قرأت قصة عجيبة وغريبة تهز القلوب وتحيي من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
إنني أضع هذه القصة بين يديكم أخي واختى القارئ حتى تكون علامة ووقاية لكل بنت تستخدم الإنترنت ولكل الشباب والشابات ولكي تعتبروا يا أولي الأبصار تقول صاحبة القصة(وهي ترويها لصديقتها) لتكون عبرة لمن يعتبر :
(إن قصتي التي ما من يوم يمر علي إلا وأبكي حتى أني لا أقدر على الرؤية بعدها، كل يوم يمر أفكر فيه بالانتحار عشرات المرات، لم تعد حياتي تهمني أبدا، أتمنى الموت كل ساعة، ليتني لم أولد ولم أعرف هذه الدنيا، ليتني لم أخلق، ماذا أفعل أنا في حيرة وكل شيء عندي أصبح بلا طعم ولا لون، لقد فقدت أعز ما أملك، بيدي هذه أحرقت نفسي وأسرتي، أحرقت بيتي وزوجي وأبنائي.
وإليكم قصتي:
بدايتي كانت مع واحدة من صديقاتي القليلات، دعتني ذات يوم إلى بيتها وكانت من الذين يستخدمون الإنترنت كثيرا، وقد أثارت فيّ الرغبة لمعرفة هذا العالم، تعلمت منها التشات بكل أشكاله، تعلمت منها كيفية التصفح وبحث المواقع الجيدة والرديئة، في خلال هذين الشهرين كنت في عراك مع زوجي كي يدخل الإنترنت في البيت، وكان ضد تلك المسألة حتى أقنعته بأني أشعر بالملل الشديد وأنا بعيدة عن أهلي وصديقاتي ، فوافق زوجي رحمةً بي. وفعلا أصبحت بشكل يومي أحادث صديقاتي. كان كلما خرج من البيت أقبلت كالمجنونة على الإنترنت بشغف شديد ، أجلس أقضي الساعات الطوال.
بدأت أتمنى غيابه كثيرا وقد كنت اشتاق إليه حتى بعد خروجه بقليل، أنا أحب زوجي بكل ما تعني هذه الكلمة وهو لم يقصر معي ، ومع مرور الأيام وجدت الإنترنت تسعدني أكثر فأكثر، وأصبحت لا أهتم حتى بالذهاب إلى أهلي ، لقد تركت مسألة تربية الأبناء للخادمة ، كنت مشغوفة بالإنترنت لدرجة أن أذهب خلسة بعد نومه وأرجع خلسة قبل أن يصحو من النوم،هكذا كانت حياتنا لمدة ستة أشهر تقريبا. لم يكن يخطر ببال زوجي أني أسيء استخدام هذه الخدمة أبدا.
خلال تلك الأيام بنيت علاقات مع أسماء مستعارة لا أعرف إن كانت لرجل أم أنثى، كنت أحاور كل من يحاورني عبر (التشات) ،إلا أن شخصًا واحدًا هو الذي أقبلت عليه بشكل كبير لما له من خبرة واسعة في مجال الإنترنت، كنت أخاطبه دائما وألجئ إليه ببراءة كبيرة في كثير من الأمور حتى أصبحت بشكل يومي، أحببت حديثه ونكته كان مسليا، وبدأت العلاقة تقوى مع الأيام، تكونت هذه العلاقة اليومية في خلال 3 أشهر تقريبا، كان بيني وبينه الشيء الكثير، أغراني بكلامه المعسول وكلمات الحب والشوق، ربما لم تكن جميلة بهذه الدرجة ولكن الشيطان جمّلها بعيني كثيرا.
في يوم من الأيام طلب سماع صوتي وأصر على طلبه حتى أنه هددني بتركي وأن يتجاهلني في (التشات والإيميل) ، حتى قبلت مع بعض الشروط، أن تكون مكالمة واحدة فقط، طلب مني رقمي وأعطاني رقم هاتفه، إلا أنني كنت مترددة في هذا الشيء ولم أجرؤ على مكالمته لمدة طويلة.
