سَعيتُ والأشواقُ تَسبقُ خافِضى ... وأَخَذتُ بينَ العاشقينَ مَكانِى
وَوَقَفتُ بينَ مُصدقٍ ومُكذبٍ ... وكَأنْنى فِى رَوْضةِ الحُسَّــــــــانِ
حَتى إِذا جَاءَ النسيمُ مُعَطِراً ... مَنْ رَوْضَةٍ فَوَّاحَـــــــــةِ الأكْوَانِ
إِنى إذا هَتفَ اللسانِ { مُحَمدٌ } ... عزفَ الفؤادُ روائعَ الألحـــانِ
لوْلاكَ مانســجَ المِــدادُ قصــائدٌ ... لوْلاكَ ماخَـــطَ الفؤادُ بيـــانِى
يامنْ هديتَ الحائرينَ دُروبَهم ... فى رَحْمةِ وتَجردٍ وتفـــــــــــانِ
ضاقتْ صُدورُ المُرْسَلينَ بقوْمِهمْ ... ووعَدتَنا باللينِ والإِحســــانِ
لمْ يُثْنِكَ الشرُ العنيدُ ولا الأذى ... مَهْمَا بَدا للشـــــــرِ منْ أعوانِ
حَمَّلتَ نَفْسَكَ ماينوء بِحَمْلِه ... عَزْمَ الدعــــــاةِ وطاقةَ الإنْســـــانِ
فَلَكَمْ عَصَاكَ المُشرِكُونَ سَفاهةً ... وتَقَوْلَا بالإفْكِ والبُهْتَـــــــــــانِ
قَالُوا نَظُنُكَ ساحراً أوْ شاعراً ... أوْكاهناً منْ سائرِ الكُــــــــــــهُّانِ
هلْ يَسمعُ الصُمَ الدُعاءَ لِيَهْتَدُوا ... هلْ يَسْمَعُ الأمْوَاتُ فى الأكْفَانِ
فَبِنُورِ وجه الحَقِ هَزَ مَحَافِلاً ... فِى العَالَمِــــــــــينَ قَصِيْهِا والدَانِ
لَمَا أَتَيْتَ إلى الحَيــــــاةِ مُكَبْراً ... صَلَى عَلَيْكَ إِنْسُـــها والجَــــــانِ
وَمُحَطْماً أُسْطُورةِ الشركِ الذى ... ما القهرُ يُدْرِكه بأى مَكَـــــــانِ
اللهُ أكبرُ إذْ رَفَعْـــــتَ لِواءَنَا ... اللهُ أكبرُ يالَها مِنْ شَــــــــــــــــانِ
اللهُ أكبرُ قدْ سَـــقَيْتَ ظِمائَنَا ... وغَدَوْتَ جَوْعَانَا بُنُبْلِ مَعَــــــــــانِ
سِـــــرٌ مِنَ الإلـهِ وُلِـــدَ مُـحَمـدٌ ... والقومُ فى حيرةٍ وفى أشْجَـــانِ
وإِنَكَ لَعَلَى خُــــلقٌ عَظِيمٌ سَيْدِى ... وَرَدَتْ بِذَلِكَ آَيـــــــــةَ الْقُـرْآنِ