وقال أبو العتاهية رحمه الله
ألا إننا كـلـنـا بـائـدٌ وأي بنـي آدم خـالدُ
وبـدؤهم كان من ربـهم وكـلٌ إلـى ربه عائد
فيا عجباً كيف يُعصى الإله أم كيف يجحدُه الجاحد
ولله فـي كل تـحـريكةٍ وفي كل تسكينةٍ شاهد
وفـي كـل شيءٍ لـه آيةٌ تـدل على أنـه واحد
وقال غيره
إذا الورود خلت من طيب نفحتها فلا تزاحم بها في الأرض بستانا
إذا الوجوه خلت من نور سجدتها لم تستحق غداة الـموت أكفانا
إذا القلوب خلت من ذكر خالقها فهي الصخور التي تـحتل أبدانا
وقال آخر
إليك وإلا لاتشد الركائب ومنك وإلا فالـمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيعٌ وعنك وإلا فالـمحدث كاذب
(قف بالخضوع) للشاعر عبد الرحيم البرعي
قف بالـخـضوع وناد يا الله إن الكـريـم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته رضاه فـلم يزل بالـجود يرضي طالبين رضاه
واسألـه مـغـفرةً وفضلاً إنه مبسـوطتـان لـسائليه يداه
واقـصده منقطعاً إليه فكل من يـرجوه منقطعـاً إليه كفاه
شـملت لطائِفـه الخلائق كلها ما لـلـخـلائِق كافلٌ إلا هو
فـعـزيزها وذليـلها وغنـيها وفـقـيرها لايرتـجون سواه
هـو أولٌ هـو آخرٌ هو ظاهرٌ هـو باطنٌ ليس الـعيون تراه
حجـبته أسرار الجـلال فدونه تقف الظنون وتـخرس الأفواه
صمـدٌ بلا كفءٍ ولا كـيفيةٍ أبـداً فمـا الـنظراء والأشباه
شهدت غرائب صنعه بوجوده لـولاه ما شهـدت به لـولاه
وإليه أذعنت الـعـقول فآمنت بـالـغـيب تـؤثرحـبها إياه
سل عنه ذرات الوجـود فإنها تدعـوه معبـودا لـهـا رباه
أبدى بـمحكم صنعه من نطفةٍ بشـراً سوياً جـلَّ من سـواه
ودحا بساط الأرض فرشاً مثبتاً بالـراسيات وبالـنبات حـلاه
تجري الرياح على اختلاف هبوبها عـن إذنه والفـلك والأمـواه
ربٌ رحيمٌ مـشـفـقٌ متعطفٌ لا ينتهي بالـحـصر ما أعـطاه
كم نعمـةٍ أولى وكم من كربةٍ أجـلى وكم من مبتلىً عافـاه
وإذا بلـيت بغـربةٍ أو كـربةٍ فـادع الإلـه ونـاد : يا الله
لا مـحسنُ الظنِّ الجميلِ به يرى سـوءاً ولا راجيـه خـاب رجاه
ولـحـلمه سبحانه يعصى فلم يعـجـل على عبد عصى مولاه
يـأتـيـه معـتذراً فيقبل عذره كـرمـاً ويغـفر عمده وخـطاه
ياذا الجلال وذا الجمال وذا البقاء يا مـنـعمـاً عمّ الأنـام نـداه
يا من هـو المعروف بالمعروف يا غـوثـاه يا مـولاه يا مـولاه