[size=24جمالُك أختاه( )
إن نظرة الإسلام إلى جمال المرأة ليست محصورة بزاوية منها ولا بجانب من حياتها، ولا طرف من كيانها، بل تشمل جميع كيان المرأة ظاهرًا وباطنًا، جسمًا وروحًا، عملاً وإيمانًا، فكرًا وعقلاً، أخلاقًا وسلوكًا... إلخ.
وما أولئك الذين يجدون جمال المرأة بتهتُّكها وتبرُّجها، وخلاعتها وميوعتها، وتبذُّلها وتكشُّفها، واختلاطها ووقاحتها، إلا مرضى يحتاجون إلى علاج، أو جهلة يحتاجون إلى توعية، أو مشبوقون تحت مطارق شهواتهم العارمة، ومقارع غرائزهم الهائمة، أو غرقى يحتاجون إلى إنقاذ وٍإسعاف.
ومن الحُمق والغباء والسفاهة والجنون، أن يُلجأ إلى المريض أو الجاهل أو الغريق ليؤخذ منه الحكم السليم على الأشياء.
إن جمال المرأة المسلمة:
* بإيمانها العميق يعمر قلبها ويشرح صدرها ويحرِّك مشاعرها.
* بفهمها الدقيق للرسالة التي تحملها وتدعو إليها وتبلِّغها.
* بعقلها الحصيف وفكرها النيِّر واطِّلاعها الواسع.
* بروحها الصافية ونفسها الطيبة وقلبها المطمئن.
* بخُلُقها الكريم وسلوكها المستقيم وعملها الصالح.
* بقولها الصادق، وحديثها الطيِّب، وتوجيهها الحكيم.
* بشرفها الرفيع، وعفافها الطاهر، وحيائها الفطري.
* بحبها لله وذكرها إياه وخشوعها له وبكائها بين يديه.
* بطاعتها وتقواها ودعائها ونجواها وعبادتها لربِّ العالمين.
* بإخلاصها لزوجها وإكرامها إياه وتجملها من أجله.
* بقرارها في بيتها وحُسن تدبيره والإشراف عليه.
* بحضن أبنائها وحُسن تربيتهم وجميل توجيههم.
* بلُطفها، برقَّتها، بعطفها، بحنانها، برحمتها، بشفقتها.
* بنعومتها وليونتها وأناقتها وظرافتها ونظافتها ونضارتها.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].
فالإسلام والإيمان والقنوت إلى آخر الصفات الواردة في الآية كلها صفات جمالية للمرأة المسلمة، فإذا سقطت صفة منها كان ذلك عيبًا في كمالها وجمالها؛ لأن الجمال إنما هو تناسق لأعضاء كاملة متكاملة.
وقال : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» [مسلم].
هذا وينبغي شرعًا للمرأة أن تتزيَّن وتتجمَّل وتتحسَّن وتتطيَّب في بيتها لزوجها، وأُبيح لها أن تستعمل ما شاءت من أدوات الزينة والتجميل من ثياب وحُلي وحلل وطيب وخضاب وكحل وأصبغة مؤقتة، وغير ذلك مما ليس فيه تغيير أصلي أو تشويه فطري في خلق الله، كتفليج الأسنان _ أي التفريج بينها _ أو تقصيرها، وكالوشم وغير ذلك؛ إسراف في التزيين وإمعان في التجميل وإفراط في التحسُّن وهو غير جائز؛ لقوله تعالى على لسان إبليس اللعين: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله...» [البخاري ومسلم].
وبالتالي يشغل المرأة عن مهامها تجاه ربِّها وزوجها وأولادها ويجعلها أسيرة بدنها وثيابها وزينتها. والمهم في الأمر مراعاة القاعدة الفقهية العامة - لا إفراط ولا تفريط - وينبغي أيضًا للرجل أن يتزيَّن لزوجته بالجسم النظيف، والثوب الجميل والرِّداء الأنيق والبسمة اللطيفة، مما يزيد في الحسن والجمال ولا يتنافي مع رجولة الرجال.
والتزيُّن من قِبَل الزوجين كل في حدوده وخصائصه حق مشروع لكل منهما على صاحبه، لأنه من أسباب السعادة الزوجية، ودليل الحبِّ والإكرام والرغبة والميل بينهما. وهو كذلك من أسباب الاستغناء بالحلال عن الحرام، ومن أسباب تعفف كل منهما فلا يتطلع إلى الغير.
ويجوز للمرأة أيضًا إبداء زينتها لغير زوجها من المحارم المذكورين في الآية: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
وقد نبَّه الله تعالى عباده للزينة التي خلقها من أجلهم وخصَّ ذكر بعضها أيضًا؛ ليلفت النظر إليه ليتعاطاه العباد ويستمتعوا به ويشكروا الله على نعمه وفضله.
قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ [الأعراف: 32].
