أنتهت الجوله الأولى من الأنتخابات فى محافظة أسوان
وبقيت أسوان تشارك محافظة المنيا فى أنهم المحافظتين الوحيدتين الذين سوف تجرى الأعاده فى جميع دوائرها
ولكن للأسف لم تمر هذه الجوله بسلام خصوصآ فى كوم أمبو وأدفو
وأنا هنا أستغرب حالة التعتيم الأعلامى التى صاحبت الأحداث التى توالت تباعآ فور أعلان النتيجه
وأسمحوا لى أن أبدأ فى سرد الأحداث من البدايه أى قبل أجراء الأنتخابات بمده طويله
حيث كان من بين أعضاء مجلس الشعب فى دورته السابقه نائب كوم أمبو محمد العمده الذى أثار الكثير من القضايا تحت قبة البرلمان وأصبح أحمد فتحى سرور يناديه بالصعيدى الحر نظرآ لعصبيته التى كان يتحدث بها وأيضآ لأصراره على كشف الحقيقه مهما كان حجمها وكان أحد الأضلاع الأساسيه فى الأطاحه بوزير التعمير السابق محمد سليمان
وكان السبب الرئيسى فى أن يتقدم وزير النقل السابق محمد منصور بأستقالته عقب حادث قطارى الصعيد فى عام 2009
وكان غيورآ على صفته الصعيديه حتى أنه قام برفع العديد من الدعاوى القضائيه على كل من يتعدى على أبناء الصعيد سواء بالقول أو بالفعل ومنها أنه رفع قضيه على مؤلف مسلسل حدائق الشيطان وغيرها الكثير من القضايا التى أثار العديد منها تحت قبة البرلمان كما قلت مسبقآ
وحدثت أختلافات عديده بينه وبين أعضاء الحزب الحاكم فى البرلمان مما دعا أحمد عز أمين عام التنظيم الى تحويله الى لجنة القيم أكثر من مره ومع أقتراب الدوره البرلمانيه من نهايتها ىبدأنا نشعر فى كوم أمبو أن العمده شخص غير مرغوب فيه بالمره من رجال الحزب الوطنى وبدأو يحاربونه بالطرق المشروعه والغير مشروعه وأحس العمده بأنه لن يكون قادرآ لهذه الحرب بمفرده فقام بالأنضمام لحزب الوفد ليساعده فى العمليه الأنتخابيه لعله ينجح فى الحفاظ على مقعده بالبرلمان ولم يجد أعضاء الحزب الحاكم بكوم أمبو شخص يستطيع أن يتصدى للعمده غير المدعو محمد سليم والملقب بصفة المستشار وهو محامى بسيط ولكنه ملياردير ولكن للأسف تشوب الشبهات حول مصادر أمواله برغم أنه تقدم للترشيح فى المره السابقه لكنه فشل فشلآ زريعآ أمام محمد العمده والمرحوم سعددرويش قبل وفاته
وعدما أعلن رجال الحزب عن فتح باب التقدم للمجمع الأنتخابى للحزب تقدم عدد كبير من المرشحين بلغ فى كوم أمبو وحدها 30 شخصآ بخلاف المستقلين وأعضاء الأحزاب الأخرى
وأعلن الحزب الحاكم عن قائمته فى كوم أمبو وجاء على رأسها محمد سليم وبالطبع كان هذا متوقعآ
وبدأت العمليه الدعائيه للمرشحين وكانت معركه شرسه أستخدم فيها كل مرشح الأسلحه التى يمتلكها
وكان العمده يتحدث عن المواقف التى وقف فيها تحت قبة البرلمان وكيف أنه تصدى للعديد من قضايا الفساد
وكان على الطرف الاخر أحمد سعد درويش يتحدث عن أنجازاته وأنجازات والده الراحل أسد الجنوب سعد درويش
وكان محمد سليم فى كل مؤتمراته لا يتحدث ألا بلغه واحده فقط وهى أمواله المشبوهه وكيف أنه قام ببناء العديد من المساجد ومساعدة الكثير من الأسر الفقيره وتحدث عن عدد الحقائب الرمضانيه التى وزعها فى شهر رمضان الماضى
وكنت من الذين توقعوا عدم نزاهة العمليه الأنتخابيه فى كوم أمبو نظرآ للعداوه الشديده بين محمد العمده وبين أعضاء الحزب فى كوم أمبو
وكنت تشعر وأنت تسير فى شوارع كوم أمبو بأن هذه المدينه عباره عن قنبله موقوته سوف تنفجر بمجرد أعلان نتيجة الانتخابات
وكما هو معروف بالنسبه للجميع يقوم كل مرشح بأعداد توكيلات لعدد من مساعديه للأشراف على لجان الأنتخاب على مستوى المركز ومن المعروف أن هذه التوكيلات تتم فى الشهر العقارى ولا دخل لمراكز الشرطه بها لكنهم وفى الخفاء نبههوا على محمد سليم بضرورة ختم توكيلاته بخاتم شعار الجمهوريه فى مركز كوم أمبو وبالفعل تم منع عدد كبير من المندوبين من دخول اللجان الا مندوبى محمد سليم فقط لأنهم ببساطه معهم توكيلات مختومه من المركز
