قسط وافر من النوم، مثلما يحدث عند الإصابة بالأرقأو استعمال الأدوية المنشطة لفترات طويلة، يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
وينصح د. عز الدين الدنشاري - الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة - بأنهللوقاية من النسيان يجب أخذ قسط وافر من الراحة والاسترخاء، والترفيه،وممارسة الرياضة البدنية، واجتناب المخدرات والكحوليات والتدخين!!.
ولقد دلت الدراسات التي أجريت في جامعة جنوب كاليفورنيا على أن أفراداتزيد أعمارهم على 70 سنة يتمتعون بقوة الذاكرة، وذلك بسبب ممارستهمللرياضة البدنية التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية بالمخ، كما تساعد فيوقاية شراين المخ من الإصابة بالجلطة، بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضةتساعد على إفراد مواد من شأنها المحافظة على سلامة أعصاب المخ.
ولقد بينت نتائج البحوث الحديثة أننا نستطيع مقاومة النسيان باستعمالالمواد الطبيعية، التي ربما كانت غذاء نتناوله أو مواد مضافة إلى الغذاءأو من الأعشاب التي تنشط الدورة الدموية بالمخ.
ويعتبر
الثوم من أهم ما ينشط الذاكرة حيث أثبتت البحوث أن تناول نصف فص إلى ثلاثةفصوص من الثوم، بعد تقطيعها، يوميا يقي الإنسان من عجز الذاكرة والتفكيرواكتساب المعرفة.
ويفيد الثوم أيضا في الوقاية من أمراض كثيرة، مثل أمراض الكولسترول والجلطة والسرطان.
ويساعد في تنشيط الذاكرة
تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات "ب6" و"ب12" وحمض "الفوليك" مثل الفول،والسبانخ، والطماطم، والبصل، وزيت الزيتون، وزيت بذرة الكتان "الزيتالحار" وفول الصويا، كما تتوافر في الأسماك والبرتقال والموز.
ويفيد تناول الشاي الأخضر والشاي الأسود المضاف إليه النعناع في تنشيط الذاكرة ومقاومة النسيان.
ومن الأعشاب التي ثبت أنها تنشط الذاكرة،
جذور نبات الجنسنج
التي تحتوي على عناصر تأكدت فعاليتها في تحسن وظائف المخ، والتغلب على الإرهاق والتعب وهما من أهم العوامل المسببة للنسيان.
وهناك دراسات حديثة تفيد إمكانية استخدام العلاج بالجينات في مقاومةالنسيان، ومقاومة أخطر أمراض الذاكرة وهو مرض الزهايمر التي بينتالإحصائيات الطبية أنه يصيب نحو 10% من الأفراد فوق سن 65 سنة، وتنخفضنسبة الإصابة به في أعمار تقل عن 65 سنة.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أهمية الحرص على قراءة القرآن وحفظه، مهما كانذلك صعبا بالنسبة لك، فهذا هو خير تمرين للذاكرة، ولا ننسى الأذكاروالدعاء، ويرزقنا الله جميعا يقظة العقل ويسر الحفظ