بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدني وسددني
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ [فاطر:29]، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل:« خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » أخرجه البخاري(4739)، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخَيْرَ الهدي هدي محمد ، وشرَ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس: لما بلغ النبي سنَّ الأربعين من عمره وكان يخلو في غار حراء بنفسه، ويتفكر في هذا الكون وخالقه، وكان تَعَبُدُه في الغار يستغرق ليالي عديدة حتى إذا نفد الزاد عاد إلى بيته فتزود لليالٍ أخرى، ثم يعود للغار يتعبد، وفي نهار يوم الاثنين من شهر رمضان جاءه جبريل بغتة لأول مرة داخل غار حراء، ( فَقَالَ له: اقْرَأْ؛ قَالَ:« مَا أَنَا بِقَارِئٍ »؛ قَالَ:« فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ؛ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ؛ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ [العلق:1-4]» أخرجه البخاري(3)، ومسلم(422) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
إن هذا الحدث الجليل ما هو إلا تهيئة للنبي لتحمل شرف عظيم، شرف الرسالة وتبليغ الدين، وحمل القرآن الكريم، فقد بُدء بالنبي الوحي بقوله اقرأ، دلالة واضحة على شرف العلم، وعلو منزلته بين الناس.
ثم تتالى الوحي على النبي بهذا الكتاب العظيم، القرآن الكريم، هذا الشرف الجليل الذي يقول الله مخاطباً نبيه بعد أن أنعم الله عليه بنعمة القرآن الذي فيه الهدى والبيان: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ [الزخرف:44]، أي شرف لك ولقومك، فشرفنا أهل الإسلام هو في القرآن، ومجدنا هو الذكر والبيان.
القرآن الكريم - عباد الله - هو كلام الله الذي أنزله على نبيه عن طريق جبريل، فجعله قرآناً معجزاً، وبرهاناً واضحاً ثم تعبدنا بعد ذلك بتلاوته، وآجرنا عليها.
وقد تكفل الله بحفظه فهو مجموع بين دفتي المصحف الشريف مبدوءٌ بسورة الحمد، ومختوم بسورة الناس، فهو تام مجموع، لا نقص فيه ولا زيادة، يقول العليم الحكيم: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[الحجر:9]، وقال الجليل: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
أيها الناس: لقد أكرمنا الله بالقرآن، وجعله هُدى وهداية للعباد، وجالب للسعادة واللذة، وللراحة والبشرى، يقول الله تعالى عنه: هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [النمل:2]، وأما هدايته التامة للعبد فيقول الله تعالى عنه: إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً [الإسراء:9]، فاستخدم الحق - تبارك تعالى - في قوله: يِهْدِي فعل المضارع الذي يدل على الاستمرار، فهو هداية دائمة للعبد.
أيها العباد: لقد أنعم الله علينا بالقرآن وجعلنا من أهله، وأكرمنا بتلاوته، ومن على بعضنا بحفظه، كل هذا منَّة منه وكرماً، وجوداً وإحسانا، إذ جمع كلامه أو شيئاً من كلامه في صدور عباده، فجمع لهم رحمته، وأعظم لهم من فضله فهو – وربي – خير ما يجمعون، وخير مما يجمعون، قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]، ففضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن، فبذلك الفضل والرحمة فليفرح أهل الإيمان، فهو خير مما يجمعون ويحرصون عليه من الدنيا.
إن حافظ القرآن ذو منزلة عالية وشرف رفيع في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا جعل هالله بمنزلة عليَّة، وزكاه بأن جعله من أهل العلم، الذي رفع منزلتهم، وأعلى شأنهم فقال: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ [العنكبوت:49]، فجعله لأهل العلم مرجعاً، ولهم حجة وبرهاناً.
بل بين النبي أن من إجلال الله إجلال حامل القرآن فقال:« إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ» أخرجه أبو داود(4845)، والبخاري في الأدب المفرد(375) عن أبي موسى الأشعري ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب؛ فحث النبي العباد على إكرام حامل القرآن، وأن يُجلَّ ولا يهان.