ولولا أننى أحمل كارنيه الجريده التى أعمل بها ما نجحت فى الدخول الى أى لجنه انتخابيه
المهم أننا فوجئنا أثناء سير العمليه الأنتخابيه بمندوبين من الحزب الحاكم يمرون على اللجان ويطمئنون على سير العمليه الانتخابيه وبالطبع هذا ممنوع لكنهم ضربوا بكل القوانيين عرض الحائط
وكان من المفترض غلق صناديق الأقتراع فى الساعه السابعه مساء الا أننا فوجئنا فى السابعه الا ربع بعدد من المسئولين يدخلون اللجان عنوه ويخرجوا من فيها ويغلقون الأبواب
ترى ماذا كانوا يفعلون خلف الأبواب المغلقه اللهم أنهم كانوا يؤدون صلاة العشاء جماعه طيب ما كانوا يتركونوا نصليها معاهم ونأخذ ثواب صلاة الجماعه لكنهم بعد أن أنتهوا من مهمتهم قاموا بتشميع الصناديق كما هو متبع وحملوها فى السيارات التى أستمرت فى التوافد على لجنة الفرز الى ما يقرب الساعه الحادية عشرة مساء
وكانت كل الشوارع المحيطه بمكان الفرز ممتلئه على أخرها بأنصار كل مرشح الذين أفترشوا الأرض وناموا على الأرصفه حتى عصر اليوم التالى وهو موعد أعلان النتيجه
المهم أخذت عملية الفرز تتم ببطء شديد وأنتهت عملية الفرز فى التاسعه من صباح اليوم التالى
ولكن لم يتم أعلان النتيجه فى نفس الوقت وقيل لنا أن ذلك يعود لأسباب أمنيه بحته وسوف يتم أعلان النتيجه فى الساعه الثالثه عصرآ وكان الكل يتوقع أن النتيجه سوف تكون الأعاده بين سليم والعمده لحفظ ماء الوجه لأننا نعلم جميعآ أن محمد العمده من المستحيل أن يصل الى البرلمان فى مثل هذه الظروف الا أذا حدثت معجزه ولكننا فوجئنا بأن الأعاده سوف تكون بين مرشحى الوطنى فقط أحمد سعد درويش ومحمد سليم واللواء عز أبن النوبه وأخيرآ مفاجأة المفاجأت وهو دخول
نادر أبو المجد الى الاعاده فكيف هذا وهو حديث العهد بالانتخابات وهى أول مره يتقدم فيها للترشيح ولكن أرادة الحزب الحاكم فوق الجميع
وفور أعلان النتيجه أنقلبت مدينة مدينة كوم أمبو رأسآ على عقب وأنفجرت القنبله بالفعل من قبل الرزيقات وهم أهل وعشيرة محمد العمده الذين لم يصدقوا أذانهم بأن أبنهم قد خرج من الجوله الأولى بلا حمص
وتحولت المدينه الى مايشبه ساحة الحروب وأختلط الحابل بالنابل وتدخل رجال الأمن بصوره شبه وديه لتفريق المتجمهرين من أنصار العمده وأضطروا لأطلاق القنابل المسيله للدموع منها لله التى أصابة أحدى عيناى وبسببها قضية ليله لا تنسى
وهنا نوجه تحيه الى رجال شرطة كوم أمبو الذين لم يعتدوا على أى شخص وتدخلوا بصوره وديه الى أبعد حد
لكن المتجمهرين كانوا أنصح من رجال الشرطه فتركوا لهم الجهه الشرقيه من المدينه وتوجهوا الى الجهه الغربيه أى خلف المزلقان وقاموا بغلق طريق مصر أسوان السريع
وأشعلوا النيران فى العديد من المحلات التجاريه التى تعود ملكيتها الى ابناء قبيلة العيايشه التى ينتمى لها محمد سليم وتحولت الجهه الغربيه من المدينه الى ساحة قتال بالفعل بي أنصار المرشحين وظن رجال الشرطه أنهم بمجرد أن أطلقوا القنابل المسيله للدموع تفرق المتظاهرون لكنهم لم يتوقعوا أنهم سوف يذهبون الى الأخرى من المدينه التى تحولت الى خراب ودمار شامل بكل ماتحمله الكلمه من معانى وعندما حضر رجال الشرطه بعدم وجود أى شخص من المتظاهرين لأنهم ببساطه شديده أستطاعوا أن يخدعوا رجال الامن فى تجمهرهم أمام لجنة الفرز وأن لديهم الخبره فى التعامل مع مثل هذه الظروف وفروا هاربين الى الجهه الغربيه كما قلت وقاموا بتنفيذ مخططهم التخريبى
وكما قلت فى البدايه أين وسائل الأعلام من كل هذا
أم أن أحداث الأقصر وباقى المحافظات قد شغلتهم عن الحرب الدائره فى كوم أمبو
وفى النهايه أقول ملعون أبو الأنتخابات والحصانه التى تسببت فى دخول العديد من ابناء كوم أمبو الى مراكز الشرطه ويكفى ان تعلم أن شرطة مركز كوم أمبو نجحت فى القبض على ما يقرب من الف شخص من مثيرى الشغب فى أحداث الأنتخابات
وأسف على الأطاله وتقبلوا تحياتى