افرحوا يا بنات بابا بيحبك جدا

[b]تتأرجح أفضلية العلاقة عند المرأة بين زوجها وأبيها، فالأب بالنسبة لها القدوة والسند والقوة بكل ما تحمل الكلمات من معني، بينما يعني الزوج حياة جديدة قد تدوم وتصبح أكثر صلابة وحباً، وهو ما يعني نكران الفتاة لسر نجاحها في حياتها الزوجية، وه بالتأكيد 'الأب'.

يقول جان جاك روسو:من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج وينجب أبناء، ويقول مثل بلغاري ' يزأر الأسد و لكنه لا يلتهم صغاره'. هذا المفهوم في عيون فلاسفة العصور.. فما عن علماء العصر الحديث!؟

وبالرغم من إعتراف العديد من النساء بفضل الأب عليهن حتى وصلن لما كن يطمحن به، إلا أن العديد منهن رفضن ذلك الإعتراف، وأقرين بجمل من المشاكل الأسرية، جعلتهن يعشن حياة الجحيم.

لم تتذكر مرام (28 عاماً) يوما أنها جلست بجوار أبيها تحكي له همومها كفتاة. وتقول لـ إيلاف 'لم أشعر بوالدي على الإطلاق، اتذكر منذ كنت طفلة حتى يوم زواجي، كيف كان يعود والدي من عمله في حقل التعليم، منهك الجسد والذهن، وما أن يغير ملابسه ويغتسل ويأكل طعام الغداء، حتى يغص في نومٍ عميق، ثم يفيق عصراً ويخرج، ولا يعود إلا في ساعات الليل'.

وتعترف مرام أنها تحن للحظات جميلة تتمنى أن تقضيها مع أبيها ولو لحظة الغداء التي كانت تجمعها به. وتقول 'كلما دبت مشاجرة بيني وبين زوجي، أقارن أيام كنت فتاة، وبعد زواجي'. ووصفت زوجها بـ النكدي. وتقارنه بوالدها قائلةً ' كانت أمي عندما تطلب أي شيء من والدي، لم نكن نشعر بضيق خلقه بتاتاً، بل على العكس تماماً، كان والدي يجلب لنا ملابس وهدايا كلما إستلم راتبه أول كل شهر، بينما يشتعل ناراً وغضباً زوجي عندما اطلب منه شيئا ليجلبه معه'.

ورفضت فاتن (25 عاماً)، تزوجت قبل ثلاثة أعوام، أن تقارن بين والدها الذي وصفته بالحنون، وزوجها الذي يمثل لها فارس أحلامها. وتقول لـ إيلاف ' والدي لن يكون بديل بالبتة عن زوجي، وزوجي كذلك الأمر لن يستطيع أن يأخذ محبتي لأبي مهما فعل'. وتؤكد أن من الطبيعي أن يكون هناك تغيراً في حياة الفتاة عندما تتزوج. وتضيف 'أية فتاة، يدرك أن الزواج ليس نزهة أو مجرد زيارة لبيت لمدة شهر ومن ثم العودة. الزواج هو حياة وتكوين أسرة، وهذا الأمر يتطلب من المرأة أن لا تقارن بين أبيها وزوجها كلما تشاجرت مع الأخير، فهو لم يجلبها لبيته إلا لتشاركه حياته، بحلوها أو مرها'.

وتقول عالية، وهي إبنة رجل أعمال، أن والدها 'مشغول ليل نهار، ولا وقت لديه للحديث معنا، فلا نراه إلا يوم الجمعة فقط، وأيام العطلة الرسمية'. ومع هذا تقول عالية، فإن والدي يعوضنا كثيراً في تلك الأيام ويجلس معنا ويداعبنا ويستمع إلينا بإصغاء، وهو ما يسعدني أنا وأخواتي الثلاثة'.

وأثبتت الدراسات أن علاقة الأب بابنته هي مؤشر على مستقبل تلك البنت ونجاحها في حياتها وعملها مستقبلاً، فالعلاقة الجيدة بين الأب وإبنته تعني النجاح، أما العلاقة السطحية الهامشية فإنها تعني الفشل.

في المقابل، بحسب المرشدة الإجتماعية هداية صلاح، فإن الكثير من الآباء يغرسون في أبنائهم مبادئ وقيم وأخلاق، تنفعهم مستقبلاً في إستكمال حياتهم والخوص بطريقة سليمة داخل المجتمع.

وتضيف هداية لـ إيلاف 'معظم الرجال يتصلبون في أفكارهم وطموحاتهم، ويورثون بناتهم تلك العادة، مما يجعل البنت متصلبة في معتقداتها وأفكارها، كونها إستمدتها من والدها، الذي هو في وجهة نظرها القدوة والمثل الأعلى'.

وتقول لينا، سيدة تبلغ من العمر 34 عاماً، لطالما لا تتعارض تلك الأفكار مع الدين والشرع ولا تضر المجتمع فإنها صحيحة وتستحق التجربة، وتضيف 'علمني أبي أيضاً كيف أكون حازمة بحيث لا أسمح لأحد بالتحكم فيّ.'

وتستدرك المرشدة الإجتماعية القول بأن الزوج يقع عليه ما يقع على الأب. وتقول 'أي فتاة تمكث عند أهلها عقدين أو ثلاثة، بينما تعيش باقي حياتها عند زوجها، وبالتالي تتطبع بأطباعه وتأخذ منه أساسيات الحياة والعلاقات الإجتماعية بحلوها ومرها'. وتضيف 'يمكن أن يكون دور الزوج مكملاً لدور الأب، إلا أن أزواجاً كثر أساءوا هذا المفهوم، وإعتقدوا أن الفتاة تأتي إليهم كجارية، وليست كشريكة للحياة معهم. وكذلك الأمر بالنسبة للأب، فالعديد منهم أساء علاقته بإبنته، ولم يعطها حقها الطبيعي، فأورثها ضعف في شخصيتها وإرتباك أثناء مواقف جادة تعيشها الفتاة لوحدها'.

ويؤكد الأخصائي الإجتماعي الأستاذ محمد عبد القادر أن الأب يرغب في إثبات تفوق ابنته وعدم وجود فرق بينها وبين الذكور وبخاصة في المجتمعات التي تميز بين الرجل والمرأة. وأضاف لـ إيلاف 'لا فرق جوهري بين الأب والزوج، فكلاهما يكملان بعضهما في وضع الفتاة أمام طريق سليم، يحفظها وينوّر طريقها في حياتها اليومية'

   دائما متميز مع تحياتى لك 
                                                 []    ابو مكى

ابي الروحى موضوع رائع وبارك الله لنا فيك وفي ابائنا واعطاهم الله طوله العمر