إلى حبيبتي الظالمة
حبيبتي ... إليكِ أسطر حروفا ... رقيقة كرقة مشاعرك .. وصلبة كصلابة حبي لك ... وصادقة كصدق أيامنا الماضية .. وحزينة مكلومة كحزني على ما أصابنا ... ومع هذا فهي تفوح عبير ومسكا كما تفوح روحك بشذاها الزاكي
إلى من أحببتها كما لم أحب أحد
إلى من عشت معها كل لحظات عمري .. فسعدت بسعدها .. وبكيت ببكائها .. إلى من قاسمتها الصحة والمرض، والغنى والفقر ، وكل الصور وأضدادها
إليك فقط يا حبيبتي ... اكتب هذه الكلمات لأني أحبك ويشهد الله أني أحبك ... وكيف لا ونجاتي نجاتك وهلاكي هلاكك كيف لا ؟ وأنا أرى خطاك تتعثر هنا وهناك .. وأنتِ من عاهدتني على السير قدما على طريق الحق والثبات مهما ادلهمت الخطوب وكثرت الفتن .
ألا تذكرين بربك يوم استعجلتِ البلاء لتُري الله منك الصبر والرضا ؟ فلم تخور القوى وقد كانت مهيأة ؟
ألم تعاهديني أن يكون كتاب الله رفيقك في رحلتك والدليل الذي يقود خطاك فلم جعلت ِ الدليل وراءك ِ ؟ وهواك أمامك ؟
" أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصرة غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "
آه يا حبيبتي .. لقد صممت أذنيك عن قولي وأنا لك ناصح أمين ونسيت ما كان بيننا من سالف الحب والصفا فلم بربك هذه القسوة على ّ؟
لم تظلمين من هو مستعد لأن يتحمل ظلم البشر أجمع إلا الظلم منك فإنه لا يطيقه ولا يقوى عليه
لم تظلمين من يهتف بحبك ليل نهار ؟ أهذا جزائي أن استعنت على ّ بأعدائي وأعدائك وقويتهم علىّ حتى فرقوا بيننا وحققوا حلمهم القديم
حبيبتي .... قد صرتُ ضعيفا لا أقوى على الحراك بل ربما أموت ان ظللتِ هكذا سادرة في غيك تخنقين صوتي كلما أراد أن يعلو ليرفع الظلم الذي أوقعته على ّو عليك ..........
حبيبتي .. إن مت أو خبا صوتي لن تهنئي بعدي بانتصار أبدا بل ستكون حياتك شقاء في شقاء وإن خيل لك بعض الوقت غير ذلك
حبيبتي ... أنا الوحيد الذي يقول لك هذه الكلمة بصدق من بين المرددين لها ... ألا تري أني لا زلت أحبك رغم ظلمك ... رغم جفائك .. رغم قسوتك
فهيا قومي بربك هيا فقد آن أوان عودتك إلى ّ... هيا فهذا أوان الإياب
هيا ... فإني أرى روحك النقية تحن إلى رغم صدودك
. اسمعي معي قوله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "
فأطلقيها من أعماقك ... بلى يا رب قد آن .... بلى يا رب قد آن
وهاهي يدي أمدها إليك فلا ترديها خاوية فإن بانتظارنا حياة جديدة ... نصنعها معا بتكاتفنا نرقى بها للعلياء ...
التوقيع