النسب :
هي : خديجة رضي الله عنها
أبوها : خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ... تَجْتَمِع مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي قُصَيّ ، وَهِيَ مِنْ أَقْرَب نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِي النَّسَب ، وَلَمْ يَتَزَوَّج مِنْ ذُرِّيَّة قُصَيّ غَيْرهَا إِلا أُمّ حَبِيبَة .
أمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن الهرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، فتجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم عند (لؤي) .
الطاهرة
كانت خديجة رضي الله عنها تسمى بالطاهرة ، وذلك من قبل البعثة .
قال الذهبي رحمه الله :
(( خديجة أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها .
أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، القرشية الأسدية .
أم أولاد رسول الله ، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد ، وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة .
ومناقبها جمة ، وهي ممن كمُل من النساء ، كانت عاقلة ديّنةً مصونةً كريمةً ، من أهل الجنة ، وكان النبي يثني عليها ،ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ))
ولدت خديجة رضي الله عنها :
سنة 68 قبل الهجرة ، في بيت مجد وسؤدد ورياسة ، فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة ، واتصفت بالحزم والعقل والعفة .
أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم
(1)ذكرت خديجة لورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمها ، و لكن لم يقدر بينهما زواج .
(2)تزوجها أبو هالة و اسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان ، وكان أبوه ذا شرف في قومه و نزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصي ، و كانت قريش تزوج حليفها .
مات أبو هالة في الجاهلية .
أولادها من أبي هالة
ولدت خديجة لأبي هالة ولدين :
الأول : اسمه هند .
والثاني : اسمه هالة .
فكانت خديجة تكنى بأم هند ، وقد أسلم كل من هند و هالة و كانا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنهما تربيا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم يرعاهم و يربيهم .
أما هند :
فقد شهد بدرًا و أحدًا ، وكان وصافًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحلو شمائله فاحسن و أتقنوَحديثه فِي الشَّمَائِل للترمذي (( أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَزْهَر اللَّوْن )) ، وعنه أيضًا فِي صِفَة رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيْره (( فَلا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنَيْهِ ، إِذَا هُوَ وَفْرَة )) ، وَفِي حَدِيث أخر فِي صِفَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ (( إِنْ اِنْفَرَقَتْ عَقِيقَته - أَيْ شَعْر رَأْسه الَّذِي عَلَى نَاصِيَته - فَرَقَ وَإِلا فَلا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنه )) .
وله حديث عند ابن منده وأبي نعيم قال :
(( مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان ، فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشير بإصبعه ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ((اللهم اجعله وَزْغًا )) قال : فرجف مكانه )) .
والوَزْغُ:الارتعاش .
وكان يقول :
(( أنا أكرم الناس أبًا و أمًا و أخًا و أختًا ، أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمي خديجة و أختي فاطمة و أخي القاسم )) .
قلت : صدق والله .
وطال العمر بهند حتى قتل في معركة الجمل و كان في صف علي بن أبي طالب .
وهِنْد رَوَى عَنْهُ الْحَسَن بْن عَلِيّ رضي الله عنهما وكان إذا حدث عنه قال : حَدَّثَنِي خَالِي لأنَّهُ أَخُو فَاطِمَة لأُمِّهَا .
وَلِهِنْدٍ هَذَا وَلَد اِسْمه " هِنْد " ، ذَكَرَهُ الدُّولابِيّ وَغَيْره ، فَعَلَى قَوْل الْعَسْكَرِيّ فَهُوَ مِمَّنْ اِشْتَرَكَ مَعَ أَبِيهِ وَجَدّه فِي الاسْم
ومن جميل ما يروى :
أن هندًا كان له من أولاده ولدًا أسماه هندًا كذلك ، ذكره صاحب أسد الغابة في الصحابة وذكر عنه أنه مات بالبصرة في الطاعون ، فازدحم الناس على جنازته وتركوا جنائزهم وقالوا : ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذكر في الاستيعاب: عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة وعليه حلةٌ خضراءُ من غير قميص ، فمات في الطاعون ، فخرج بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأة : وا هنداه بن هنداه ، وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم ، أخرجه ابن منده وأبو نعيم ، فهو ممن له صحبة وجدته خديجة عليها السلام .
أما هالة :
فله صحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه ابنه هند ، وقد دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فضم هالة إلى صدره ، فقال هالة ، هالة ، هالة .
(3) تزوجت بعد ذلك من : عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .
وأنجبت منه بنتًا سمتها هندًا ، و تزوج هند هذه ابن عم لها و أنجبت منه ولدًا سمته محمدًا .
فهي : أم محمد بن صيفي المخزومي .
وكان يقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة نسبة للسيدة خديجة رضي الله عنها .وكان من نسل محمد هذا بقية وعقب بالمدينة فانقرضوا .
فهند بنت عتيق ، و هند وهالة ابنا أبي هالة ، كلهم أخوةُ أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها .
قال صاحب أسد الغابة :
قيل : أن خديجة تزوج بها عتيق أولاً ، ثم خلف عليه أبو هالة .
قال قتادة :والقول الأول أصح إن شاء الله تعالى ، يعني أبو هالة ثم عتيق .
قال الذهبي :
(( كانت خديجة أولاً تحت أبي هالة بن زرارة التميمي .
ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .
ثم بعده النبي ، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة ، وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة )) .
الفصل الثاني
ــــــــــــــــــــــ
قبل الزواج
قصة زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم
الصداق
وليمة الزواج
صور من جميل عشرتها للنبي صلى الله عليه وسلم
قبل الزواج
من الأشياء التي كانت سببًا في رغبة السيدة خديجة من الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة :
قال :وروي عن المدايني بسند له عن ابن عباس :
أن نساء مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية ، فتمثل لهن رجل ، فلما قرب نادى بأعلى صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد ، فمن استطاعت منكن أن تكون زوجًا له فلتفعل ، فحصبنه ، إلا خديجة ، فإنها عضت على قوله ولم تعرض له .
وعن سعيد بن جبير قال :
اجتمعت نساء قريش في عيد لهن ، فجاءهن رجل يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي ، فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضًا يطؤها فلتفعل ، فشتمنه وطردنه ، ووقر ذلك في صدر خديجة .