لو سألنا أنفسنا : لماذا حذّر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة التي تمتنع عن زوجها فقال : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فلم تأته ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )) (1) ؟ وأكّد المعنى مقسماً بالله تعالى فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( والذي نفسي بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )) (2) ؟ . ولماذا دعا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة أن تجيب زوجها ، ولو كانت غارقة في عملها المنزلي مشغولة به في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته ، وإن كانت على التنُّور )) (3) ؟ ، بل إنه عليه الصلاة والسلام يمنعها من أداء عبادة النافلة إلا بإذن زوجها في قوله : (( لا يحلُّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه . . )) (4) ؟
الجواب : إن المرأة شهوة الرجل وموطن راحته ، فقد ركّب الله تعالى هذه الشهوة الشديدة فيه إلى المرأة ، فإذا رغبها ولم ينلْها ضاقت نفسه ، وفسدت أخلاقُه ، وساءت تصرفاتُه ، واعتصر الألم قلبه ، فإن استجابت زوجته له فتمتّع بها ، ارتاحت نفسه ، وهدأت بلابله ، وسكنت لواعجه ، فكان تصرفه سليماً وتفكيره سديداً .
وعلى هذا حث الرسول الكريم الشاب المسلم على الزواج ليجد راحته في زوجته يسكن إليها ، ويأنس إلى صحبتها . فقال : (( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة (5) فلينزوّج ، فإنه أغضّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومَنْ لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء (6))) (7) فالصوم والجوع يخففان شبق الإنسان ، وحدة شهوته .
ويسير الإنسان في شوارع المدينة وأزقتها فيرى من النساء الستّيرةَ والمتهتكة ، والنظرة سهم من سهام إبليس ، وقد أمرنا الله تعالى أن نغضّ البصر رجالاً ونساءً ، فقال : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ( 30 ) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ . . ) (8) أما الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه حين نهى عن الجلوس في الطرقات ، ثم رأى أنه لا بدّ لبعض المسلمين أن يجلسوا فيها لأعمالهم ، اشترط (( غضّ البصر . . . )) (9) . . .
ويرى الرجل من النساء ما يشغل فكره ، فيزين الشيطان له الزنا ، فيذكر قول النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم من امرأةٍ ما يعجبه فليأت أهله ، فإن ذلك يرُدُّ ما في نفسه )) (10) .
ولعلَّ الرجل يصبر على الفقر ، ويتحمَّلُ الجوع وكثيراً من الشدائد ، ويعرض عن المغريات ويأباها إلا فتنة النساء حين يظهرن متبخترات بجمالهنَّ ورقتهنَّ ودَلّهِنّ ، فتراه يميل إليهنَّ ويرغب فيهن ، وقد عرفَ أعداؤنا نقطة الضعف هذه فاستغلُّوها ، وهذه بروتوكولات حكماء صهيون تؤكد (( أن الانحلال الأخلاقي وخاصة بمساعدة النساء اليهوديات المتنكرات في صور الفرنسيات والإيطاليات ومن إليهن . . . وإنَّ هؤلاء النساء أضمنُ ناشرات للخلاعة والتهتك في حيوات المتزعمين على رؤوس الأمم ، والنساء في خدمة صهيون يعملن كأحابيل ومصايد لمن يكونون بفضلهنّ في حاجة إلى المال . . . )) (11) .
ويقول النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :((ما تركتُ بعدي فتنة هي أضرّ على الرجال من النساء )) (12) .
وتراه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحذر من الإخلاد إلى الدنيا والركون إلى الشهوة هذه في حديثه المشهور حيث يقول : (( إنَّ الدنيا حلوة خَضِرةٌ ، وإنَّ الله مستخلفكم فيها ، فينظرُ كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساءَ ، فإنَّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) (13) ، فأول فساد بني إسرائيل كان في فتنتهم بالنساء ، وهم يريدون للمسلمين أن يقعوا في المستنقع الذي سقطوا فيه .ويحذر النبيُّ الكريم والمعلِّم العظيم المسلمين أن يترخصوا في الدخول على النساء والخلوِّ بهِنّ ولو كانوا أتقياء ، فقال : (( إيّاكم والدخول على النساء )) ، فقال رجل من الانصار : أفرأيت الحمو (14) قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( الحمو الموت )) (15) .
إن الناس يرون الداخل بيت جيرانهم والخارج منه ، فإذا كان غريباً أنكروه وسألوا عنه ، فيكون هذا الإنكار وهذا السؤال دافعاً إلى البعد عن الشبهات والوقوع في المفاسد ، أمّا إن كان من أقارب الزوج كأخيه وابن أخيه فإنهم يتغاضون عن ذلك ، ويتساهلون فيه ، فلا يرى حرجاً أن يدخل البيت في غياب صاحبه ، فيلقي الشيطان حبائله ، ويزيّن الخلوة بينهما ، فتحدث الطامّة .
