الحلقة السادسة
بدون مقدمات
وصل صاحبنا المستشفى ودماغه كالعادة ستنفجر من الأسئلة
وذهب إلى رقم الحجرة التى أخبره بها الطبيب فى التليفون
فوجد الطبيب يخرج منها
عبد الرحمن
: إيه أللى حصل يا دكتور ؟؟؟؟؟
الطبيب
: أنت عبد الرحمن
عبد الرحمن
: أيوه أنا إيه إلى حصل ؟؟؟؟؟
الطبيب
: تعالى معايا لو سمحت
دخل كل منهم حجرة الطبيب
ثم
الطبيب
: أنا آسف جدا لكن أنت لازم هتعرف للأسف
ثلاثة من أصحابك أللى كانوا راكبين العربية أعتقد أن اسمائهم
محمود ، طارق ، رامى
للأسف كانوا سايقين بسرعة جنونية وأعتقد أنهم حاولوا يتفادوا أحد بيعدى الشارع
لكن العربية أتقلبت بيهم
وأدى لنفجارها
ولحسن الحظ محمود قدر أنه يخرج من العربية قبل ما تتحرق
لكن حصله نزيف داخلى حاد واضطررنا لبتر يده
وفقد دم كثير عشان كده كلمتك لأننا لم نجد معهم ما يدل على أهلهم
وطارق فى العناية المركزة وحالته خطرة
لكن للأسف رامى لم نستطع إنقاذه
إنا لله وإنا إليه راجعون
لم يقاطع عبد الرحمن كلام الدكتور طوال حديثه
لا يعرف ماذا يقول وماذا يجيب
منذ ساعات فقط كان معاه كان بيسمع صوته
بيهزر ويضحك لكن فجأة
يموت
يموت ولا يعلم عنه شىء
يموت بهدوء
بدون كلام
بدون مقدمات
عاودت التساؤلات إلى ذهن عبد الرحمن ثانية
ً
ياترى لو كنت معاهم كان إيه إللى هيحصل؟؟؟؟؟؟؟؟
ليه سبتهم ؟؟؟؟؟؟ ربنا نجانى ؟؟؟؟؟
ليه رامى بزات أللى مات ؟؟؟؟؟
ليه محمود إللى يده تتقطع أشمعنا مكنتش أنا ؟؟؟؟؟؟؟
قطع أفكار عبد الرحمن قول
الطبيب
: أنا آسف لكن هذا قضاء الله
لكن أحنا محتجينك ضرورى لأنقاذ محمود ممكن تيجى معايا لتتبرع بالدم
عبد الرحمن
: أه طبعا
وعاد يفكر
قدر الله ............ يعنى هو أللى مخطط لكل ده
هو إللى مشانى ........... هو إللى قدر لرامى أنه يموت
طب أشمعنه أنا إللى أنجو من بينهم
ذهب صاحبنا للتبرع بالدم
وأعطى الدكتور أرقام تليفونات كل واحد منهم
وبعدها
عبد الرحمن
: طب يادكتور إحنا ممكن نزورهم أمتى
الطبيب
: محمود ممكن بكره أو بعده لكن طارق على حسب حالته
عبد الرحمن
: طيب أنا ممكن أروّح البيت دلوقتى وآجى أزوره بكره إن شاء الله
الطبيب
: قصدك تيجى النهارده الفجر ناقص عليه خمس دقائق
نظر عبد الرحمن فى ساعته فهو لا يعرف متى يؤذن الفجر
نزل صاحبنا من المستشفى
وإذا بصوت لطالما غفل عنه
لطالما تجاهله
صوت الأذان
الله أكبر ........ الله أكبر
الله أكبر .......... الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله .......... أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن محمداً رسول الله .......... أشهدُ أن محمداً رسول الله
حىّ على الصلاه ......... حىّ على الصلاه
حى على الفلاح .......... حىّ على الفلاح
الصلاة خير من النوم...........الصلاة خير من النوم
الله أكبر ........... الله أكبر
لا إله إلا الله
هل سيدخل عبد الرحمن أم سيعود لينام كما نام من قبل
أم كانت اليقظه هذه المرة أكبر من ذى قبل
الأحداث تلتهب
تشاهدون فى الحلقة القادمة بعنوان
الخطوة الثانية : دموع عين
"
قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلاً * قُلْ مَن ذَا الَّذِي
يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً "
الأحزاب -16-17
" قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " الجمعة 8
نام ولا يعرف هل نام من التعب أم من الأرتياح
مين قال لك أنى ههرب أنا رايحله برجلى
الحلقة السابعة
[size=29]الخطوة الثانية : دموع عين
ظل عبد الرحمن سائرا وكلما سار كلما ارتفع صوت الأذان
وكلما حاول الأبتعاد كلما أرتفع أكثر وكأن قلبه هو الذى يؤذن
تذكر صاحبنا ذنوبه الكثيره
تذكر كم أضاع من الوقت
كم نام عن صلاه
كم هجر القرآن
لكن قالت نفسه
:
يااااااااااااااااه كل ده ممكن يتصلح صعب صعب أووووووووووووى
لأ ............... مستحيل ...........
سار صاحبنا محاولا الأبتعاد عن المسجد
لكن فجأه
تذكر صاحبنا موت صديقه
كيف ُأخذ بغته على غير موعد
أرتعد جسم عبد الرحمن وشعر ولأول مرة انه خائف
خائف ليموت على حاله
لكن لا يزال يقول :
لكن برضو مقدرش أصلى
طب هقول له إيه
وبأى وش أقف قدامه
يارب تعبت بأه ..... تعبت
ياترى تقبلنى ولا لأ
لم يجد عبد الرحمن مفر غير أنه يروح المسجد
توجه عبد الرحمن لأقرب مسجد يقدم خطوة ويأخر خطوة وبيتلكك لأى شئ يرجعه
وأخيرا دخل وأقيمت الصلاة ووقف فى الصف
ولأول مرة يشعر أنه قف أمام
الله
بدأ الأمام بالصلاة وكان عذب الصوت وسمع عبد الرحمن القرآن وكأنه أول مرة يسمع
لكن ماذال جسمه يرتعد خوفا من الموت
بدأ يسمع وإذا بالأمام يتلو
"
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلا يَسِيراً
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأدبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً *
قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلاً * قُلْ مَن ذَا الَّذِي
يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً "
الأحزاب -14-17
سمع وكان وقع الأيات عليه كوقع السيف
وكأن الله يخاطبه
كم عاهد الله من قبل ثم ولى دبره ؟؟؟؟؟
هل يستطيع الفرار من الموت ؟؟؟؟؟
وإن فررت لن أتمتع إلا قليلا وسأعود إليه
ووقتها من سيعصمنى منه ؟؟؟؟؟
لم يملك عبد الرحمن سوى البكاء
بكى بحرقه يريد الفرار لكن إلى أين ؟؟
بكى على سنين ضاعت فى غير طاعة
ثم جاء موعد السجود فازداد بكاؤه
ازداد وازداد حتى بلل الأرض وشعر من حوله به
ظل يبكى ويبكى
وقام للركعة الثانية وسمع فيها ما هو أشد من الأولى
وإذا بالأمام يتلو
"
قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *
وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ
إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " الجمعة 6-8
عاد جسد عبد الرحمن للأرتعاد وتحشرج صوته
ثم سجد وظل يحدث ربه بعفويه
ظل يقول
: أه عاهدتك من زمان لكنى كاذب والدليل أنى مقدرش أتمنى الموت
مقدرش أقابلك ومعايا سنين معاصى
مقدرش أقابلك وقلبى لسه أسود
مقدرش
وانتهت الصلاة وقام عبد الرحمن من مكانه بسرعه
كأنه يستحى أن يرى أحد دموعه غير ربه
وهنا تذكر عبد الرحمن قول محمد ليه إن النجاح يبتدى من المسجد
ياترى بجد أنا هبدأ من هنا ..... من المسجد
ظل يسبح ويهلل قليلا ثم غادر المسجد فى صمت
وعاد إلى البيت بوجه مشرق حزين
وإذا به يقابل أبته على السلم وكان هو الآخر عائدا من صلاة الفجر
لكنه لم يخبره عن شئ
الأب
: إيه يابنى إيه إللى حصل وصاحبك عامل إيه
عبد الرحمن
: صاحبى ......... أه ... أصل هو كان محتاج دم وممكن يفتحوا الزياره بكره
معلش يا بابا أنا داخل أنام أصلى تعبان أوى
دخل صاحبنا لينام ولأول مرة يشعر بارتياح لم يتقلب على السرير من الملل أو التفكير
بل نام مباشرة لكنه لا يعلم هل نام هذه المرة من تعب جسمه أم من ارتياح قلبه
ثم ضبط المنبه ليستيقظ فى العاشرة صباحا
رن المنبه وقام عبد الرحمن عشان يروح يزور صاحبه فى المستشفى
لكن أول ماخرج من الغرفة سمع
عائشة
: لا إله إلا الله ....... لا حول ولا قوة إلا بالله
الموضوع شكله كبير أوى
عبد الرحمن
: موضوع إيه يا غلبوية
عائشة
: الموضوع أللى يخليك تصحا لوحدك من غير معارك ولا ضرب نار
أبتسم عبد الرحمن أبتسامة خفيفة وقال : أبعدى عنى يابنتى هو فى حد مسلطك عليّه
عائشة
: أنا قدرك متحولش تهرب
عبد الرحمن
: ومين قال لك أن أنا ههرب أنا رايح للقدر برجلى
واتجه صاحبنا للباب عشان يخرج لكن أستوقفه مرة أخرى صوت لكن كان صوت أمه المرة دى
الأم
: هتروح الكلية كده من غير فطار
عبد الرحمن
: الكلية ........ لأ ........ أصل ........ بصى ما تقلقيش هاكل أى حاجة وأنا ماشى
وقبل أن تكمل الأم كلامها كان عبد الرحمن فتح الباب وخرج
توجه عبد الرحمن للمستشفى وما أن وصل حتى وجد أهل رامى هناك وقد أرتفع
أصواتهم بالبكاء والنحيب ووجد أمه منهارة ثم أغمى عليها وتم حجزها بالمستشفى
وقف عبد الرحمن يراقب ما يحدث ويتخيل نفسه مكان رامى وأهله يبكون عليه
لم يستطع عبد الرحمن إكمال تفكيره تلك المرة فخرج من تخيلاته
هرب منها ....... لا يستطيع تخيل ذلك
إلا أنه فى أثناء ذهوله هذا رن هاتف الموبايل
أخرج صاحبنا التليفون فعلم أن المتصل محمد
عبد الرحمن
: ألو
محمد
: السلام عليكم
عبد الرحمن
: وعليكم السلام
محمد
: إيه يا عبد الرحمن فينك مجيتش الكلية النهاردة ليه فى حاجة
عبد الرحمن
: محمد ............. أنا .......... أنا ............ مش عارف
محمد
: أنت مش عارف دا أناديك بيه بدل عبد الرحمن ده ولا إيه يا أستاذ مش عارف
عبد الرحمن
: محمد أنا فى المستشفى 3 من أصحابى عاملين حادثة وواحد منهم مات
محمد أنا مش عارف أعمل إيه أنا محتاجك جنبى
محمد
: لا حول ولا قوة إلا بالله ...... إنا لله وإنا إليه راجعون
طب أنت مش الحمد لله بخير
عبد الرحمن
: ماهى دى المشكلة ...... أقصد أيوة أنا بخير
محمد
: بص أستنانى ثوانى وهكون عندك
أخذ محمد اسم المستشفى ورقم الغرفة وأول حاجة فكر فيها أنه يجيب معاذ معاه
أكيد هينفعه كتير فى المواقف دى
وفعلا كلمه ووافق أنه يجى معاه وذهب الأثنان للمستشفى
ياترى ماذا سيفعل معاذ لعبد الرحمن هل سيقسو عليه على غير عادته؟؟؟؟؟؟
هل سيتقدم صاحبنا خطوة أخرى ناحية الألتزام أم سيعود ؟؟؟؟؟
ماذا سيحدث لمحمود الذى بترت يده كيف سيتقبل الموقف ؟؟؟؟؟؟
تابعونا
[/size]