شاب أحب فتاة فذهب إلى أهلها كي يخطبها من أبيها إلا أنهم لم يرضوا به حيث إنهم عائلة محافظة وابنتهم صالحة ملتزمة، وكان هو شاب غير ملتزم دينيا، ولكنه يحب الفتاة ورغب فيها فكرر المحاولات عدة مرات ورسل بعضهم ليتوسطوا عند أهل الفتاة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، عندها احتار الفتى ماذا يفعل؟
فلم يجد وسيلة سوى أن يستخدم السحر فسافر إلى إحدى الدول كي يعمل سحرا للفتاة علها تحبه وتقبل به، وذهب إلى أحد السحرة وشرح له الأمر فقال له الساحر: عد إليَّ غدا، وفي اليوم التالي ذهب إلى الساحر فقال له: لا أستطيع أن أن أفعل لك شيئا ولكن اذهب إلى الساحر الفلاني فإنه أعلى مني مرتبة لعله يستطيع أن يفعل شيئا.
فذهب الفتى إليه مسرعا فلما شرح له الأمر، قال له: عد إليَّ غدا، فلما أتاه من الغد قال له الساحر: لا أستطيع أن أفعل لك شيئا ولكن اذهب إلى الساحر الفلاني فهو كبير السحرة في هذا البلد لعله يستطيع أن يصنع لك ما تريد.
فذهب الفتى مسرحا وهو يمني نفسه ودخل على كبير السحرة وطلب منه أن يعمل أيّ شيء كي يفوز بقلب الفتاة وسوف يعطيه ما يريد، فقال له كبير السحرة: عد إليَّ بعد يومين وستجد كل شيء جاهزا وخرج الشاب وهو فرح مسرور. وبعد مرور يومين ذهب مسرعا إلى كبير السحرة وكله شوق وفرحة ، ولما دخل عليه، قال له كبير السحرة: لا أستطيع أن أفعل لك شيئا وخذ نقودك فلا فائدة.
فقال الشاب: ولكن لماذا لا تستطيعون عمل شيء؟!
قال كبير السحرة: إنها تتحصن بشيء قوي لا نستطيع اختراقه!!
قال الشاب: وما هو؟!
قال الساحر: إنها تحفظ سورة البقرة.
وعاد الشاب إلى بلده بخفي حنين لم يستطع بفضل الله ثم بفضل كتاب الله وآياته العظيمة أن يفعل أي شيء للفتاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة"، ومعنى البطلة: أي السحرة(1).