من
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : (رجل قلبه معلق
بالمساجد)، وهذا التعبير من اللطائف النبوية البليغة ؛ فالمسلم يمشي في
مناكب الأرض ، يعمل ويتنزه ، يشتري ويبيع ، ينام ويستيقظ .. لكنه في
أحواله كلها لا ينس أمر الصلاة ، فقلبه متيقظ لتلبية أمر الله له بأدائها
في أوقاتها مع جماعة المسلمين ، لا يشغله عنها شاغل ، ولا يصرفه
عنها عارض ، ولا تلهيه عنها فتنة. ومن شدة حرصه عليها كأن قلبه ليس معه بل
معلق في المسجد،فهو يبادر إلى الذهاب محبة وشوقا لمرضاة الله. وذكر الرجل
هاهنا من باب التغليب ، وإلا فالمرأة الصالحة تستوي معه في الأجر إذا تعلق
قلبها بصلاتها .
فهنيئا لمن كان قلبه عامرا بحب الصلاة ، فالمسجد بيت كل تقي .