صبرى ابو مكى مشرف
القبيلة : الحسيناب عدد المساهمات : 1289 المزاج : نحمد الله على كل حال التفييم الإدارى :
| موضوع: الصبر مقتاح الخير الأحد 12 سبتمبر 2010 - 21:56 | |
| المفتاح التاسع الصبر ((مفتاح الخير))
((كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام)) توماس أيدسون في عام 1809 وفي قرية صغيرة اسمها كوبفراي على بعد حوالي أربع مئة ميل من باريس ولد لويس برايل وكان طفلاً ذا عينين جميلتين يحسده عليهما كل من رآه وكان على درجة عالية من الذكاء وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه وكان أحياناً يساعد والده في عمله بتصنيع سروج الخيل واللجام.
وذات مرة بينما كان والده منهمكاً في عمله قرر لويس أن يتعلم هو أيضاً حياكة الجلود على طريقته فأخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة محاولاً إدخال الإبرة في الجلد وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة أفلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحاً عميقاً ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من الألم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري وفقد الإبصار بعينه اليسرى ولما بلغ سن ثلاث سنوات أصاب الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفاً تماماً وسأل نفسه ((لماذا يحدث كل ذلك لي أنا بالذات؟)) وشعر بالحزن والوحدة.
ومرت الأيام وأرسله والده لأخذ دروس في العزف على البيانو وأصبح مولعاً بالعزف عليه وأصبح أيضاً ماهراً جداً في ذلك ولما بلغ سن ثمانية سنوات أصبح مشهوراً جداً في فرنسا وعندما بلغ العاشرة من عمره بدأ الدراسة في المعهد القومي للعميان في باريس وكان نابغاً في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافيا وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق وكان الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على أشكالها وفي اعتقاد لويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية لأن طول الحروف كان يبلغ حوالي ثلاث بوصات بالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جداً مما دفعه أن يقضي وقتاً طويلاً مع نفسه أنه لابد أن تكون هناك طريقة أفضل من هذه وحاول أن يبدأ بعمل حروف من الجلد السميك ولكن التقدم في هذا الطريق كان بطيئاً بالإضافة إلى المتاعب التي واجهته في محاولة تنفيذ ذلك.
ولما بلغ العشرين من عمره تم تعيينه في المعهد وفي يوم من الأيام بينما كان جالساً في أحد المقاهي سمع شخصاً يقول أن واحداً من ضباط الجيش الفرنسي اكتشف طريقة للاتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته وكان يستعمل جلداً مدموغاً بأشكال ورموز اتفق عليها.. فقفز لويس من الفرحة وقال: ((وجدتها.. وجدتها)) وخلال أسبوع قام بمقابلة الضابط الفرنسي وسأله عن الطريقة التي يستعملها فشرح له الضابط أنه يمكن عمل علامات معينة باستخدام الضغط على قطعة من الورق فمثلاً نقطة واحدة معناها تقدم ونقطتين معناها تراجع وكان النظام الذي اتبعه هذا الضابط يشتمل على استخدام 12 نقطة وقام الضابط بسؤال لويس عما إذا كان يعتقد أنه بهذه الطريقة يمكن تكوين حروف كتابة كاملة وكان رد لويس بالإيجاب وأنه سيكون أول ضرير في العالم يشكره بعمق.
وبدأ برايل في العمل وكان مصراً على أن يصل إلى هدفه وأيضاً أن يستخدم في ذلك أقل عدد ممكن من النقاط بحيث تكون هذه الوسيلة سهلة التعليم. وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط وبدأ بتجربتها واستخدامها في المعهد وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيهم المعهد نفسه وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد للشاعر الإنجليزي الأعمى جون ميلتون وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي تسببت في إصابته بالعمى في البداية. ورغم أن هذا الاختراع لم يكن مقبولاً ولا معترفاً به في البداية ولكنه لم يستسلم وظل مداوماً على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية ولكن مشروعه كان يقابل دائماً بالرفض. وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد ونهض الجميع وقوفاً معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت ((لست أنا التي أستحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الآن يرقد في فراش المرض وحيداً منزوياً بعيداً عن الجميع)).. فبدأت الجرائد والمجلات حملة قوية تساند لويس برايل وتؤيد طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملأ عينيه ((لقد بكيت ثلاث مرات في حياتي أولها عندما فقدت بصري والثانية عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة وهذه هي المرة الثالثة وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء)).
وفي عام 1852 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعدى عمره 43 عام. وفي عام 1929 أي بعد مائة عام من توصل برايل لحروف الكتابة في مرحلتها المتقدمة احتفلت فرنسا بذكراه فأقاموا له تمثالاً في قريته الأصلية وعندما أزيح الستار عن التمثال رفع المئات من المكفوفين أيديهم حتى يتمكنوا من لمس وجه الرجل الذي أنار لهم الطريق.
واليوم يوجد أكثر من عشرين مليون ضرير حول العالم يدينون بالشكر لهذا الرجل الذي ساعدهم على القراءة والكتابة والوصول لأعلى درجة ممكنة لهم وكل هذا الإنجاز بدأ برجل واحد كرس حياته لمساعدة نفسه ومساعدة الآخرين وفهم تماماً قوة الصبر.
