مولده
ولد سيدى الشيخ عبد الغنى . حفظه الله تعالى .
فى مدينة دنقلا . عاصمة المديرية الشمالية بالسودان – و هو الابن الوحيد لسيدنا و مولانا العارف بالله تعالى سيدى الشيخ صالح الجعفرى – رضى الله تعالى عنه – و قد تركه والده بدنقلا وهو صغير لم يدخل الخلوة ( الكُتاَّب) ؛ حيث سافر إلى مصر وتركه وأسرته فى كفالة جده الحاج محمد صالح الجعفرى – رضى الله تعالى عنه . وكان سفر سيدى الشيخ صالح الجعفرى – رضى الله تعالى عنه . إلى مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف ؛ حيث لم يثنه عن طلبه تركه لوطنه ، ولا مفارقته لابنه الوحيد وأسرته ، وكان يجمع بين طلب العلم والدعوة إلى الله . تعالى . بالخطابة والوعظ والإرشاد خدمة للدين والعلم ،واستمر على ذلك ولم يذهب إلى السودان إلا زائراً عابراً حتى انتقل إلى رحمة الله . تعالى . ورضوانه.
و كانت عناية الله – تعالى . تحيط بابنه الوحيد الذى تركه ليجاهد فى نشر شريعة الإسلام ، وهداية الحائرين ، فتربى و نشأ فى كنف جده ، وعاش معه فى منزله ؛حيث كانت والدته ترعاه وتتولى أموره.
فلما وصل إلى سن التعليم دخل الكـُتـَّاب فى دنقلا وتعلم به بجوار المسجد الكبير ، فحفظ القرآن الكريم ، ودرس شيئا من مبادئ اللغة العربية ، وانتقل إلى المدرسة الأولية والمعهد العلمى بمسجد دنقلا العتيق.
و فى أثناء دراسته بالمعهد العلمى كان يُدَرِّس بالكـُتـَّاب مساعدة لشيخه.
و فى عام 1943 طلبه والده – رضى الله تعالى عنه . لزيارة مصر ،فذهب مع والدته وأختيه حيث أقاموا فى مصر عاماً كاملا ً دخل فى أثنائه القسم العام بالأزهر فى السنة الثالثة.
ثم سافر إلى السودان فى أخر عام 1943،بأمر من والده لرعاية شئون الأسرة وواصل تعليمه هناك بالمعهد العلمى ، ودخل مدرسة أهلية ابتدائية افتتحها عباس ماهر المصرى للتدريس بها ، واستمر يُدرس بالكـُتـَّاب إلى أن انتدبه مفتش التعليم : حسن أبو درق للتدريس بها رسميا بعد زيارة لها وسجل مذكرة بذلك.
فلما توفى شيخ الخلوة الكبير المشهور الشيخ حامد النجار واصل محله الشيخ أحمد الباشكاتب وعمل معه سيدى الشيخ عبد الغنى مدرساً متابعاً ، ثم اتسعت الخلوة وصارت فصلين ، وسماها سيدى الشيخ عبد الغنى – حفظه الله تعالى – "مدرسة أطفال دنقلا" ؛ ثم صارت مدرسة أهلية صغرى و سماها "مدرسة السعادة النموذجية .
واستمر كذلك، وأخذ يترقى من مدرس إلى مدرس أول فمديرللمدرسة حتى وصل إلى رتبة موجه تربوى ، ثم موجه فنى للتعليم فى المنطقة الوسطى . وتولى حفظه الله تعالى العديد من المناصب القيادية الهامة فى السودان الشقيق.منها أمين قسم دنقلا ثم المدير التنفيذى للمديرية الشمالية .
ثم لما جاءه نبأ وفاة والده ـ رضى الله تعالى عنه ـ طلب الإحالة للمعاش ليسافر إلى مصر ويتفرغ لإكمال ما بدأه والده من تربية المريدين فى الطريقة الجعفرية التى أسسها بالأزهر الشريف ، ولم تكن من الطرق الرسمية فى مصر ، فكان أول عمل قام به هو عمل تصديق رسمى بالطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية من المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر.
ثم أخذ يعمل بجد واجتهاد على نشر الطريقة ، والمحافظة على تراث والده ـ رضى الله تعالى عنه ـ فقام بتأسيس المساجد والساحات على امتداد مصر من الإسكندرية إلى أسوان والتى ربت على الستين مسجداً وساحة وقد تجاوزت بفضل الله تعالى حدود القطر المصرى حتى كان منها المركز الإسلامى الجعفرى بلبيبا الشقيق ثم المركز الإسلامى الجعفرى بماليزيا، كما قام بنشر مؤلفات والده والعناية بتحقيقها ونشرها فى أحسن صورة .
و ما زال ـ حفظه الله تعالى ـ يكافح و يجاهد فى إعلاء راية الإسلام عن طريق نشر التصوف الحقيقى السالم والمعافى من الخرافات والتظاهر وأعمال الجهل والشعوذة.
ونسأل الله ـ تعالى ـ له الحفظ والعمر المديد ؛ حتى يسعد أبناء الإسلام برؤيته وتوجيهاته وإرشاداته ؛ إنه سميع مجيب .
أخيكم/ أحمد عبدالله[center]