وقال : «إن الله طيب يحب الطيب، ونظيف يحب النظافة، وكريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود» [الترمذي].
وقال القرطبي: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إني لأتزيَّن لامرأتي كما تتزيَّن لي، وما أحب أن أستنظف – أي آخذ – كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقَّها الذي لها عليَّ، لأن الله تعالى قال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
وقال رسول الله : «كلوا واشربوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة» [أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم].
فالجمال بهذا المعنى، والتجمل بهذه الحدود، وإظهار الجمال بهذه الضوابط هو الذي يقرره الإسلام وهو الذي تتصف به المرأة المسلمة، وهنا تجدر الإشارة إلى التقيد والالتزام بعدم الخروج بالإفراط والتفريط وذلك عند ذكر المخيلة في الحديث الآنف وهي الكبر والعجب اللذان يخرجان بالإنسان عن حدِّه متجاوزًا كونه مخلوقًا أولاً ومتجاوزًا لحقِّ الاحترام المتبادل بين الناس.
أمَّا اتصاف المرأة بالكفر والإلحاد، والتحلل والإباحية، والسفاهة والوقاحة، والخلاعة والميوعة، وخروجها للشوارع والأحياء والحدائق والمتنزِّهات العامة مبتذلة عارية متمايلة مستهترة تلفت إليها الأنظار وتحرك نوازع الشهوة في الرجال، وتغشيها المراقص والمنتديات ودور الخمر والميسر، ومشاركتها حفلات الرقص واللهو، تخاصر وتفاخذ وتضم وتعانق وتقبل وتداعب من شاءت من الرجال.
إن اتصاف المرأة بهذه الصفات حطٌّ من شأنها، وهدرٌ لكرامتها، وإسقاط لجمالها، وضياع لحسنها ونضارتها... مع العلم أن قيامها بكل ذلك هي عوامل هتك وتحطيم وتقريب إلى الهرم والعجز بالمرأة التي يجب أن تستبقي نظارة الجمال ورشاقة الحركة وحيوية النشاط ببقائها بعيدة عن تلك الأجواء الموبوءة بكل عوامل المرض والعلة والبشاعة وأرذل العمر، وليس إلا البيت ملعبًا لها تبقى فيه ملاكًا يُشرق بالابتسامة ويُضئ بنظرات العطف واللُّطف، فيحفظ لها جمالها بإشراقه ووضاءته فتيًّا حيًّا ناضرًا على الزمن.
( )
إن نظرة الإسلام إلى جمال المرأة ليست محصورة بزاوية منها ولا بجانب من حياتها، ولا طرف من كيانها، بل تشمل جميع كيان المرأة ظاهرًا وباطنًا، جسمًا وروحًا، عملاً وإيمانًا، فكرًا وعقلاً، أخلاقًا وسلوكًا... إلخ.
وما أولئك الذين يجدون جمال المرأة بتهتُّكها وتبرُّجها، وخلاعتها وميوعتها، وتبذُّلها وتكشُّفها، واختلاطها ووقاحتها، إلا مرضى يحتاجون إلى علاج، أو جهلة يحتاجون إلى توعية، أو مشبوقون تحت مطارق شهواتهم العارمة، ومقارع غرائزهم الهائمة، أو غرقى يحتاجون إلى إنقاذ وٍإسعاف.
ومن الحُمق والغباء والسفاهة والجنون، أن يُلجأ إلى المريض أو الجاهل أو الغريق ليؤخذ منه الحكم السليم على الأشياء.
إن جمال المرأة المسلمة:
* بإيمانها العميق يعمر قلبها ويشرح صدرها ويحرِّك مشاعرها.
* بفهمها الدقيق للرسالة التي تحملها وتدعو إليها وتبلِّغها.
* بعقلها الحصيف وفكرها النيِّر واطِّلاعها الواسع.
* بروحها الصافية ونفسها الطيبة وقلبها المطمئن.
* بخُلُقها الكريم وسلوكها المستقيم وعملها الصالح.
* بقولها الصادق، وحديثها الطيِّب، وتوجيهها الحكيم.
* بشرفها الرفيع، وعفافها الطاهر، وحيائها الفطري.
* بحبها لله وذكرها إياه وخشوعها له وبكائها بين يديه.
* بطاعتها وتقواها ودعائها ونجواها وعبادتها لربِّ العالمين.
* بإخلاصها لزوجها وإكرامها إياه وتجملها من أجله.
* بقرارها في بيتها وحُسن تدبيره والإشراف عليه.
* بحضن أبنائها وحُسن تربيتهم وجميل توجيههم.
* بلُطفها، برقَّتها، بعطفها، بحنانها، برحمتها، بشفقتها.
* بنعومتها وليونتها وأناقتها وظرافتها ونظافتها ونضارتها.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].
