عندما كنت طفلة كان يخيل الي ان القمر كرة ذهبيه .. قام طفل مشاغب بالقائه الى أعلى .. فعلقت في السماء
فكنت اجري بغباء ممتع في محاولة يائسه مني لامساكه !!!
*********
نعم كنت أجري خلف القمر بلا انتهاء و أبقى معه ساعات طويله خشيه أن تسقط الكره الذهبيه في غيابي
و كنت عندما أشعر بالتعب و أغضب من القمر
و أرميه بحجر... لكن الحجر كان يعود الي دائما و يبقى القمر في مكانه.....
*********
و أذكر اني ذات يوم تماديت في غيابي و طلبت من جدي أن يحضر لي القمر لانه أطول مني قامه ....
لكنه وعدني ضاحكا اني لو نجحت في المدرسه فسوف يهديني القمر
و صدقت جدي نعم صدقته بصدق .. فجدي الرجل الطيب لا يكذب ابدا و لا يخلف وعده ابدا
و اخبرت كل رفيقاتي الصغيرات في المدرسه ان جدي سيهديني القمر يوم نجاحي
و اني سأخبئه في مكان لا يسرقه مني احد....
**********
ومر العام الدراسي ببطء و جئت بنبأ نجاحي الى جدي
كنت اسابق الريح....لكنني وجدته ممتدا فوق فراش المرض
فأخبرته بفرحه طفوليه اني قد نجحت فمسح رأسي بحنان و نظر الي بهدوء و صمت
و قبل أن أذكره بالقمر طلبت مني جدتي باكيه أن أغادر الغرفه ..فغادرتها....
و غادر جدي الحياة في مساء ذاته....
************
لم أغضب من جدي بل أفتقدته كثيرا و بكيته بيني و بين نفسي كثيرا
و منذ ذلك اليوم أزداد تعلقي بالقمر لانه أصبح في نظري يمثل الذكرى الجميله التي بقيت لي من جدي....
*************
و عندما كبرت قليلا اصبحت ابوح للقمر بأسراري
و أوصيه دائما ان يكتم السر في قلبه ... لكن صديقتي الصغيره قالت لي يوما : ان القمر لا يكتم الاسرار
و انه يذهب كل مساء الى منزلها و يبوح لها بكل شيء عني !!!
و صدقتهـــــــا!
و غضبت من القمر كثيرا لاني رأيته ذات مساء في منزلها
و أدركت ان القمر لا يضيء لي وحدي..... و لا ينظر لي و حدي...
و لا يزورني وحدي ...
و أدركت ايضا ان جدي حين وعدني بالقمر لم يكذب علي...
و لم يتعمد خداعي... لكنه فقط اراد أن يمنحني حلما جميلا يدفعني الى الامام,,,
فرحم الله جدي الرجل الطيب الذي كلما رفعت عيني الى السماء و رأيت القمر تذكرته و بكيت بصمت .....
ربما كنت طفله غبيه لكن غباء الطفوله براءه و سذاجتها نقــــــــاء ....
***ما زال القمر في السماء لم ينزل يوما
الى الارض ... و لم يتغير بع شيء و لكن أهل
الارض صعدوا اليه فتغير كل شيء به و بهم****
***أحبـــــــــــــك أيها القمر هكذا
بعيدا ..جميلا ..مضيئا ... و أتمنى أن لا تتاح لي
فرصه لأقتراب منك يوما
ثم التفتت وقالت (وطابت ليلتك يا قمر)