وأثبت لقارئ القرآن ومتعلمه، الخيرية التامة فقال :« خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » أخرجه البخاري(4739) عن عثمان بن عفان .
أما ما أعده الله لحامل القرآن في الآخرة فعلوُّ المنزلة، ورفعة الدرجة، فعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله تعالى عنها – أنها قالت: قال النَّبِيِّ : « مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ». أخرجه البخاري(4937).
ويقول :« يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ». أخرجه ابن ماجه(3780) عن أبي سعيد الخدري ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2240).
أيها الناس: لقد ذم النبي الدنيا بقوله:« الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا». أخرجه الترمذي (2322)، وابن ماجه (4112)، والبيهقي في الشعب(2/265)، وابن أبي عاصم في والزهد (ص:62) عن أبي هريرة .
فإن أفضل ما في الدنيا هو ذكر الله، وأعظم الذكر هو كلام الله، فلو أفنى العبد عمره كله في قراءة القرآن وحفظه، وتدبره وفهمه لكان ممن عرف قدر الحياة، وتلذذ بها.
عباد الله: إن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا، فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ:« أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ؟». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ:« أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ» أخرجه مسلم(803).
يا أهل القرآن، ليهنكم أنكم أنتم أهل الله وخاصته من خلقه، يقول النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام -:« إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ:« هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ». أخرجه أحمد(19/305)، وابن ماجه (215)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه(215).
وليهنكم - أيضاً يا أهل القرآن - أنه يأتي يوم القيامة شافعاً مشفعاً لكم، يقول :« اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ». أخرجه مسلم(804) عن أبي أمامة الباهلي .
نوّر جبينك فـي هـدى القـرآن واقطف حصادك بعد طول نضـــــال ِ
واسلك ْدروبَ العارفيـن بهمـة والـــــزمْ كتـــــــــــــــــــابَ الله غيـرَ مبـــــــال ِ
فهو المعينُ على الشدائـد ِوطـأة وهو المهيمنُ فوق كـل مجــــــــــــــال ِ
وهو الشفيع ُعلى الخلائق ِشاهـدٌ في موقف ينجي من الأهـوال ِ
يا مـنْ يقطّـعُ ليـلـه بتـرنـــــــــــمٍ قد فزتَ في الإدبــــــــــــــــــــــــــار والإقبـال ِ
يا حافظ السبعَ الطوال ِوسورةَ الرْحمـن والفرقـانِ والأنفــــــــــــــــــــــال ٍ
فليهنـكَ الحفـظُ الجليـل ُوقبلـه نورُ الهداية في جميل خصــــــــال ِ
فــالله يسّـرَ عنـد حفـــــــظ ِكتابـه وأعـدّ للتّاليـن حُسـنَ مـنـــــــــــــــــــــــــالِ
وأخصّ قومـــــــــاً بالعنايـة ِفضلـــه وتواترت أخبـارهـم فـي الحــــــــــالِ
أهلُ الإله همـوا حمـــــــاة كتابـه الـذائـدون بروحهـــــــــم والمـــــــــــــــــــــال ِ
قد فاز من جعل الكتـابَ قرينـه ودليلـه أبـداً إلـى الأفـضــــــــــــــــــال ِ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء:82].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي لغفور رحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من عصاه وخالف أمره، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على سيد ولد عدنان، من جمع خصال المعروف، ومكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه أولى النهى والأحلام أما بعد:
فيا أيها الناس: إن أعظم ما تُقرع به القلوب، وتُوقظ به النفوس، وتُحْيَا به الأفئدة هو كلام علام الغيوب، فاحرصوا - يا رعاكم الله - على قراءة القرآن الكريم وتدبره، والعمل بما فيه وتأمله، والعيش معه وتفكره، فإن فيه الشفاء من كل داء، وفيه العافية من كل بلاء، وفيه الهدى والرشاد، والسعادة والفواز لجميع العباد.
