. الســـــــــــيادة ليســـــــــــت ذيــــــــــــادة ... والأولـــــــى سلوك الأدب
قال تعالى : لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا أن تحبط أعمالكم
وأنتم لا تشعرون .
.... نقول لبعضنا البعض سيادتك وحضرتك وسيادة المدير والسيد الرئيس والسيد الفلانى والسيد المبجل وسيادة المحترم وفخامة وحضرة وسيادة ونوقر ونحترم ونبجل ونجل ونعظم الأمراء والملوك والرؤساء . كأسلوب للحديث بأدب واحترام وتوقير ولى الأمر
هذا إن لم يكُ البعض يستخدمه كأسلوب فى الوصول إلى مآرب أخرى كفانا الله شرالنفاق والمنافقين والرياء والمرائين
أى أن لفظ السيادة يقال ويوجه لمن يستحق ومن لا يستحق ومن ليس له أهل ..
ونأتى عند سيد الأولين والآخرين سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ورائدنا وأستاذنا وسندنا وملاذنا وطبيبنا وشفيعنا سيدنا النبى الأعظم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها سيد الخلق حبيب الحق نرى البعض يمنع ويستكثر ويرفض أن نقول ســيدنا محمد ..!!!!!!
نتأدب مع الجميع من يستحق ومن لايستحق ولا نلتزم حدود الأدب والتوقير والإجلال والإحترام لمن هو أهلٌ لذاكَ !!!!!!!
سيدنا محمد أصل الأدب والتواضع والكمالات والجمالات كلها ..
ألم نقرأ كتاب الله تعالى ونتدبر آياته :
فقد جاء في الكتاب والسنة إطلاق السيادة على من كان أهلاً لذلك.
وأما تسويد الفجرة المنافقين فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى :
إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا
والآيات الدالة الداعية لتوقير وإجلال واحترام النبي صلى الله عليه آله وسلم وتقديره كثيرة
لمن أراد الفهم والرشاد والصلاح والفلاح والحب والأدب والتأدب والوصل والقرب والتقرب ..
ومنها قول الله تعالى : لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا أن تحبط أعمالكم
وأنتم لا تشعرون .
وهذا أمرٌ من الله عز وجل لنا فإن لم يكن هذا الأمر للوجوب فلا أقل من أن يكون للاستحباب والأدب والتأدب مع سيد الأولين والآخرين
قال قتادة: أمر الله تعالى أن يهاب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأن يبجل ويعظّم وأن يسّود .انتهى.
وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير سورة آل عمران عند قوله تعالى ((وسيدا ))قال:السيد الذي يسود قومه ويُنتهى إلي قوله .وأصله:سيود ،يقال فلان أسود من فلان أفعل من السيادة ؛ففيه دلالة على جواز تسمية الإنسان سيدا كما يجوز أن يسمى عزيزاً أو كريماً...ثم استدل بالنصوص الشرعية الدالة على كلامه ثم قال:ولا أسود ممن سوده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .انتهى
قال الشافعية والحنفية :تندب السيادة لمحمد في الصلوات الإبراهيمة؛ لأن زيادة الإخبار بالواقع عين سلوك الأدب، فهو أفضل من تركه.
وأما خبر لا تسودوني في الصلاة فكذب موضوع .
وعلى ذلك فإن أكمل الصلاة على النبي وآله :
( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد،
كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ،
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد،
كما باركت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم
في العالمين، إنك حميد مجيد )
والأفضل الإتيان بلفظ السيادة كما قال العلماء العارفين المحبين العاشقين بذلك
الأدب أولى من الإتباع ولكن يكون الإتباع أولى إلا عند استحضار النية
كأن تكون لرجل عارف عابد مخلص ترقى فى مراقى العبودية
وبذلك يكون الأدب والتأدب مع الحبيب المصطفى هو الأولى .
لأن فيه الإتيان بما أمرنا به فالإلتزام بالأدب أفضل من تركه فالأولى سلوك الأدب
قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا سيد الناس يوم القيامة» وفي رواية للبيهقي : «أنا سيد العالمين».
وفي رواية في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة))
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بزيادة: ((ولا فخر)).
أي لا أقول ذلك من باب التفاخر وإنما من باب بيان الحقيقة .
فمن لم يقر بأنه سيدنا صلى الله عليه وسلم حساً ولفظاً مبنىً ومعنى
إقراراً وعملا فهو مخالف للنصوص الثابتة في ذلك.
فيجب اعتقاد سيادته صلى الله عليه وآله وسلم بالإقرار مع الإعتقاد والعمل مع اللفظ والحس معنى ومبنى.
ومن لم يقر بذلك بالقلب واللسان والبيان فهو مخالف للسنة والجماعة ومخالف للسلف الصالح ومخالف لهدي الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يطلقون عليه ذلك بل هو المعروف في السنة في وقائع كثيرة .
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموماً فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقال : مروا أبا ثابت يتعوذ , قال فقلت :يا سيدي والرقى صالحة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لا رقى إلا في نفس أو حمة أو لدغة) ) صححه الإمامان الحاكم والذهبي .
فقد ناداه الصحابي سهل رضي الله عنه بلفظ (يا سيدي) ولم ينكر عليه سيدنا محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وهذا دليل الإقرار
وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقر أصحابه
على ما فيه مخالفة شرعية فضلاً عن المخالفات العقدية .
وقد صح إطلاقه صلى الله عليه وآله وسلم لفظ السيادة على عدد من أصحابه وأتباعه فمن ذلك :
عن السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة مجيء سعد بن معاذ ليحكم في بني قريظة قالت: قال صلى الله عليه وآله وسلم : «قوموا إلى سيدكم فأنزلوه .
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (قوموا لسيدكم)
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:(رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر والحسن بن علي على جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :[ أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا ، يعني بلالاً رضي الله عنهم أجمعين.
وقال لسيدنا أبي بكر يوم البيعة: بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيده وبايعه الناس
وورد في صحيح مسلم أن السيدة أم الدرداء رضي الله عنها قالت: أخبرني سيدي أبو الدرداء أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجاب).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين)
قال الله تعالى : لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا أن تحبط أعمالكم
وأنتم لا تشعرون .
صدق الله العظيم .