ولو التزم الناس شرعة ربِّهم ، فلم يدخل على المرأة في غياب زوجها إلا محارمها ، لكان أدعى إلى الطهارة والعفّة وحفظ الدين والعرض ، والبعد عن الريبة والمفاسد .
ويؤكد هذا المعنى الخليفة الخامس الأمويّ عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه حين يقول : لا يَخْلُوَن رجل بامرأة ولو كان يعلمها القرآن . . . ودرهم وقاية خير من قنطار علاج .
في الجاهلية الأولى كانت النساء على شركهنَّ وكفرهنَّ محتشمات يجررن أثوابهن على الأرض ، وغالبهُنَّ يسترن رؤوسهن بخُمُرِهنّ ، وكانت الإماء يتخفَّفن من الخمار ويترخَّصنَ في ذلك .
فالشريفة في أعرافهنّ ذات حياء وخَفر ، أما في الجاهلية الحديثة ، فحدّث ولا حَرَج ، فما تستره المرأة أقلُّ مما تكشفه ، ولا تخرج من بيتها إلا بعد أن تتحلّى بأفضل زينتها !!.. ثوبٌ عصري يُظهر مفاتنها ، ورقته يريك ما تحته ، فإن حرّكه الهواء ضاع الحياء ، تنبئك رائحتها أنها قادمة ، وأثر العطر يخبر مَن لم يرها أنّها مرّت من هنا ، تمشي متمايلة تدعو الناس إليها ، صبغت وجهها وما ظهر من جسمها ، فبدت كالدُّمية ، شعرها يتماوج مع النسيم . .
لقد اطلع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صنفين من أهل النار لم يرهما في حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنهما لم يكونا في عصره إنما حظينا في هذا الزمان الكئيب بهما !!! فاسمع وصفه للصنف الثاني (( صنفان من أهل النار لم أرهما . . . ونساءٌ كاسيات عاريات مائلات ، مميلات ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة (16) ، لا يدخُلْن الجنّة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) (17).
يقول النووي رحمه الله : معنى (( كاسيات )) أي : من نعمة الله ، (( عاريات )) من شكرها ، وقيل معناه : تستر بعض بدنها ، وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه . وقيل : تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها .
ولم يكن رحمه الله تعالى يتصوّرُ أنّ زماناً بعد زمانه ستظهر فيه نساء كاللواتي وصفهن ثانياً وثالثاً ، فاستعمل كلمة (( قيل )) ولو أنه تأكد من ذلك لاستعاذ بالله سبحانه وتعالى منهنَّ ومن زمانهنَّ ، وحمد الله تعالى أنّه مات ولم يدركهنّ .
ويقول النووي رحمه الله تعالى أيضاً عن (( مائلات )) : عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن حفظه . (( مميلات )) يعلّمن غيرهنَّ فعلهنّ المذموم . وقيل : مائلات : يمشين متبخترات ، مميلات لأكتافهنّ . وقيل : مائلات : يمتشطن المِشطة الميلاء ، وهي مِشطة (( البغايا )) ، ومميلات يُمًشِّطن غيرهن تلك المشطة . . . وأقوله له ـ يرحمه الله ـ : بل المعنى كلُّ ما ذكرت يا إمام ، ناهيك عن انتشار الماشطات (( الكوافير )) في كل حَدَبٍ وصوبٍ ، يسوّين البَدَن ويغسلنه وينتفن الشعر في كل مكان من هضاب النساء وجبالهنَّ ووديانهنَّ في أماكن العفّة وغيرها . . . وتبعْن سنَنَ من قبلهنَّ شبراً بشبرٍ ، وذراعاً بذراع ، اتباع المفتون الذي لا يفكر بعقله ، ولا يعرف الخير من الشرِّ ، قِبلته هواه ، وهدفه شهوته ، وفهمه لا يتجاوز ما حوله ، ونظر لا يتعدى أرنبة أنفه ، يعيشون كالأنعام ويتصرّفون كالدواب ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (18) .
ولأنَّ للمرأة الدورَ الأكبر في اقتراف جريمة الزنا ، فقد قدَّمها القرآن الكريم على الرجل في ذكر العقوبة ، فقال : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى ) .
أـ ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ) .
ب ـ ( وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) .
ج ـ ( وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) ) .
د ـ ( الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) .
هـ ـ ( وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (19) .
فكانت عقوبتهما على هذه الصورة مخزية ، ونزّه المؤمنين والمؤمنات أن يرتبطوا بالزناة والزواني لأنَّ القاعدة تقرِّر ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) (20) .
ويقول النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رؤيا رآها فحدَّث بها المسلمين : (( فانطلقنا ، فأتينا على مثل التنّور . . . فإذا فيه لغط وأصوات ، فاطَّلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عُراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضَوْضَوْا )) (21) ، وفي رواية : (( فانطلقنا إلى نَقْبٍ مثل التنور ، أعلاه ضيّق ، وأسفله واسع ، يتوَقّدُ تحته ناراً فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا ، وإذا خمدت رجعوا فيها ، وفيها رجال ونساءٌ عراة )) ثم يوضح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم حالهم فيقول :(( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنّهم الزُّناة والزّواني )) (22) .
فكيف يرضى الزناة لذّة عابرة بنعيم مقيم ، وكيف يستبدلون بالنعيم المقيم عذاب الآخرة الدائم ؟! تلك إذاً تجارة خاسرة ، نعوذ بالله أن نكون من أهلها .
وقد تزل قدم الإنسان في الزنا أو دواعيه ، وعقوبة الوقوع في الزنا معروفة ، أما الوقوع في دواعيه مثل كلمةٍ أو قبلةٍ أو نظرةٍ . . . فبالاستغفار والتوبة يتطهّر الإنسان ، فقد جاء رجل إلى النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله أصبتُ حدّاً ، فأقمه عليَّ ، وحضَرتِ الصلاةُ ، فصلّى مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلما قضى الصلاة قال : يا رسول الله إني أصبتُ حدّاً ، فأقم فيّ كتاب الله . قال : (( هل حضَرْتَ معنا الصلاةَ ؟ )) قال : نعم . قال : (( قد غُفر لك )) (23) .
وفي رواية أنَّ رجلاً أصاب من امرأة قُبلة فاتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره ، فانزل الله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ (24) إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ) (25) فقال الرجل : ألي هذا يا رسول الله ؟ قال : (( لجميع أمتي كلهم )) (26) .
ومثله ما رواه النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قصة النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل ، فسدَّت عليهم الغار فقالوا : إنّه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ، فدعَوا فقال الثاني : (( اللهم إنه كانت لي ابنةُ عمِّ ، كانت أحبّ الناس إليَّ )) ـ وفي رواية ـ (( كنت أحبها كأشدِّ ما يحب الرجالُ النساءَ ، فأردتها على نفسها ، فامتنعَتْ مني حتي ألَمَّت بها سنةُ من السنين ، فجاءتني ، فأعطيتُها عشرين ومئة دينار على أن تُخَلّيَ بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قَدَرْتُ عليها )) ، وفي رواية (( فلما قعدْتُ بين رجليها قالت : اتّقِ الله ، ولا تفضَّ الخاتَمَ إلا بحقه فانصرفت عنها ، وهي أحبُّ الناس إليَّ ، وتركت الذهبَ الذي أعطيتُها ، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها . . )) (27) .
فقد غفر الله له رغبته في الزنا ، بل أكرمه حين خاف الله سبحانه وتعالى وترك ابنة عمه ولم يستعِد المال ففرَّج عنهم الصخرة ، وهذا ما يفعله الإخلاص لله تعالى والإقلاع عن الذنب واستغفار المولى الكريم .
أما جُريج العابدُ فإنه فُتن بامرأتين ، أما الأولى فأمُّه حين نادته وهو يصلي النافلة ـ قيام الليل ـ فلم يردَّ عليها ظناً منه أن صلاة النافلة كصلاة الفرض لا ينبغي لمصلِّيها أن يلبّي نداء أمّه التي كررت النداء ، فلمّا لم يجبها دعت عليه أن يرى وجوه المومسات ، وأما الثانية فتلك المومس الفاتنة التي ذُكر العابد جريح أمامها بتقواه وورعه ، فراهنَتْ على الإيقاع به ، كما أوقعت بالكثير من الرجال ، وفيهم الوجهاء والنبلاء !! ، فلما تبدَّت له بزينتها ودلالها وحاولت إغراءه أعرض عنها وتجاهلها ، فأعقبها رغبة في الانتقام منه والكيد له ، فأسلمت نفسها لراعٍ كان تحت صومعته وترددت عليه فحملت منه ، فلما وضعت الغلام نسبته إلى جريح العابد ، فأنقذه الله من كيدها ومكرها (28) .
وأخيراً فإنَّ نبيَّ الله يوشع بن نون عليه السلام أراد أن يغزو قوما برجال لا تشغلهم الدنيا عن الجهاد في سبيل الله ، فاشترط للمجاهدين معه أن تكون قلوبهم خاوية من الأمل في الحياة الدنيا ليتفرَّغوا للقتال ، وكان مما اشترط عليهم أن لا يكون منهم مّنْ خطب امرأة وعقد عليها ثم لم يبنِ بها، فإن فعل ذلك ظلَّ قلبه متعلقاً بها ، وانتظر الفرصة كي يعود إليها ، وأمثال هذا لن يَصْدُقوا في القتال ، والاعتمادُ عليهم سراب ، وأولى بهم أن يكونوا بعيدين عن ساحة المعركة (29).