فاز المنتخب الأرجنتيني على نظيره المكسيكي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في دور الـ 16 من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ليفرض التانجو نفسه بقوة في مصاف الكبار ويتأهل إلى دور الثمانية بجدارة بعد مباراة قوية قدمتها الأرجنتين.
بدأت المباراة بهجوم أرجنتيني منظم من منتصف الملعب مع الإتجاه إلى الناحية اليسرى لتبدأ الإنطلاقات بقيادة فتى التانجو الذهبي "ميسي"، لم يهاب المنتخب المكسيكي من نظيرة الأرجنتيني ولم يلتفت إلى الحروب الكلامية التي رددها البعض قبل اللقاء بتوقعات لفوز المنتخب الأرجنتيني بنتيجة كبيرة، وتبين في ذلك التحفز في الهجوم، ومحاولة بناء الهجمات من الدفاع، وإختراق نصف الملعب الأرجنتيني.
بدأت خطورة راقص التانجو الأشهر في المنتخب الأرجنتيني "ليونيل ميسي" في ق 3 عن طريق تسديدة اصطدمت بظهر المدافع المكسيكي، وعلى الجهة الأخرى لم يهدأ اللاعب "جوفاني دو سانتوس" الذي بدأت خطورته منذ ق 5 من عمر اللقاء، وتميز الفريق المكسيكي بهجمات متوالية وكرات خطرة على المرمى الأرجنتيني منذ ق 5 وحتى ق 12 من الشوط الأول، كانت الأقرب من التسجيل، مناظرة بالكرات الأرجنتينية التي افتقدت الدقة والقوة.
وأسفرت المحاولات الفردية لميسي عن انقطاع الكرة بسهولة وعدم اكتمال الهجمات، وبداية المرتدات المكسيكية المنظمة، مما دفع الأرجنيتين مع نهاية ق 20 إلى الإستحواز على الكرة في نصف ملعبها في محاولة البحث عن انطلاقه تصل بهم إلى المرمى المكسيكي.
في ق 25 بدأت الأرجنتين هجمه منظمة اخترق بها ميسي خط الوسط ليرفعها على رأس الخطير "تيفيز" ليضعها في الشباك وسط تردد كبير من مساعد الحكم، مما جعل قرار حساب الهدف الأرجنتيني متوقفاً لمدة دقيقة، وحتى المداولات التحكيمية والإعتراضات المكسيكية.
اتجهت الأرجنتين بعد الهدف الأول إلى التمريرات الطولية في محاولة سريعة وجادة لإحراز الهدف الثاني، مما جعل الدفاع المكسيكي متراخياً، وفي ق 32 وعن طريق خطأ دفاعي مكسيكي لا يغتفر انقض "هيجوين" على المدافع قبل أن يصلها إلى حارس المرمى ليقوم بتمويه الحارس والمرور السهل، ووضع الكرة في الشباك ليعزز الهدف الأول لبلاده، وينافس بجداره على لقب الهداف.
بعد الهدف الثاني تخلت المكسيك عن حذرها الدفاعي، وبدأت في فتح خطوطها، والإنطلاق السريع عن طريق المساندة الدفاعية والتقدم من الخلف إلى الأمام، ولكن الدفاع الأرجنتيني الصامد منع الهجمات المكسيكية، ومنذ إحراز الهدف الثاني وحتى نهاية الشوط الأول اعتمدت المكسيك على التصويب من خارج منطقة الـ 18 ولكن الحارس "روميرو" تصدى للكرات المكسيكية بكل ثبات وثقة.
بدأ الشوط الثاني بإندفاع هجومي رهيب من المنتخب المكسيكي أملاً في اللحاق بركب المباراة مرة أخرى، ولكن قضى "كارلوس تيفيز" على أحلامهم الخضراء وأمطرهم بهدف ثالث للمنتخب الأرجنتيني في ق 51 والهدف الثاني له، جاء الهدف عن طريق محاولة تيفيز للتمرير ولكن تصدى لها المدافع، فعادت إلي تيفيز مرة أخرى ليسددها بقوة في المرمى ليصعب على أية حارس إبعادها عن المرمى.
ارتبك الدفاع المكسيكي بعد الهدف الثالث، واستمر الضغط الأرجنتيني حتى ق 60، لكن لم يهدأ المكسيكي "كارتادو" في إيقاظ لاعبيه من الغفوات التي انتابتهم، فإتجه إلى الضغط الفردي والتصويب من خارج المرمى، وتابعه اللاعب "هيرنانديز" في الضغط على الخصم، الأمر الذي أسفر عن تعدد الضربات الركنية على الأرجنتين.
حاول "باريرا" الإنطلاق من الجهة اليمنى أملاً في المرور وإحراز الهدف الشرفي، ولكن الدفاع الأرجنتيني حال دون إتمام الهجمات، خلال ق 69 كانت الهجمة الأخطر للمنتخب المكسيكي عن طريق كرة عرضية ذهبت للاعب "جوفاني دو سانتوس" ولكن الدفاع الأرجنيني تصدى لها.
في ق 70 أسفر الضغط المتواصل للمكسيك عن هدف أول للاعب "هيرنانديز" من تصويبة صاروخية، يكن للمكسيك بمثابة هدف شرفي في المباراة التي تميزت بالقوة والكفاح من الطرفين، ولم تستسلم المكسيك وكثفت ضغطها وهجومها الباسل على مرمى التانجو.
ومنذ ق 75 وحتى نهاية المباراة استمر الضغط المكسيكي، مع انكماش شديد في الهجوم الأرجنتيني بإستثناء اللحظات الأخيرة التي حاول فيها ميسي التسجيل، ولكن منع استمرار خطورة الهجمات طريقة الدفاع المتقدم التي لجأت لها المكسيك حتى لا يدخل في مرماها أهداف أخرى.
يذكر أن المنتخب الأرجنتيني سوف يواجه الماكينات الألمانية ليتأهل الفائز من الفريقين مباشرة إلى الدور ربع النهائي.