كان عثمان في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه فهو عريض الجاه ثرى شديد الحياء عذب الكلمات ، فكان قومه يحبونه أشد الحب لم يسجد في الجاهلية لصنم قط ، ولم يقترب فاحشه قط ، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام وكان يقول : إنها تذهب العقل ، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان وعلى الإنسان أن يسمو به لا أن يصارعه .
2-عثمان يحدث عن نفسه
قال عثمان : لقد اختبأت عند ربى عشرا : إني لرابع أربعه في الإسلام ، وجهزت جيش العسرة وجمعت القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وائتمني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ثم توفيت فزوجني الأخرى ، وما تغنيت وما تمنيت وما وضعت يدي اليمنى على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مر بي جمعه إلا وأنا أعتق رقبه إلا ألا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في الجاهلية ولا إسلام.
3- حب قريش لعثمان
باغ حب قريش لعثمان بن عفان مبلغا عظيما لما يتمتع به من جاه وثراء وعشيرة وحسن خلق وكريم طباع ، حتى إن المرأة العربية تغنى لطفلها أغنيه تحمل ثناء الناس وتقديرهم لعثمان فقد كانت تقول :
أحبك والرحمن حب قريش لعثمان
4- عثمان والخمر
قال عثمان عن نفسه :
ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكرى بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شربت خمرا في جاهليه ولا في إسلام ، ولا زنيت في جاهليه ولا إسلام.
5-إسلام عثمان بن عفان
لإسلام عثمان بن عفان قصه مازال يرويها الرواة : وذلك أنه حين بلغه في الجاهلية أن محمد بن عبد الله زوج ابنته رقيه من ابن أبى لهب ندم أشد الندم لأنه لم يسبق إليها ولم يحظ بخلقها العظيم ولا ببيتها العريق ، فدخل على أهله مهموما ، فوجد عندهم خالته سعدي بنت كريز وكانت هذه المرأة حازمه عاقلة طاعنه في السن فسرت عنه وبشرته بظهور نبي يبطل عبادة الأوثان ، ويدعو إلى عبادة الواحد الديان ، ورغبته في دين ذلك النبي وبشرته بأنه سينال عندما يبتغيه
قال عثمان : فانطلقت وأنا أفكر فيما قالته لي خالتي ، فلقيت أبا بكر وحدثته بما أخبرتني به خالتي، فقال :والله لقد صدقت خالتك فيما أخبرتك وبشرتك يا عثمان ، وإنك لرجل عاقل حازم ، ما يخفى عليك الحق ولا يشتبه عندك مع الباطل ، ثم قال لي : ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا أليست من حجارة صم ، لا تسمع ولا تبصر ؟ فقالت : بلى . فقال : وإنما قالته خالتك يا عثمان تحقق . فلقد أرسل الله رسوله المرتقب وبعثه إلى الناس كافه بدين الهدى والحق. فقلت : ومن هو؟ فقال لي: إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقلت: الصادق الأمين: فقال أبو بكر: نعم إنه هو. فقلت: هل لك أن تصحبني إليه ؟ فقال:نعم ومضينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآنا قال: " أجب يا عثمان داعي الله فإني رسول الله إليكم خاصة وإلى خلق الله عامه ". قال عثمان : فو الله ما إن ملأت يميني منه ، وسمعت مقالتي حتى استرحت له وصدقت رسالته ثم شهدت ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله .
6- زواجه من رقيه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قصة ذلك الزواج : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوجها من عتبه بن أبى لهب وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبى لهب فلما نزلت سورة المسد ( تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) قال لهم أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أميه : فارقا ابنتي محمد ، ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامه من الله تعالى لهما وهوانا لأبنى أبى لهب ، وما كان عثمان يسمع بخبر طلاق رقيه حتى استطار فرحا ، وبادر فخطبها (رقيه) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها الرسول الكريم منه ، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعه وكانت رقيه تضاهيه قسامة وصباحه وكانت يقال لها حين زفت إليه "
أحسن زوجين رآهما إنسان رقيه وزوجها عثمان
7-النبي صلى الله عليه وسلم يوصى رقيه بعثمان
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته رقيه وهى تغسل رأس عثمان فقال : " يا بنيه ، أحسنى إلى أبى عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خلقا "
8- عثمان يؤذى في سبيل الله
لم يسلم عثمان بن عفان على الغم من سابق فضله ومعروفه من أذى قومه حين أسلم . فلقد عز على عمه الحكم أن يترك دينه عثمان فتى بنى عبد شمس عن دين قريش وكبر عليه ذلك فتصدى له هو وأتباعه أعنف التصدي وأقساه وأخذه وشد عليه الوثاق . وقال : أو ترغب عن ملة آبائك وأجدادك وتدخل في دين محدث ؟ والله لا أدعك حتى تنبذ ما أنت عليه. فقال عثمان : والله لا أدع ديني أبدا ، ولا أفارق نبيي ما دامت بي الحياة ، فما زال عمه الحكم ينكل به ، ولا زال هو يشتد صالبه في دينه واستمساكا بعقيدته حتى يئس عمه منه وأطلق سراحه وكف عنه.
9-هجرته إلى الحبشة
لما اشتد الإيذاء بالمسلمين على أرض مكة وأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة كان عثمان رضي الله عنه أول من هاجر إلى الحبشة بأهله من هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أخبره أنه رأى عثمان وهو خارج بزوجه رقيه إلى الحبشة " صحبهما الله ، إن عثمان أول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط"
10أول من هاجر إلى أرض الحبشة
أول من هاجر إلى أرض الحبشة عثمان وخرج بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهما فجعل يتوكف الخبر ، فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة على حمار من هذه الواب وهو يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد لوط "