فالإسلام والإيمان والقنوت إلى آخر الصفات الواردة في الآية كلها صفات جمالية للمرأة المسلمة، فإذا سقطت صفة منها كان ذلك عيبًا في كمالها وجمالها؛ لأن الجمال إنما هو تناسق لأعضاء كاملة متكاملة.
وقال : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» [مسلم].
هذا وينبغي شرعًا للمرأة أن تتزيَّن وتتجمَّل وتتحسَّن وتتطيَّب في بيتها لزوجها، وأُبيح لها أن تستعمل ما شاءت من أدوات الزينة والتجميل من ثياب وحُلي وحلل وطيب وخضاب وكحل وأصبغة مؤقتة، وغير ذلك مما ليس فيه تغيير أصلي أو تشويه فطري في خلق الله، كتفليج الأسنان _ أي التفريج بينها _ أو تقصيرها، وكالوشم وغير ذلك؛ إسراف في التزيين وإمعان في التجميل وإفراط في التحسُّن وهو غير جائز؛ لقوله تعالى على لسان إبليس اللعين: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله...» [البخاري ومسلم].
وبالتالي يشغل المرأة عن مهامها تجاه ربِّها وزوجها وأولادها ويجعلها أسيرة بدنها وثيابها وزينتها. والمهم في الأمر مراعاة القاعدة الفقهية العامة - لا إفراط ولا تفريط - وينبغي أيضًا للرجل أن يتزيَّن لزوجته بالجسم النظيف، والثوب الجميل والرِّداء الأنيق والبسمة اللطيفة، مما يزيد في الحسن والجمال ولا يتنافي مع رجولة الرجال.
والتزيُّن من قِبَل الزوجين كل في حدوده وخصائصه حق مشروع لكل منهما على صاحبه، لأنه من أسباب السعادة الزوجية، ودليل الحبِّ والإكرام والرغبة والميل بينهما. وهو كذلك من أسباب الاستغناء بالحلال عن الحرام، ومن أسباب تعفف كل منهما فلا يتطلع إلى الغير.
ويجوز للمرأة أيضًا إبداء زينتها لغير زوجها من المحارم المذكورين في الآية: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
وقد نبَّه الله تعالى عباده للزينة التي خلقها من أجلهم وخصَّ ذكر بعضها أيضًا؛ ليلفت النظر إليه ليتعاطاه العباد ويستمتعوا به ويشكروا الله على نعمه وفضله.
قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ [الأعراف: 32].
وقال : «إن الله طيب يحب الطيب، ونظيف يحب النظافة، وكريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود» [الترمذي].
وقال القرطبي: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إني لأتزيَّن لامرأتي كما تتزيَّن لي، وما أحب أن أستنظف – أي آخذ – كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقَّها الذي لها عليَّ، لأن الله تعالى قال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
وقال رسول الله : «كلوا واشربوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة» [أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم].
فالجمال بهذا المعنى، والتجمل بهذه الحدود، وإظهار الجمال بهذه الضوابط هو الذي يقرره الإسلام وهو الذي تتصف به المرأة المسلمة، وهنا تجدر الإشارة إلى التقيد والالتزام بعدم الخروج بالإفراط والتفريط وذلك عند ذكر المخيلة في الحديث الآنف وهي الكبر والعجب اللذان يخرجان بالإنسان عن حدِّه متجاوزًا كونه مخلوقًا أولاً ومتجاوزًا لحقِّ الاحترام المتبادل بين الناس.
أمَّا اتصاف المرأة بالكفر والإلحاد، والتحلل والإباحية، والسفاهة والوقاحة، والخلاعة والميوعة، وخروجها للشوارع والأحياء والحدائق والمتنزِّهات العامة مبتذلة عارية متمايلة مستهترة تلفت إليها الأنظار وتحرك نوازع الشهوة في الرجال، وتغشيها المراقص والمنتديات ودور الخمر والميسر، ومشاركتها حفلات الرقص واللهو، تخاصر وتفاخذ وتضم وتعانق وتقبل وتداعب من شاءت من الرجال.
إن اتصاف المرأة بهذه الصفات حطٌّ من شأنها، وهدرٌ لكرامتها، وإسقاط لجمالها، وضياع لحسنها ونضارتها... مع العلم أن قيامها بكل ذلك هي عوامل هتك وتحطيم وتقريب إلى الهرم والعجز بالمرأة التي يجب أن تستبقي نظارة الجمال ورشاقة الحركة وحيوية النشاط ببقائها بعيدة عن تلك الأجواء الموبوءة بكل عوامل المرض والعلة والبشاعة وأرذل العمر، وليس إلا البيت ملعبًا لها تبقى فيه ملاكًا يُشرق بالابتسامة ويُضئ بنظرات العطف واللُّطف، فيحفظ لها جمالها بإشراقه ووضاءته فتيًّا حيًّا ناضرًا على الزمن.
[/size]