حِيْنَمَا وَصْلّنَا إِلَى نِهَايِة الْطَرِيْق
حَيْثُ المُفْتَرقْ ...
وحَيْثُ تَفْتَرِقُ أَرْوَاحْنَا إِلَى الأَبَدْ
كُتِبَ الْفُرَاقَ
بَيْنَ
رُوْحَانٍ فِيْ جَسَدٍ وَاْحِدّ
هَمَسْتُ أَعْلِنُ الاحَتِجَاجْ عَلَى مَا قِيْل
فأغلقوا فَمِيْ
فَصَرِخْتُ بِأَلَمْ لَمْ يَحِنْ الْرَحِيْلُ بَعْدْ
لا أُرِيْدّ تَركُ ذِكرَيَات ...لَحَظَات ... وَقْفَات
لا أُرِيْد
وَسَطَ ضَبَاْب الْدُمُوْع أَرَى تَخَيُلَات أَمَاْمَ عَيْنَاي
أَتُرَاه سَيَرْحَلْ
وَصُدِمْتُ أَلْفَ مَرَة وصُفِعْتُ أَلَفَ صَفْعَة
وَجْدّتُه يُلْقِي
نَظّرَة أَخِيْرَة أَلْقَاهَا عَلَى رُوْحٌ مُحَطَمَة
وَيَهْمِسْ حَانَ الْوَدَاعْ
ابْتَسَمْت ... حَانَ الْوَدَاعْ
أَغْمَضْتُ عَيْنِي
بِقُوَة وَكَأَنِي طِفْلَ يرّفُضْ رُؤّيَة خَيَالاًً وَحِلْماً مُزْعِجّ
بِصَوْتٍ تَخْنُقُهُ الْعَبَرَات
الْوَدَاعْ
حَيْثُ لَا لِقَاء
رَحَلَ وَبَقيَتْ أَطْيَافَه وَعِطْرَاً نَشَرَهُ فِيْ ذِكْرَيَاتِي
بَقِيَ أَحْسَاسَ صَادِقْ يَغْمُرْ فُؤَادِيْ...
بَقِيَتْ زَوَايّا حَمَلْتْ ذِكْرَيَاتَه...وَهَدَايَاه
رَحَلَ وَتَرَكَ كُلَّ شَيِءٍ خَلْفَه
رَحَلَ وَتَرَكَ رُوْحاّ مُحَمَلَة عَلَى كَفَنْ الأَلَمْ
رَحَلَ ...نَعْمْ رَحَلَ!
لَمْ يُخْبِِرْنِي مَاذَا أَفْعَلُ بِقَسْوَةِ الْقَدَرْ
لِمَا يَرْحَلْ
وَيَتْرُكُنِي وَسَطَ الْحُرُوْف الْحَزِيْنَة
لَمْ يَهْجِرْنِيْ
وَجَعَلَتَه الأقْدَارَ يَتْرُكَنِي
شَوُقٌ يَعْتَرِيْنِيْ
فَأَهْمِسُ لِمُذَكِرًتِيْ
اشْتَقْتُ لِلَحْظَةٍ أَعِيْشُ وَسَطَ هَمَسَاتَه
وَاَشَتَقْتُ لِمُلَامَسَة أَشْعّارِه
أَوْ أَسْتَمِعْ لِمَا يَحْفَظُ وَيُرَدِدْ
اِشْتَقْتُ
لِأَلْحَانٍ يُلًحِنُهَا ..وَلِأغَانٍ مَعَاً نُرَدِدَهَا
رَحَلَ وَلَسْنَا عَلَى أَمَلَ الِلقَاءِ فِي دُنْيَانَا
قَدّ تَلَاشَى
عَلَى مُفْتَرَقْ ذَلِكَ الْطَرِِيْق
قِصَةَ طُفُوْلَةٍ مَعَه عِشْتُهَا
قِصَةَ قَسْوَةِ الْزَمَنْ التي مَعْهُ تَأَلَمْت
قِصَةَ أُخْوَةٍ دَافِئَة مِنْ بَعْدِ مَحَبَةٍ غَامِرَة
أَوَلَيْسَ للآلامِ مَرْسَى فَتَرْسُو عَلَيْه
بَعِيْدَا عَنِيْ
أَوَلِيْسَ للأحْزَانِ مَنْفَى فَأْنْفِيْهَا إِلِيْه
كي ترحل عني
أَوَلَيْسَ حان الوقت لِإِحْسَاسي بِأَنْ يَخِيْبْ
كَيّ لَا يَصْدِقْ فَيُعَذِبُنِيْ
أُغَنِيْ بِصَوْتٍ حَزِيْن أَدْمَنَ سَمَاعَه
عِنْدَمَا كَانَ بُقُرّبِيْ يَومَاً
تَعْلُو كَلِمَات الأَمَاكِنْ
فَتَسْقُطْ دَمْعَتِيْ عَلَى مُذَكِرَتِيْ
بِهِ تَهَامَسْنَا وَ بِهِ ضَحِكْنَا وَ بِهِ خَطّطَنَا أَحْرُفِنَا
وَ بِهِ رَسَمْنَا دَمْعَنَا عِنْدَمَا وَصْلَنَا لِنِهَايَة الطَرِيْق
نَعَمْ فَرَقْتْنَا الَأقْدَار مَرْتَيْنْ
يَا لشِدّةَ عَذَابِِي.... وَألَمِيْ بِرِحِيْلِه
طَالَمَا طوقنا مُذَكِرَتُنا بِكَلِمَاتِنَا
وخَطَطْنا بِهَا مُعَانَاتِنَا مَعَ الأقَدَارِ
وبِِنِهَايِةَ الصَفَحَاتْ
سَطَرّتَهَا وَحْدِي
بَأنْ وَرْدَيْ مَاتَ بِمَوْتِهِم
وَأَنَّ الْحُبِ رَحَلَ بِرَحِيْلَهُمْ
وَأَنَّ الْكَوْنَ تَغَيْرَتْ قَوَانِيْنَهُ
وَأنـنِّي إشْتَقْتُ لِلَقَائَهُمْ