إني أعلم أن الشيطان الرجيم كان يلازمني ويحسنها في نفسي ويصارع بقايا العفة والدين وما أملك من أخلاق، حتى أتى اليوم الذي كلمته من الهاتف ، ومن هنا بدأت حياتي بالانحراف ، لقد انجرفت كثيرا ، أصبحنا كالجسد الواحد، نستخدم (التشات) ونحن نتكلم عبر الهاتف، لن أطيل الكلام، كان زوجي يخرج من عمله ولا يذهب إلى أصدقائه كثيرا من أجلي، ومع مرور الأيام وبعد اندماجي بالإنترنت والتي كنت أقضي بها ما يقارب 8 إلى 12 ساعة يوميا، أصبحت أكره كثرة تواجده في البيت، ألومه على هذا كثيرا، أشجعه بأن يعمل في المساء وفعلا أخذ بكلامي ودخل شريكا مع أحد أصدقائه في مشروع صغير، ثم بعد ذلك ، أصبح الوقت الذي أقضيه في الإنترنت أكثر وأكثر.
علاقتي بدأت بالتطور ، أصبح يطلب رؤيتي أصبح إلحاحه يزداد يوما بعد يوم ، فقبلت طلبه بشرط أن تكون أول وأخر طلب كهذا يأتي منه وأن يراني فقط دون أي كلام، ووافق على شروطي وأقسم بأن تكون نظرة فقط لا أكثر، نعم تجاوبت معه، تواعدنا والشيطان ثالثنا في أحد الأسواق الكبيرة في أحد المحلات بالساعة والدقيقة، لقد رآني ورأيته.
هذه بداية النهاية يا أخواتي، لم يكن يعرف أني متزوجة وقد رزقني الله من زوجي بولد .
عموما أصبح حديثنا بعد هذا اللقاء مختلفًا تماما، كان رومانسيا وعرف كيف يستغل ضعفي كأنثى وكان الشيطان يساعده بل ربما يقوده، أراد رؤيتي وكنت أتحجج كثيرا وأذكره بالعهد الذي قطعه، مع أن نفسي كانت تشتاق إليه كثيرا، لم يكن بوسعي رؤيته وزوجي موجود في المدينة، أصبح الذي بيننا أكثر جدية فأخبرته أنني متزوجة ولي أبناء ولا أقدر على رؤيته ويجب أن تبقى علاقتنا في (التشات) فقط.
أصبحت مدمنة على سماع صوته وإطرائه، لقد شعر بذلك وعرف كيف يستغلني ، حتى جاء اليوم الذي عرض فيه علي الزواج و يجب أن يطلقني زوجي حتى يتزوجني هو، وإذا لم أقبل فإما أن يموت أو أن يصاب بالجنون أو يقتل زوجي، الحقيقة رغم خوفي الشديد إلا أني وجدت في نفسي شيئًا يشدني إليه، وكأن الفكرة أعجبتني، أصبحت أرى نفسي أسيرة لدى زوجي وأن حبي له لم يكن حبا، بدأت أكره منظره وشكله، لقد نسيت نفسي وأبنائي، كرهت زواجي وعيشتي.
عرض علي بأن أختلق مشكلة مع زوجي وأجعلها تكبر حتى يطلقني، لم يخطر ببالي هذا الشيء وكأنها بدت لي هي المخرج الوحيد لأزمتي الوهمية، وعدني بأنه سوف يتزوجني بعد طلاقي من زوجي وبدأت فعلا اصطنع المشاكل مع زوجي كل يوم حتى أجعله يكرهني ويطلقني، لم يحتمل زوجي كل تلك المشاكل التافهة والتي أجعل منها أعظم مشكلة على سطح الأرض، و بدأ فعلا بالغياب عن البيت لأوقات أطول حتى صار البيت فقط للنوم، بقينا على هذه الحالة عدة أسابيع، وأنا منهمكة في اختلاق المشاكل حتى أني أخطط لها مسبقا ، حتى طلب مني أن يراني ، لقد قبلت دون تردد كأن إبليس اللعين هو من يحكي عني ويتخذ القرارات بدلا مني، وطلبت منه مهلة أتدبر فيها أمري.
