ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين الإسلام والدين المسيحي واليهودي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام هو الاستسلام والانقياد لله تعالى والإقرار له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته والخضوع له بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والإسلام بهذا المعنى هو دين الأنبياء جميعاً من أولهم إلى آخرهم.
ولهذا أوصى الأنبياء السابقون أتباعهم بالتمسك به كما قص الله تعالى علينا في محكم كتابه على لسان إبراهيم ويعقوب عليهما السلام، فقال الله تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {البقرة:132}، فلم يختلف الأنبياء في أساسيات الدين وأصوله، كما قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ {الشورى:13}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتم شتى. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني.
وإنما كان اختلافهم في الفروع والتشريعات... وذلك لاختلاف الأقوام والبيئات والأزمنة والأمكنة... فما يصلح لهؤلاء ربما لا يصلح لآخرين، وعندما بلغت البشرية رشدها ووصلت إلى مرحلة نضجها بتعاقب الرسالات وتراكم التجارب التاريخية.... والمعرفية... ختم الله تعالى الرسالات وأقر ما يصلح للبشرية جميعاً من الشرائع ونسخ ما لا يصلح لها وترك مجالاً واسعاً للاجتهاد وإعمال العقل المسترشد بنور الوحي وقواعد الشرع العامة، فكانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي الخاتمة فهو النبي الذي لا نبي بعده.
فالإسلام هنا لا يختلف عن الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام ولا عن الدين الذي جاء به موسى عليه السلام ولا غيرهما من الأنبياء، وإنما يختلف الإسلام مع المسيحية واليهودية المحرفتين وخاصة في مجال التوحيد والعقائد.... وأما أوجه التشابه بينهما فهي فيما بقي فيهما من وحي السماء وهدي الأنبياء من الأخلاق وأعمال الخير، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 61288 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.