غريب القرآن في شعر العرب

قرأت الموضوع واعجبني واحببت ان اضعه هنا ..

اسم الموضوع هو.. عنوان لكتاب يحتوي على سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبدالله بن عباس ..

فعبدالله بن عباس هو مفسر القرآن الأول .. وقد وصفه ابن عمر فقال ( ابن عباس اعلم امة محمد بما نزل على محمد ) .. فقد كان الناس يسألونه عن القرآن ..

وذات يوم بينما ابن عباس جالس في فناء وقد اسدل رجليه في حوض زمزم ، إذ الناس اكتفنوه من كل ناحيه يسالونه عن تفسير القرآن وعن الحلال والحرام وإذا هو يتعايى بشيء يسالونه عنه .. فقال نافع بن الأزرق لنجدة بن عريم :

.. قم بنا إلى هذا الذي يجتري على تفسير القرآن والفتيا بما لا علم له به .. فقاما إليه فقالا :
يا ابن عباس .. ما يحملك على تفسير القرآن والفتيا بما لا علم لك به ، اشيئا سمعته من رسول الله ام هو كذب منك .

فقال ابن عباس مجيبا نافع بن الأزرق : لا والله ما هذا مني تخرضا ( أي كذبا ) لكنه علم علمنيه الله .

فقال نجده : فإنك تريد ان نسألك عن أشياء في كتاب الله فتفسره لنا وتأتينا بمصداقه من كلام العرب ، فإن الله عز وجل انزل القرآن بكلام عربي مبين .

فقال ابن عباس : سلاني عما بدا لكما تجدا علمه عندي حاضرا إن شاء الله تعالى .

فأخذوا يسالونه .. وقد اخترت خمسة اسئله من سؤالاتهم لأعرضها في الموضوع ..

* قالا : يا ابن عباس اخبرنا عن عن قول الله تعالى ( يا بني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ) الاعراف 26
قال : الرياش .. المال .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي لا يريش ولا يبرى

.....

* قال يا ابن عباس : اخبرني عن قول الله تعالى ( أمشـــــــاج نبتليه ) الانسان 2
قال : اختلاط ماء الرجل وماء المرأه إذا وقعا في الرحم .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت أبو ذؤيب وهو يقول :

كان الريش والفوقين منه ... خلاف النصل سيط به مشيج

.....

* قال يا ابن عباس : اخبرني عن قول الله عز وجل ( مـاءَ غدقا ) الجن 16.
قال : اي ماءا كثيرا جاريا .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وعو يقول :

تدني كراديس ملتفا حدائقها ... كالنبت جادت بها أنهارها غدقا

.....

* قال يا ابن عباس : اخبرني عن قول الله جل وعلا ( في الفلك المشحون ) الشعراء 119 .
قال : السفينه الموقره الممتلئه .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت عبيد بن الأبرص يقول :

شحنا أرضهم بالخيل حتى ... تركناهم أذل من الصراط

.....

* قال يا ابن عباس : اخبرني عن قول الله تعالى (عتلِّ بعد ذلك زنيم ) القلم 13 .
قال : زنيم ولد الزنا .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :

زنيم تداعته الرجال زيادة ... كما زيد في عرض الأديم الأكارع

وتوالت أسئلتهم عليه السؤال تلو الآخر إلى ان بلغت فوق المئتين سؤال وكان يجيبهم على كل اسئلتهم بتوفيق من الله تعالى .

فهذه هي لغة العرب التي كانت ولم يزل لها المكانه الأعلى والمقام الأسمى ذلك لأن بها يعرف كتاب رب العالمين وسنة خير الاولين وأكرم السابقين واللاحقين .. وقد حفظها الله لنا بقوله جل جلاله ( إنــــأ نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظــــــون )