يا مـرادي هـذي ترانيم حبٍ من فيوض الـمشاعر الخـاشعات
أنت أهل الثناءِ والـمجد فامنن بـجميلٍ من الـثـناء الـمواتي
ما ثـنائي عـليك إلا امـتـنانٌ ومـثالٌ لـلأنـعمِ الفـائضات
يا مـحبَ الثـناء والـمدح إني من حيائي خـواطري في شتاتي
ذابت الـنفس هـيـبةً واحتراماً وتأبت عـن بلع ريقي لـهاتـي
حُـبُـنا وامـتداحُـنا ليس إلا ومـضةٌ منك يا عظيم الـهبات
لو نـظمنا قـلا ئداً من جـمانٍ ومـعـانٍ خـلابـةٍ بالـمئات
لو برينا الأشجـارَ أقـلامَ شكرٍ بـمـدادٍ من دجـلةٍ والـفرات
لو نـقـشـنا ثناءنا من دمـائنا أو بـذلـنا أرواحنا الـغـاليات
لو نشِّـرنا فـي ذاتـه أو رمينا بـرمـاح فـتّاكـةٍ مشرعات
أو جـهدنا نفـوسنا فـي قـيامٍ وصيامٍ حـتـى غـدت ذاويات
أو مـزجـنا نـهارنا بدجـانا فـي صلاةٍ وألـسنٍ ذاكـرات
أو قـطـعـنا مفاوزاً من لـهيبٍ ومـشـيـنا بـأرجلٍ حافـيات
أو سـجدنا على شظـايا رصاصٍ أو زحفنا زحفاً على الـمرمضات
أو بكيـنا دما وفـاضت عيون بـلـهيب الـمدامع الحارقات
ما أبنّا عـن هـمسة من معـان فـي حنايا نفـوسنا مـاكنات
أو أتـيـنا لـذرةٍ من جـلال أو شكـرنا آلائـك الغـامرات
أي شيءٍ يقـولـه الشعر لـمّا يـتـغـنـى بـخالق الكائنات
مـا نسجـناه من بـيان بديع ليس إلا خـواطـراً قـاصرات
أي شيءٍ أتـقى وأنـقى وأرقى من حـروفٍ بـمدحه مترعات
فـالـقُ الحبِّ والنوى جل شأناً وضياء الـدجى ونـور الـسراة