فيا أمة القرآن، ويا حفظة كتاب الله من يقرأ القرآن إن لم تقرءوه! من يتدبره إن لم تتدبروه! من يعمل به إن لم تعملوا به! أما سمعتم أساطين الكفر في كل مكان بدأوا الآن في الدخول في دين الله زرافات ووحدانا بعد أن قال القرآن فيهم: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، في وقت يخرج منه أبناء هذا الدين.
أيها المباركون: لقد أنعم الله علينا في هذا الوادي - المبارك بإذنه - بنعم كثيرة لا تُعد ولا تحصى، ومن هذه النعم ما هيئ - سبحانه - من قيام مكتب يقوم على تعليم وتحفيظ كتاب الله، وتقديم البرامج التي تَخْدِمُ القرآن الكريم، وأهل القرآن، ومن ذلك قيام الحلقات القرآنية، وإنشاء الدور النسائية، والمقارئ الصيفية والرمضانية لتحفيظ القرآن الكريم لجميع فئات المجتمع.
وقد من الله - تعالى - بعد فتح هذا المكتب بإقامة أكثر من أربعين حلقة قرآنية للبنين والبنات، ينتظم فيها أكثر من ستمائة طالب وطالبة، يحفظون ويقرؤون القرآن، فاللهم لك الحمد على آلائك العظام، ومننك الجسام.
إخواني، لقد أعلان مكتب الإشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم بتندحة عن قيام برامج لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم في الصيف، وهذه البرامج لجميع فئات المجتمع، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، ومن تلك البرامج ما هو خاص بالرجال:
كبرنامج حفظ القرآن الكريم في سنتين، وبرنامج حفظ الزهراوين البقرة، وآل عمران، وبرنامج الحافظ الصغير، وبرنامج تصحيح التلاوة وضبط الأداء، وبرنامج تصحيح فاتحة أم الكتاب.
وأما ما يخص النساء فهناك عدة برامج منها:
برنامج الدورة المكثفة لحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وبرنامج تصحيح فاتحة أم الكتاب، وبرنامج المقرأة الهاتفية؛ وهذه البرامج لازال التسجيل فيها قائماً، كما هو مبين في الإعلان المنشور.
وبعد هذا كله فهذه دعوة لكم أيها الطالبون للمنح الربانية، والعطايا الرحمانية، يا من يرغبون في ذكر الله، وحفظ كلام رب البرية، فهلموا إلى قرآنكم، وتلذذوا بترانيمه، وتغنوا بآياته.
أيها الراغبون في الفرقان والهدى، هذا نداء لكل مربي ومربية، ولكل أب وأم لحث أنفسهم ومن تحت أيديهم للالتحاق بمثل هذه المناشط المباركة، التي تربي الناشئة، وتقيم الأمة على القرآن والتأدب بآدابه.
اغتنموا أوقات صيفكم بما يعود عليكم بالنفع، فاعلموا أنكم أيام، فمتى مضى يوم من أعماركم مضى بعضكم، حتى يفنى عمركم، فاقضوا أعماركم فيما ينفعكم، ويحسب لكم، لا فيما يحصى عليكم ويحسب ضدكم.
إخواني في الله: قد يقول قائل أنا لا أستطيع أن أشارك في مثل هذه البرامج، فهل لي فيها من نصيب؟ فالجواب: ومن يحول بينك وبين الفضائل، فإنك بأي دعم لهذه المناشط سواءً بدعوة صادقة، أو دعماً مادياً، أو مشورة راشدة تكن مشاركاً في مثل هذه الخير، أسأل الله أن لا يحرم الجميع الأجر.
اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بهدايته يا رب العالمين.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين ولا تشمت بي الأعداء ولا الحاقدين.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نُسيِّنا، وجعله شافعاً مشفعاً لنا برحمتك يا ربنا.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إمامًا.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم يا رب العالمين أحفظنَا وبلادنَا وبلادَ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم جنبنا الزلازل والمحن، والآفات والنقم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، وسدد رميهم، وأحفظ قادتهم، وكن لهم مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر العشـرة المبـشرين بالجنة، والصحابة أجمعين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَالصافات:[180-182].