بسم الله الرحمن
إليك مواقف من حياة النبى
:-
كان رسول الله
أكمل الناس خلقًا، وأكرمهم أصلاً، وأهداهم سبيلاً، وأرجحهم عقلاً، وأصدقهم قولاً وفعلاً، أدبه ربه – عز وجل - فأحسن تأديبه، ورباه فأحسن تربيته، وأثنى عليه -سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم فقال : "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " القلم : (4)
وهذه بعض من المواقف العظيمة من حياة نبينا محمد
حتى نتعلم منه
ونتخذه أسوة حسنه لنا، ونقتدي به في جميع أمورنا وأحوالنا .
العفـو:
في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله عبده ونبيه محمد
على كفار "قريش"، ودخل النبي
مكة المكرمة فاتحًا منتصرًا، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل "مكة"، وقد امتلأت قلوبهم رعبًا وهلعًا، وهم يفكرون في حيرة وقلق فيما سيفعله معهم رسول الله
بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد لربه، وهم الذين حاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، بل وتآمروا عليه بالقتل
، وعذبوا أصحابه أشد العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم ، لكن رسول الله
قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح والحلم قائلاً: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال
: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
- ذات يوم كان رسول الله
يسير مع خادمه "أنس بن مالك"، وكان النبي
يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به ، ونجران بلد بين الحجاز واليمن ، وكان طرف هذا البرد غليظا جدًا ، فأقبل ناحية النبي
أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا، فتأثر عاتق النبي
، (المكان الذي يقع ما بين المنكب والعنق) من شدة الجذبة، ثم قال له في غلظة وسوء أدب : يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فتبسم له النبي الكريم
في حلم وعفو ورحمة، ثم أمر له ببعض المال .
- خرج رسول الله
في غزوة ناحية بلاد "نجد" من أرض الحجاز، وفى طريق عودته
من تلك الغزوة مر بوادِ به شجر كثير الشوك، في وقت الظهيرة، فأمر رسول الله
الجيش بالتوقف في هذا المكان لينالوا قسطًا من الراحة، فنام الجيش، ونام رسول
تحت ظل شجرة كثيرة الأوراق وقد علق بها سيفه، وبعد فترة نادى رسول الله
على المسلمين فتجمعوا حوله
، فإذا برجل أعرابي يجلس أمامه فقال رسول الله-
إن هذا الرجل أخذ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وسيفي في يده، فقال لي : من يمنعك منى ؟! (أي من يمنعني من قتلك الآن) ، فقال رسول الله
(في ثبات عظيم وثقة وإيمان بالله) : الله، فارتعد الأعرابي بشدة، ووقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله
، وقال له : من يمنعك منى ؟ فقال الرجل لا أحد، ولم يقابل النبي الكريم إساءة هذا الأعرابي له بمثلها، بل-
عفا عنه فأسلم الرجل، وعاد إلى قومه، وأخبرهم بخلق النبي، وجميل عفوه وصفحه فأسلم معه خلق كثير .
وكثير من مواقف البنى وإنشاء الله سوف أحدثكم عن مواقف البنى فيما بعد وخير الكلام ما قل ودل ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم