قال الله تعالى : " وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون "
سورة آل عمران : أية 32 "
قيل لعبد الله بن المبارك : إلى كم تكتب الحديث ؟ قال : لعل الكلمة التي انتفع بها لم أســـــــمعها بعد .
وقال منصور بن الجصاص : قلت لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت "
قال أبو عاصم النبيل " من طلب الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا ، فيجب أن يكون خير الناس "
الخطيب البغدادي :الجامع لأخلاق الراوي 1 : 78
أنشد : عبدة ين زياد :
ديــــن النبي مــــحـــمـــد أخبار نـــــعم المطية للفتى الآثار
لا تــــخـــــــدعـــــن عــن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهــار
ولــــربــمــــا غــلط الفتى سبل الهدى والشمس بــــازغـــــة لــهـــا أنـــوار
القاضي عياض : الإلماع ض 38
1 – طاعة الرسول من طاعة الله .
1 – من منن الله – تعالى – على عباده : أن أرسل إليهم نبيه محمداً نبيا ورسولاً هاديا ، وجعل رسالته خاتمة الرسالات السماوية ، وأكملها عنصرا ، كما أنزل عليه القرآن الكريم ، معجزة الإسلام الكبرى ، وحجته العظمى ، فجعله أساس الشريعة ، ومنبع فضائلها .
2 – وأنزل – سبحانه وتعالى- مع القرآن الكريم وحياً غير متلو ؛ وهو السنة النبوية المطهرة ، فصار القرآن مع السنة النبوية الشريفة مصدرين تشريعين متلازمين لا يمكن للمسلم أن يأخذ الأحكام إلا بالرجوع إليهما معاً .
3 – ومن هنا فقد جاء الأمر بطاعة النبي - - متلازماً مع الأمر بطاعة الله - - حتى إنه قد ورد الأمر بطاعته - - مقترنا بطاعة الله تعالى في القرآن الكريم صراحة في أكثر من ثلاثين موضعاً (1) .
4 – من هذه المواضع : قوله تعالى : َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (2) .
وقوله تعالى : مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (3).
وقوله تعالى : قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (4) .
وقوله تعالى :"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (5).
5 – ولقد فسر العلماء قوله تعالى : وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (6).
وقوله مخاطباً نساء النبي : وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (1) .
فسروا قوله والحكمة بأنها سُّنة رسول الله فقال الإمام الشافعي في ( الرسالة ص 78) " ذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنة رسول الله " .
وفى الحديث :" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " (2) .
6- ولقد أمرنا النبي بالتمسك بما جاء عنه والعض عليه بالنواجذ فقال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى ، عضوا عليها بالنواجذ ..." (3).
2- صلة الحديث الشريف بكتاب الله تعالى :
1 -كان التشريع الإسلامي على عهد الرسول الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام مصدره : كتاب الله ، وسنة نبيه محمد .
2- ومن ثَمَّ فقد جاءت السنة في الجمل موافقة للقرآن الكريم تفسر مبهمه، وتفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عامه ، وتشرح أحكامه ومقاصده ، كما جاءت بأحكام جديدة لم ينص عليها القرآن الكريم ، ولكن تتمشى مع قواعده وتحقق مقاصده . فكأن السنة هي التطبيق العملي لكل ما جاء به القرآن الكريم .
3- قال الشافعي في : ( الرسالة : ص 98 ) : " كل ما سَّن رسول الله مع كتاب الله من سنة ، فهي موافقة كتاب الله في النص بمثله ، وفى الجملة بالتبيين مع الله ، والتبين يكون أكثر تفسيراً من الجملة ، وسن مما ليس فيه نص كتاب الله فيفرض الله طاعته عامة في أمره فتبعناه " .
4- وعلى ذلك فقد جعل علماء الإسلام تدريس الحديث الشريف تالياً لكتاب الله .
قال ابن جماعة في: ( تذكرة السامع والمتكلم ص 35 ، 36 ) : " إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشرف ، والأهم فالأهم ، فيقدم تفسير القرآن ثم الحديث ثم أصول الدين ، ثم أصول الفقه ، ثم المذهب ، ثم الخلاف أو النحو أو الجدل " .
5- وعلى هذا ربى المسلمون أولادهم ، قال العاملي موصيا في كتابة ( منية المريد في أدب المفيد والمستفيد ص 292) : " وأما علم الحديث فهو أجل العلوم قدراً ، وأعلاها رتبة ، وأعظمها