الجمعيات الأهلية المعنية بوضع المرأة
يرجع الاهتمام بالجمعيات الأهلية في مصر إلى الدور التنموي الذي تقوم به لا سيما في ظل قدرتها على استشعار وتقدير حاجات المواطنين باعتبارها الأقرب إلى القاعدة الشعبية وتمتلك القدرة على تقديم الخدمات بطريقة أفضل وأدعى إلى رضاء المنتفعين بالإضافة إلى أنها تستطيع أن تدبر موارد جديدة وغير محدودة تضاف إلى ما ترصده الدولة للموازنات لتحقيق أهداف التنمية .
الجمعيات الأهلية وتاريخها في مصر :
يقصد بالجمعيات الأهلية تلك التجمعات المنظمة غير الهادفة للربح والتي تعمل في مجالات الرعاية الاجتماعية وتعتمد في تحويلها على تبرعات القطاع الخاص وأشخاص من المجتمع كما أنها قد تحصل على دعم الحكومة لمساعدتها في انجاز أهدافها غير السياسية .وتعود بدايات ظهور المنظمات الأهلية عموماً في مصر الي القرن التاسع عشر حيث نشأت أول جمعية أهلية في مصر عام 1821 باسم الجمعية اليونانية بالاسكندرية ثم توالي تأسيس الجمعيات الثقافية مثل جمعية مصر للبحث في تاريخ الحضارة المصرية عام 1859 وجمعية المعارف عام 1868 والجمعية الجغرافية عام 1875 وبعدها توالي تأسيس الجمعيات ذات الطابع الديني مثل الجمعية الخيرية الاسلامية عام 1878 وجمعية المساعي الخيرية القبطية عام 1881 ومع اعتراف دستور 1923 في مادته رقم 20 بحق المصريين في التجمع وتكوين جمعيات ازدهرت الجمعيات الأهلية حيث زاد عددها من 159 جمعية في الفترة ما بين عامي 1900و1924 الي 633 جمعية في الفترة من عام 1925 حتي 1944.
ومنذ منتصف السبعينات بدأت حركة انتعاش جديدة في المجتمع المدني عموماً والجمعيات الأهلية خصوصاً ، حيث بلغ عددها وفقاً للتقارير الرسمية لوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية نحو 16660 جمعية وتضم نحو 3 ملايين عضو تعمل في مختلف المجالات الاجتماعية .
تلعب الجمعيات الأهلية دورا مهما في تمكين المرأة المصرية في المجالات المختلفة ، ويرجع ذلك إلى وجود تلك الجمعيات بالقرب من أوساط النساء فضلا عن أنها تستطيع تدعيم الجهود الحكومية في هذا الشأن .
دور الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة في مجال التعليم :
- تنسيق جهود هذه الجمعيات مع المؤسسات الرسمية للقضاء علي الأمية بين النساء والفتيات.
- المساهمة في توعية المجتمع بخطورة التسرب من المدارس للفتيات والعمل علي اعادة المتسربات الي المدارس .
- تدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات لاتباع اساليب تربوية متطورة أكثر حساسية واستجابة لاحتياجات الفتيات .
- توجيه الإنتباه إلى ضرورة ازالة الصور النمطية للمرأة في المناهج والكتب المدرسية .
- العمل مع المؤسسات الحكومية من أجل تضمين النوع الاجتماعي في برامج تدريب وتأهيل المعلمين .
- عمل برامج دراسية ودورات تعليمية خاصة للطالبات اللاتي يعانون من صعوبات في التعليم وذوي الإحتياجات الخاصة .
دور الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة في مجال الصحة :
- توفير الخدمات الصحية خاصة خدمة الطوارئ المتنقلة وذلك لتخفيض نسب وفيات النساء والأطفال .
- المساهمة في تعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تقوم بدور خط الدفاع الأول لصحة الأسرة .
- المشاركة في التوعية والتثقيف الصحي بانتظام وايلاء اهتمام خاص بالممارسات الضارة بصحة المرأة مثل التدخين والإدمان .
- العمل مع الجهات والمؤسسات البحثية على توفير المؤشرات لقياس صحة المرأة وتطوير قاعدة معلومات وبيانات حول صحة المرأة .
- الإهتمام بالمرأة المسنة ودورية اجراء الفحوصات عليها .
دور الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة في مجال حقوق الانسان :
- محو الأمية القانونية للفتيات والمرأة من خلال التوعية المستمرة وعقد الندوات والمؤتمرات .
- إنشاء وتدعيم الشبكات المحلية والإتصال فيما بين المنظمات العاملة في مكافحة العنف ضد المرأة .
- وضع برامج واجراءات تهدف إلي التثقيف وزيادة الوعي في المجتمع بشأن أعمال العنف ضد المرأة .
- رعاية ضحايا العنف ، خاصة من البنات والنساء الواقع عليهن العنف ، وتقديم الخدمات الطبية والنفسية والقانونية لمساعدة النساء ضحايا العنف ، وتوفير المساعدة المناسبة لتمكينهن من إيجاد سبل الرزق والإندماج .
دور الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة في مجال الإعلام :
- المساهمة في دعم وتشجيع المبادرات الإعلامية الخاصة التي تعمل لصالح المرأة وتعزز حقوقها في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة وكافة أشكال الإتصال .
- توجيه النظر للإعلاميين للتأكيد على تعزيز مكانة الأسرة والنسيج الاجتماعي السليم ، وإبراز الصور الإيجابية للمرأة ودورها في المشاركة في تنمية مجتمعها وكذلك عدم إستغلال المرأة وتشويه صورتها .
- المساهمة في تدريب المرأة لبناء كوادر إعلامية نسائية وتعزيز قدراتها لتحقيق مشاركة أوسع للمرأة في وضع السياسات الإعلامية والمشاركة في مراكز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية .
دور الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة في مجال رعاية الطفلة والفتاة :
- وضع إستراتيجيات موجهة لمؤسسات التنشئة المختلفة ( الأسرة والمدرسة والإعلام وغيرها ) من أجل القضاء علي التمييز ضد الطفلة وتغيير الصور النمطية للمرأة في المناهج والكتب المدرسية .
- العمل على حماية الأطفال ومنع إستغلالهم في العمل ، وتنفيذ بنود الاتفاقيات الدولية المصادق عليها في هذا الشأن .
- إعداد حملات إعلامية للقضاء على الممارسات الضارة بالطفلة الأنثى ومن بينها الزواج المبكر والختان والتنشئة الاجتماعية التي تحد من تنمية الطفلة بصورة متكاملة .
- نشر الوعي في المناطق الريفية بأهمية مشاركة المرأة المجتمعية .