والآن دعني أوجه لك هذا السؤال.. كم هي عدد المرات التي استسلمت فيها لموقف ما بسبب عدم كفاية الصبر؟
هل تعرف شخصاً أنفق الكثير من المال والوقت لتحقيق أحلامه ولكنه استسلم بعد أن قطع شوطاً طويلاً وذلك بسبب قلة صبره؟
وهل تسمع أحياناً من يقول نفذ صبري؟
عدم الصبر هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى الفشل لأنك قبل أن تصل إلى النجاح غالباً ما تقابل عقبات وموانع وتحديات مؤقتة وإذا لم تكن صبوراً فلن تتخطى تلك العقبات وستضطر للتنازل عن تحقيق أهدافك.
وقد قال في ذلك أندرو كارنجي: ((الإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء آخر)).
وقال بلانتوس: ((الصبر هو أفضل علاج لأي مشكلة)).
وماذا يريد الصابرون أكثر من قول الله تعالى: ((وبشر الصابرين)).
من الممكن أن تكون متحمساً ولديك طاقة كبيرة ومعلومات غزيرة وتضع أحلامك موضع التنفيذ وتلتزم بالنجاح ولكن إذا لم يكن لديك الصبر الكافي فسيؤدي ذلك إلى هدم أحلامك..
ولايعني الصبر عدم القيام بأي شيء على أمل الوصول لأفضل النتائج فللصبر قواعد وهي العمل الشاق والالتزام وهنا فقط سيعمل الصبر لمصلحتك فعليك بعمل كل ما في وسعك لتحقيق أحلامك وعليك في نفس الوقت الالتزام بالصبر وقد قال نورمان فينسين بيل في كتابه قوة التفكير الإيجابي: ((لاتيأس فعادة مايكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب)).
كما أن العظماء من الناجحين يعلمون أن أعظم إنجازاتهم قد تحققت بعد ما وصلوا إلى تلك النقطة التي كانت في رأي المحيطين بهم أن تلك الفكرة أو ذلك الإنجاز لا يمكن تحقيقه.. فمهما حدث عليك بإلزام نفسك بتحقيق أحلامك وكن مرناً وصبوراً وكن ذلك الشخص الذي يمكنه انتهاز الفرص من كل مشكلة تواجهه وليس ذلك الشخص الذي يخلق مشكلة من كل فرصة تقابله.
أولاً: دون أحد التحديات التي واجهتك.
ثانياً: دون خمس طرق بإمكانك استخدامها للتغلب على هذا التحدي.
ثالثاً: ابحث عن شخص ينال احترامك وتثق في خبرته وتعتقد أنّ من الممكن أن يساعدك في الوصول إلى حل لمواجهة هذا التحدي.
رابعاً: قم بتقييم جميع الحلول الممكنة.
خامساً: تصرف فوراً بالتزام وحماس قوي واصبر فلربما كنت على بعد خطوات قليلة فقط من النجاح.
وتذكر دائماً: عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك عش بالإيمان.. عش بالأمل عش بالحب.. عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة. تحيات ابومكى
| |
|
حسن يوسف. مشرف
القبيلة : البريدية الحالة الأجتماعية : عدد المساهمات : 1757 تاريخ الميلاد : 12/11/1987 العمر : 37 التفييم الإدارى :
| موضوع: رد: الصبر مقتاح الخير الأحد 12 سبتمبر 2010 - 22:15 | |
| بارك الله فيك يا اخى على موضوعك الاكثر من رائع | |
|
ابوبكر المكن مشرف
القبيلة : الحسيناب عدد المساهمات : 1520 المزاج : الحمد لله التفييم الإدارى :
| موضوع: رد: الصبر مقتاح الخير الأحد 12 سبتمبر 2010 - 22:25 | |
| تسلـــــــــــــــــم الايادى يا حاج صبرى على الموضوع الرائع بارك اللة فيك ويجعلة فى ميزان حسناتــــــــــــــــــــــــــك
| |
|
الكابتن مشرف
القبيلة : ال بريد عدد المساهمات : 711 المزاج : الحمدلله البسط حالي*والافراح طوع يدى
| موضوع: رد: الصبر مقتاح الخير الأحد 12 سبتمبر 2010 - 22:39 | |
| بارك الله فيك ياريس | |
|
صبرى ابو مكى مشرف
القبيلة : الحسيناب عدد المساهمات : 1289 المزاج : نحمد الله على كل حال التفييم الإدارى :
| موضوع: رد: الصبر مقتاح الخير الأحد 12 سبتمبر 2010 - 23:31 | |
| الاخ حسن ابويوسف الاخ ابوبكرابوعبدالرحمن الاخ الشيخ محمود ابوعلى مشكورعلى مروركم الطيب تحياتى ابومكى [/size] | |
|
abosabrah مشرف
القبيلة : صبره الحالة الأجتماعية : عدد المساهمات : 2664 تاريخ الميلاد : 12/08/1990 العمر : 34 التفييم الإدارى :
| موضوع: رد: الصبر مقتاح الخير الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 0:30 | |
| | |
|