حوار مع الدكتور النفسي مكي قاسم حول سفرة الي السودان

الدكتور / مكـي قاسـم مكـي أمين حزب الغد بأسوان ـ

الجو هناك أكثر من رائع .. الناس طيبون ومثقفون في آن واحد .. قمت بالكشف علي (312) حالة من مختلف المراحل العمرية كلهم يحب " البشير " ويكره "لويس أوكامبو" ويعشق الرقص بعد الثانية ظهراً ، هكذا علق الدكتور " مكي قاسم مكي " علي زيارته لجمهورية السودان خلال الأيام الماضية ، الدكتور " مكي " أمين حزب الغد بمحافظة أسوان ذهب علي رأس قافلة طبية تابعة لوزارة الصحة المصرية إلي الولاية الشمالية من جمهورية السودان وكان " للغد " معه هذا الحوار . ( دكتور مكي لماذا ذهبتم إلي السودان ؟ (( ذهبنا مجموعة أطباء مصريين إلي السودان الشقيق في إطار التعاون الطبيعي بين البلدين وضمتنا قافلة طبية تحت إشراف وزارة الصحة المصرية . ( كم عدد الأطباء المشاركين في القافلة ؟ وما هي تخصصاتهم ؟ (( بلغ عدد الأطباء في القافلة (23) طبيبا و (15) موظفا في معظم التخصصات الطبية من باطنة وقلب ، جراحة ، مسالك بولية ، عظام ، أسنان ، أطفال ، تخدير .... الخ ( كيف أستقبلكم أهل السودان ؟ (( بحفاوة شديدة ، فبمجرد وصولنا إلي معتمدية " وادي حلفا " حتي أستقبلنا أهل السودان بكل ترحاب ولم نشعر ولو للحظة واحدة أننا خارج مصر ، لقد وجدنا الكرم السوداني في إنتظارنا علي المستوي الرسمي والشعبي أيضاً ، حيث ذبحت لنا الذبائح و رأينا أكثر من الكرم " الحاتمي " الذي كنا نسمع عنه . ( ما هي أهم إنجازات القافلة ؟ (( استمرت أعمال القافلة لمدة أربعة أيام ، كان الأطباء المصريون خلالها مضرباً للمثل في النشاط والمهارة والتفاني في العمل ، تم خلال هذه الأيام الكشف علي آلاف الأشقاء السودانيين من نساء ورجال وأطفال ، وتم إجراء ( 50 ) عملية جراحيه ما بين عملية كبري و صغري . ( ماذا قدمت القافلة غير العمليات و الكشف ؟ (( لقد قدمت البعثة المصرية الطبية أدوية قيمتها (30) ألف جنية ومعها مجموعة من الأجهزة الطبية منها جهاز ( رسم قلب ) ، ( 30 ) سماعة ، (30) جهاز مقياس ضغط وأجهزة آخري معظمها تبرع بالاشتراك مع جمعية عثمان بن عفان الخيرية . ( هل هذه القافلة دورية ؟ أم هي حالة طارئة أفرزتها الأحداث الجارية ؟ ((نشارك في إعداد وتجهيز هذه القافلة منذ خمس سنوات ونذهب سنوياً إلي السودان وننتظر من العام إلي العام حتي يأتي ميعاد القافلة ونكون في قمة السرور ونحن ذاهبون إلي هناك ، من فرط ما رأيناه من كرم وود وتقارب بيننا وبين الأشقياء السودانيين . ( دكتور مكي .. ما الذي لفت إنتباهك أثناء زيارتكم للسوادن بعيداً عن الجانب المهني ؟ (( الذي لفت إنتباهي هو ثقافة الشعب السوداني فهو شعب مثقف شديد الوعي والوطنية وهذا ما تبدي لي أثناء الكشف علي المرضي السودانيين ، فقد قمت بالكشف علي أكثر من (312) حالة وجهت لهم سؤالاً واحداً .. من هو أوكامبو ؟ ففوجئت بأن نسبة الإجابة الصحيحة كانت 100% بل كلهم يعرفه بإسمه الثنائي " لويس أوكامبو " ويعرف عمله علي وجه التحديد بل ويقدم وجهة نظر نقدية حيال ما يحدث من أحداث سياسية علي الساحة . ( هل الشعب السوداني يعيش في حالة إضطراب وخوف نتيجة لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف واعتقال الرئيس السوداني ؟ (( الشعب السوداني لا يبالي لكل هذا الصخب بل ويتعامل مع الأمر علي أنه أمر طبيعي في إطار "نظرية" المؤامرة التي تحاك علي الأمة العربية والإسلامية . ( ما هو موقف الإخوة السودانيين من الأحداث الجارية وما هي وجهة نظرهم بالنسبة للرئيس " البشير " ؟ (( كما أسلفت لك القول الكل يتعامل مع الأحداث علي أنها جزءاً من مؤامرة استعمارية عالمية والجميع هناك يحب " البشير " حتي الذي ينتقده في بعض أفعاله فهو ضد تسليمة للمحكمة الجنائية الدولية . ( ذكرتم أن الشعب السوداني متضامن مع " البشير " فما هو موقف أهل الجنوب وأهل دارفور من ذلك ؟ (( في الولاية الشمالية التي كانت فيها نشاطات القافلة الطبية قابلت اشخاصا وعائلات من الجنوب تعمل في الولاية الشمالية وكلهم بصدق يحبون البشير ويؤيدونه ، وكذلك تقابلت مع بعض سكان " دارفور " الذين علقوا علي الأحداث بأنها مبالغ فيها وأن معظمها في الأساس مشكلات بين " عصابات " من البدو و الزراع حول مصادر الرعي واماكن الزراعة وأنها مشاكل قديمة لم تطف علي السطح إلا في الآونة الأخيرة وأسبابها سياسية وإقتصادية الكل يعلمها . ( هل صحيح ما يروج له البعض من أن الشعب السوداني يعيش أزمة إقتصادية " طاحنة " وأن مستوي معظم الشعب تحت " خط " الفقر ؟ (( هذا الكلام ليس صحيحا وفيه كثير من المبالغة وهو ما تبينه القدرة الشرائية " للجنية " السوداني ، فالجنية السوداني يقابل ما يقارب من ثلاثة جنيهات مصرية وقدرته الشرائية مرتفعة نوعاً ما ، فمرتب الطبيب السوداني يصل إلي 2000 جنية أي ما يوازي 5500 جنية مصري وأقل مرتب هناك 300 جنية سوداني أي ما يقابل 850 جنية مصري ، وليكفي السودانيين أن المكون الأساسي للوجبة الغذائية هو " اللحم" في حين أننا في مصر نجد مشكلة في توفير طبق الفول أو " قرص " الطعمية . ( بحكم تخصصكم في " الطب النفسي والاعصاب " ما هو تقييمكم للحالة النفسية للشعب السوداني ؟ (( الشعب السوداني متزن خالياً من " العقد النفسية " ، ويرجع ذلك إلي حالة البساطة التي يعيشها ، فبعد الثانية ظهراً تتساوي الرؤوس وفي المساء الكل " يرقص" في الأفراح المسئول بجوار سائقه ، وهم كذلك شعب متواضع ، طموح لا يتوقف كثيراً عند " السفاسف " ويتلاشي لديه داء " حب العظمة " مع أنم عظماء ومثقفون . ( ما هو الأمر الذي توقعته وبالفعل حدث معكم أثناء زيارتكم للسودان ؟ (( من واقع الحفاوة الشديدة التي قابلنا بها السودانيون سواء علي المستوي الرسمي أو علي المستوي الشعبي كنت أتوقع تكريمنا قبل الرحيل وبالفعل تم تكريم ثلاثة أطباء منا علي يد المعتمد " السوداني لمدينة " حلفا " وهم الدكتور / أشرف مكاوي أخصائي الانف والاذن والحنجرة و الدكتور / عكاشة أخصائي التخذير والدكتور / مختار أخصائي الأسنان . ( كلمة سمعتها في السودان تضحكك كلما تذكرتها ؟ (( أجابة رددتها عجوز سودانية عندما سألتها عن " أوكامبو " ، من هو " أوكامبو " ؟ فأجابت " الفاجر الكافر اللي عاوز يحبس البشير .. ربنا يخرب بيته " . ( لو عادت بك عقارب الساعة إلي الوراء هل ستقوم بهذه الرحلة؟