في يوم الأربعاء قال زوجي أنه ذاهب في رحلة عمل لمدة خمسة أيام، أحسست أن هذا هو الوقت المناسب، أراد زوجي أن يرسلني إلى أهلي كي أرتاح نفسيا وربما أخفف عنه هذه المشاكل المصطنعة، فرفضت وتحججت بكل حجة حتى أبقى في البيت، فوافق مضطرا وذهب مسافرا في يوم الجمعة، وفي يوم الأحد كان الموعد، حيث قبلت مطالب صديق (التشات) وقلت له بأني مستعدة للخروج معه، وخرجت معه وركبت سيارته ثم أنطلق يجوب الشوارع ، و فجأة وإذا أنا في مكان لا أعرفه، مظلم و هي أشبه بالاستراحة أو مزرعة، بدأت أصرخ عليه ما هذا المكان إلى أين تأخذني، وإذا هي ثواني معدودة والسيارة تقف ورجل أخر يفتح علي الباب ويخرجني بالقوة، صرخت وبكيت واستجديت بهم، أصبحت لا أفهم ما يقولون ولا أعي ماذا يدور حولي، شعرت بضربة كف على وجهي وصوت يصرخ علي وقد زلزلني زلزالا فقدت الوعي بعده من شدة الخوف ، إني لا أعلم ماذا فعلوا بي أو من هم وكم عددهم، رأيت اثنين فقط، كل شيء كان كالبرق من سرعته، لم أشعر بنفسي إلا وأنا مستلقية في غرفة خالية ، ثيابي تمزقت، بدأت أصرخ وأبكي ، تملكني رعب شديد ولم أتوقف عن البكاء، هذا الذي أذكر من الحادثة، ولا أعلم أي شيء آخر ، ربط عيني وحملوني إلى السيارة ورموني في مكان قريب من البيت، وبقيت أبكي وأبكي حتى جفت دموعي، تبين لي بعدها بأنهم اغتصبوني ، لم أصدق ما حدث لي ، أصبحت حبيسة لغرفتي ، لم أرى أبنائي ولم أدخل في فمي أي لقمة ، يا ويلي من نفسي لقد ذهبت إلى الجحيم برجليّ، كيف سيكون حالي بعد هذه الحادثة، كرهت نفسي وحاولت الانتحار، خشيت من الفضيحة ومن ردة فعل زوجي، لا تسأليني عن أبنائي فبعد هذه الحادثة لم أعد أعرفهم أو أشعر بوجودهم ولا بكل من حولي، حتى بعد أن رجع زوجي من السفر شعر بالتغير الكبير والذي لم يعهده من قبل ، وكانت حالتي سيئه لدرجة أنه أخذني إلى المستشفى بالقوة، والحمد لله انهم لم يكشفوا علي كشف كاملا بل وجدوني في حالة من الجفاف وسوء التغذية وتوقفوا عند ذلك.
أنا لا أستحق زوجي أبدا فقد طلبت منه هذه المرة الطلاق وقد كنت في السابق أطلب الطلاق لنفسي وهذه المرة أطلبه إكراما لزوجي وأبو أبنائي ، أنا لا أستحق أن أعيش بين الأشراف مطلقا، وكل ما جرى لي هو بسببي أنا وبسبب (التشات) اللعين ، أنا التي حفرت لقبري بيدي، وصديق (التشات) لم يكن سوى صائد لفريسة من البنات الّلواتي يستخدمن (التشات) ، كل من سوف يعرف بقصتي، سوف ينعتني بالغبية والساذجة، بل أستحق الرجم أيضا، وفي المقابل أتمنى بأن لا يحدث لأحد ما حدث لي.
أتمنى أن يسامحني زوجي فهو لا يستحق كل هذا العار، وأبنائي أرجو أن تسامحوني، أنا السبب أنا السبب) ا.هـ
والآن أيها الأخوة والأخوات القراء هذا هو سبيل الشيطان في إغواء الانسان واستدراجه وتزيينه للباطل والفاحشة والمعصية .
فلنكن على حذر من النظر الحرام والولوج في المواقع السيئة والإباحية وخطر المعاكسات وحوارات (التشات) والتي لا تسمن ولا تغني من جوع فيضيع الوقت هدرا ولغوا.
ولنتسلح بتقوى الله جل وعلا واستشعار أهمية المراقبه ، واستخدام الانترنت في الكم الهائل من المعلومات المتنوعة والمفيدة وعلى رأسها العلم الشرعي والديني وسائر العلوم والآداب المختلفة التي ينتفع منها المسلم.
بقي أن نقول أن صاحبة القصة قد توفيت منذ فترة (كما تقول صديقتها) ومات سرها معها ولم يطلقها زوجها .
نسأل الله تعالى أن يغفر لها ويقبل توبتها ويهدي شباب وشابات المسلمين ويحفظهم من الشر والفساد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات