البداية :
أهلاً بك مصلية صائمة قانتة خاشعة .
أهلاً بك متحجبة محتشمة وقورة رزينة .
أهلا بك متعلمة مطلعه واعية راشدة .
أخيه :
تذكري أن ربك يغفر لمن أستغفر ويتوب على من تاب ويقبل من عاد .
إشراقة :
تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة .
انطلاقة :
نبدأ في تقليب الصفحات للنساء الخالدات نستمر لنقلب بإذن الله هذه الصفحات لنتعلم
من مدرستهن وقبل ذلك مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم فلولا هذا الدين لم يكن بهذه
الصورة فرضي الله عنهن جميعاً .
شخصية هذه الصفحة
- أبوها سيد من سادات مخزوم المرموقين وجواد من أجواد العرب المعدودين حتى أنه كان يقال له ( زاد الراكب ) لأن الركبان كانت لا تتزود إذا قصدت منازله أو سارت في صحبته .
- زوجها عبد الله بن عبد الأسد أحد العشرة السابقين إلى الإسلام إذ لم يسلم قبله إلا أبو بكر الصديق ونقر قليل لايبلغ عدد أصابع اليدين عدداً .
- أسلمت مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام أيضاً.
- صبت عليها قريش من نكالها مايزلزل الصم الصلاب فلم تضعف هي وزوجها رضي الله عنهم ولم يهنا ولم يترددا .
- لما أشتد الأذى وأذن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالهجرة للحبشة كانا في طليعة المهاجرين .
- مضت هذه الخالدة إلى ديار الغربة وخلفت وراءها في مكة بيتها الباذخ وعزها الشامخ ونسبها العريق محتسبة ذلك كله عند الله .
- كان الشوق للعودة لمكة والحنين للرسول صلى الله عليه وسلم يقرى كبدها وكبد زوجها .
- عادوا مع العائدين بع أن علموا أن عدد المسلمين ازداد في مكة ولكن سرعان ما اكتشف العائدون أن مانمى إليهم من أخبار كان مبالغا فيه، فزاد المشركون في تعذيب المسلمون وترويعهم .
- عند ذلك أذن عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى المدينة فعزمت هذه الخالدة مع زوجها أن يكونا أول المهاجرين فراراً بدينهما وتخلصا من أذى قريش .
- كانت هجرتهما شاقة ومتعبة .
- حصلت لها قصة طويلة عندما انتزعت هي وابنها من أهل زوجها في طريق الذهاب للمدينة فغضب أهل زوجها وتجاذبوا الطفل بينهم على مهد من هذه الخالدة حتى خلعوا يده وأخذوه .
- فأصبحت وحيدة فزوجها هاجر للمدينة وولدها أختطفه بنو عبد الأسد و هي استولى عليها قومها .
- جعلت تخرج كل غداة إلى الابطح رضي الله عنها تجلس في المكان الذي شهد المأسأة تستعيد صورة اللحظات التي حيل فيها بينها وبين ولدها وزوجها .
- بقيت على ذلك سنة أو قريباً من سنة إلى أن مر بها رجل من بني عمها فرق لحالها ولقال لقومها : ألا تطلقون هذه المسكينة ؟ ومازال بهم حتى قالوا لها : الحقي بزوجك .
- ثم كلم بعض الأناس بني عبد الأسد حتى ردوا لها ولدها .
- وعندما همت بالهجرة لقيت عثمان بن طلحة وكان هو من قام بإيصالها .
- اجتمع الشمل وقرت عينها بزوجها وولدها ثم طفقت الأحداث تمضي كلمح البصر .
- شهد زوج هذه الخالدة بدر وأحد لكنه أصيب في أحد وعاد حتى زاد عليه الجرح وكان يقول لزوجته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لاتصيب أحد مصيبة فيسترجع عند ذلك ويقول : اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه ، اللهم اخلفني خيرا منها إلا أعطاه الله عز وجل .
- ظل زوج الخالدة في فراشه أيام ثم فارق الحياة .
- أغمض عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين عيني صاحبه ورفع طرفه إلى السماء وقال ( اللهم اغفر ...... وارفع درجته في المقربين واخلفه في عقبه من الغابرين . واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه )
- أما الخالدة فقالت اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه .. لكنها لم تطب أن تقول اللهم أخلفني فيها خير منها لأنها كانت تتساءل ومن عساه أن يكون خيرا من ... لكنها مالبثت أن أتمت الدعاء .
- تقدم لخطبتها أبو بكر رضي الله عنه فأبت أن تستجيب لطلبه ثم تقدم عمر رضي الله عنه فردته كما ردت صاحبه .
- ثم تقدم خير البشر عليه الصلاة والسلام . فقالت له :
يارسول الله ان في خلالاً ثلاثاً فأنا امرأة شديدة الغيرة فأخاف أن ترى مني شيئا يغضبك فيعذبني الله به . وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا امرأة ذات عيال . فقال عليه الصلاة والسلام ( أما ماذكرت من غيرتك فإني ادعوالله عزوجل أن يذهبها عنك وأما ماذكرت من السن فقد اصابني مثل الذي أصابك وأما ماذكرت من العيال فانما عيالك عيالي )
فمن تكون أيتها الجوهرة المصون ؟
رملة بنت ابي سفيان - أم سلمه - زمعة بنت الاسود