[rtl]إن الاعتداء على دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالح؛ لأن الإيمان حاجزٌ قويٌ دون الشر والفساد، يأمر بالعدل وينهى عن الظلم في الدماء والأموال والأعراض والحقوق كلها، فالمؤمن حقًا لا يغدر ولا يفجرُ ولا يغش ولا يخدع ولا يطغى ولا يتجبر.[/rtl]
[rtl]ألا فليعلم هؤلاء، وليعلم غيرهم أن الخلق كلهم عباد الله عز وجل، وأنه سبحانه يحب من الناس أن يكونوا إخوة يحب كل فرد منهم لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يتعاملوا بالتسامح والعدل والتعاطف والود، لا بالظلم والتناحر، وأن لا يسفك بعضهم دماء بعض، قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ [البقرة:84].[/rtl]
[rtl]فعلاقة المسلم بأخيه المسلم علاقة أخوية غالية عزيزة، فليس في رغبات الدنيا ما يوهن ارتباطها، ولا ما يقطع حبل الصلة فيها، ولا ما يعكر صفوها؛ ولهذا أمر بأسباب الألفة ونهى عن أسباب الفرقة فقال : ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).[/rtl]
[rtl]فاتقوا الله عباد الله، وكونوا عباد الله إخوانًا، واتقوا الله فيما أمر، وابتعدوا عما نهى عنه وزجر، وخاصة كبائر الذنوب؛ لنفوز من الله تعالى بالرحمة والرضوان والتجاوز والغفران، كما قال عز وجل: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا [النساء:31].[/rtl]
[rtl]نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يدفع عنا من البلاء ما يؤلمنا ويؤذينا، وأن يلهمنا من العلم الصالح ما ينجينا، وأن يجنبنا من العلم السيئ ما يُردينا، وأن يرزقنا من اليقين ما يهون علينا من مصائب الدنيا، برحمتك يا أرحم الراحمين.[/rtl]
[rtl]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]