مَلَكٌ في زِيِّنا أمْ بَشَرٌ غَضَّ طرْفاً أمْ تُرى لا يُبصرُ؟
مالَهُ لا يأْكلُ الحَلوى ولا يَشربُ الماءَ كَدُرٍّ يَقْطرُ؟
مالَهُ يُكثرُ مِنْ إنفاقِهِ في سبيلِ اللهِ لا يَستكثرُ؟
مالَهُ أَعرضَ عن زينتِها واكتفَى بالنَّزْرِ أو ما يَستُرُ؟
مالَهُ لا يَشهدُ الزورَ ولا يَنْهشُ الأعراضَ ؟ بل يَسْتَنكرُ
أهْوَ منْ كوكَبِنا أمْ أَنَّه مِنْ نجومٍ قد طَوَتْها الأَعْصُرُ؟
غارقٌ في فكرِه مسترسلٌ يحمدُ الرحمنَ يَرجو يَشْكُرُ
إنهُ الصائمُ يَخشى محبِطاً لصيامٍ فهو دَوْماً يَحذَرُ
ويصلي الخَمسَ في مسجِدها أوَّلَ الوقْتِ ولا يَستأْخِرُ
يقرأُ القرآنَ يَبكي خاشِعاً ويقومُ الليلَ يَدعو يَجْأَرُ
متْقِنٌ في صنعِه مُستأْمَنٌ حافظٌ عَهْداً بهِ لا يَغْدِرُ
صادقٌ في قولِه في نصحِهِ آمرٌ بالخيْرِ فيهِ يَنْصُرُ
يحمدُ الموْلى على نَعْمائِهِ وعلى كلِّ البَلايا يَصبرُ
ليسَ مُغتاباً ولا مُستهزئاً ليسَ مَزْهُواً ولا يَستكبرُ
هكذا الصائمُ هذا شأنُهُ أينَ منهُ صومُ مَنْ لا يُبْصرُ؟