اضاءات

* لاندرى ان كان الحاسد أو الحاقد أو الساعى بالفتن بين الناس يدرك فى قرارة نفسه أنه مريض قلبه . وأن حاله يثير الشفقة فى نفوس الأخرين ؛ بقدر مايسبب لهم المتاعب والمشاكل ويلحق بهم الأذى . ولو يدرى الحاسد أن حسده يقشر القلب كما يقشر ( القراد)
الجلد وأنه بعيد عن الله قريب من الشيطان مكروه من الناس . ما أقدم على حسده وغله . فالحسد ان كان لمجرد الغبطة والمنافسة فى فعل الخيرات ؛ وأن يرى الأنسان نعمة على غيره فيتمنى أن يكون لها مثلها دون أن يكرهها أو يتمنى زوالها من ذالك الغير . فلاشىء من ذلك ز والحديث النبوى واضح فى ذالك ( لاحسد الا فى اثنين . رجل اتاه الله مالا فسلط على هلكته فى الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها ) .
اما اذا تجاوز الحسد هذا المعنى المحمود الى تمنى زوال النعمة عن الغير ؛ فهذا هو الشر المستطير الذى اعاذنا الله منه بقوله
( ومن شر حاسد اذا حسد ) وأنكر على الحاسدين فعلتهم بقوله
( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) .
ثم بين خطورة الحسد حتى على ايمان المؤمنين وعلاقتهم بربهم بقوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب لويردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ) .
فالحاسد ظالم لنفسه ؛ متجاوز لحدوده مع ربه . متعد على غيره يرى النعمة عليك نقمة عليه والحسد جرح لايبرأ ولهذا قال ابن عمر رضى الله عنهما : ( لايكون الرجل عالما حتى لايحسد من فوقه ؛ ولايحقر من دونه ؛ ولايبتغى بعلمه ثمنا ) .
والحقد هو الوجه الآخر للحسد . بل أشد منه خطرا وقبحا .
وكلاهما شر نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:-
اياكم والظن اكذب الحديث ؛ ولاتجسسوا ولاتحاسدوا ..) وقوله
( ولايجتمعان فى قلب عبد الأيمان والحسد ) والحاسد والحاقد كاره لنفسه قبل أن يكره غيره . جاحد لنعمه ربه عليه ؛ يترك ما فى يده ويتطلع الى ما عند الناس ويصر على التعامى عما أتاه الله من نعم كثيرة .
كالصحة أو الأمن أو الفراغ أو الستر . ولايدرى الحاسد حين ينسى فضل الله عليه ونعمته أن الرزق بيد الله وحده لابيد البشر وأنه لاحيلة فى الرزق وأن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الأخرة وقد يجمعهما الله - كما قال الأمام على :-
لأقوام-فاحذروه- أيها الحاسدون - من الله ماحذركم من نفسه.
تلك هى الحسد والحاسدين فليحذر كل حاقد وحاسد وكاره للناس وساع بالفتنة بينهم أن يصيبه الله بما فى نفسه ويكفى الحاسد أن حسده نار ستأكله ان عاجلا أو اجلاوسيموت بكمده وغيظه :-
دع الحسود ومايلقاه من كمده.....يكفيك منه لهيب النار فى كبده
ان لمست ذا حسد فرجت كربته.... وان تركته فقد قتلته بيده
صدقونى ... الحسد يضر صاحبه أكثر مما يضر محسوده .
ودمتم..

دائمآمبدع
الله يعطيك العافيه
اضاءات 26934

قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ: "لا تَحَاسَدوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابروا وَكونوا عِبَادَ اللهِ إخْوَانا".

mni Ha