وهذه القصيدة تصلح في النبي صلى الله عليه وسلم
تراه إذا ما جـئـته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
تعوّد بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
فلو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
وقال الشاعر يوسف الصرصري رحمه الله
محمد الـمبعوث للخلـق رحـمةً يشيد ما أوهى الضلال ويصلح
لئن سبحت صم الجبال مـجـيبةً لداؤد أو لان الحديد الـمصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفـه وإن الـحـصى بكـفه ليسبح
وإن كان موسى أنبع الماء من الحصى فمن كـفه قد أصبح الماء يطفح
وإن كانت الـريح الـرخاء مطيعةً سليمان لا تألـوا تروح وتسرح
فـإن الصبا كـانت لـنصر نبـينا برعبٍ على شهرٍ به الخصم يكلح
وخصص بالحوض العظيم وباللواء ويشفـع للـعاصين والنار تلفح
وبالـرتية العليا الـوسيلة دونـها مراتب أربـاب الـمواهب تلمح
وفـي جـنة الفردوس أول داخل لـه سائر الأبواب بالـخير تفتح
وقال بن الزبعري رضي اله عنه يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم
يا رسول الـمليك إن لساني راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
إذ أبـاري الشيطان في سنن الغيّ ومن مال ميله مثبور
آمن اللحم والعظام لربـي ثم قلبي الشهيد أنت النذير
إن ما جئـتنا به حق صدقٍ ساطعٌ نوره مضيءٌ منير
جئـتنا باليقين والبر والصدق وفي الصدق واليقين سرور
أذهب الله ضلـة الجهل عنا وأتانا بالرخاء والـميسور
وقال قائل يوم الهجرة
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتـي أم معبد
هـما نـزلا بالـبر ثم ترحلا فـأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم به من فخارٍ لا يبارى وسؤدد
ليهن بنـي كعبٍ مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بـمرصد
سلوا أختكم عن شأتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاةٍ حائلٍ فـتحلبت لـه بصريح ضرّة الشاة مزبد
فغادرها رهناً لديها لـحالب يـرددها في مصدر ثم مورد
وسمع القصيدة حسان رضي الله عنه فقال مجاوباً
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم وقـدّس من يسري إليهم ويغتدي
ترحّل عن قوم فضلت عقولهم وحـل على قومٍ بنورٍ مـجـدد
هداهم به بعد الضلالة ربـهم وأرشـدهم من يتبع الحـق يرشد
وهل يستوي ضلال قومٍ تسفهوا عمى ، وهـداةٌ يهتدون بـمهتد
لقد نزلت منه على أهل يثربٍ ركـاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله فـي كل مسجـد
وإن قال فـي يومٍ مقالة غائبٍ فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
لـيهن أبا بكر سعـادة جـدّه بصحبـتـه من يسعد الله يسعـد