نسب الامام علي و كنيته
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب.
شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه.
فضائل الامام علي هذا العالم العامل الزاهد:
كان الامام علي رضي الله عنه وأرضاه غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي".
ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟
قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي.
وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
الامام علي رجل يحبه الله ورسوله:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرح: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.
وكان الامام علي كرّم الله وجهه لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد".
فكان الامام علي رضي الله عنه يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع.
من أقوال الامام علي ومواعظه المأثورة:
لقد كان لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."
وقال الامام علي أيضا: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل" رواه البخاري.
وفات الامام علي رضي الله عنه:
لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الامام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر
تبدأ قصتنا عندما خطب نفر من الصحابة سيدة النساء فاطمة الزهراء من أبيها سيد ولد آدم رسولنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .. حباً في رسول الله وقرابته فرفض عليه السلام وقال إنها لصغيرة ..ثم أنه تقدم بعد مدة إمامنا الشهيد علي بن أبي طالب رضى الله عنه فوافق رسول الله وزوجها له وكان مهر بنت رسول الله درع فقط ! فيا لعظمة هذا الرسول ..ثم أنه كان أكرم زواج عرفه الإسلام ومن ثمراته سيدا شباب اهل الجنة السبطان الشهيدان الحسن والحسين ثم زينب وشقيقتهم الصغرى أم كلثوم ..ولكننا اليوم لن نتحدث عن ذلك الزواج المبارك فذلك له مداد آخر ونغم أجمل ومقام أزكى وأرفع ..ولكننا سنتحدث اليوم عن قصة زواج سيدنا وخليفتنا الفاروق حبيب رسول الله وصاحبه في المحيا ورفيقه في القبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإبنة سيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشقيقة السبطين وإبنة فاطمة الزهراء وحفيدة الرسول الأعظم إنها( أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ) رضي الله عنها .. • يحكي لنا الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ج3 ص 500 وكذا الشيخ عمر رضا كحالة في كتاب أعلام النساءج4 ص255 حكاية ذلك الزواج المبارك الذي فرح به سيدنا علي وفاروقنا عمر أشد الفرح فيقول : * جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الإمام علي بن أبي طالب وكان حينها أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين فقال يا أبا الحسن .. إني أطلب منك ابنتك أم كلثوم فقال له الإمام علي ما تريد إليها ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلُ سَببٍ ونَسَبٍ منقطعٌ إلي يوم القيامةِ إلا سَببي ونًسبي )) وإني يا ابا الحسن أرصد من كرامتها ما لايرصده أحد .. فوافق الإمام علي على زواجه منها .. وخرج سيدنا عمر فرحاً ورجلاه تسابق الريح حتى وصل إلى مجلس المهاجرين من الصحب الكريم وكان مجلسهم بين القبر الشريف والمنبر ــ وجاء في الحديث مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ..يا الله أي مجلس هذا الذي يرتعون برياض الجنة فيه .!؟ ــ يقول الراوي : فوجد هناك سيدنا عثمان بن عفان ذا النور ين ممن زوجه الرسول بابنتيه والزبير بن العوام وطلحة .. رضي الله عنهم ، وما هي إلا لحظات حتى جاء سيدنا علي بن أبي طالب فقال أمير المؤمنين الفاروق عمر ( هنئوني .. رفئوني ) فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال بحفيدة رسول الله وابنة صهر رسول الله علي بن أبي طالب ..فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل نسب منقطع إلا نسبي وسببي وصهري ) فكان لي به عليه السلام النسب فتزوج بابنتي حفصة فصارت أم المؤمنين .. واردت أن أجمع إليه الصهر .. فرفؤوه وبارك الصحابة له زواجه رضي الله عنه .. وأمهر سيدنا عمر الفاروق أم كلثوم رضي الله عنها بأربعين ألفاً ودخل بها في ذي القعدة سنة السابع عشر من الهجرة .. وأنجبت له مولودين كالقمرين رقية .. وزيد رضي الله عنهم .. وظلت زوجته المحبة حتى قتل بمحراب رسول الله شهيداً بيد الكافر الملعون أبو لؤلؤة المجوسي .. فرضي الله عنك يا عمر .. وجمعنا معك بالجنة .. آمين يا رب العالمين . • ولقد وُلِـد للإمام علي بن أبي طالب بعد وفاة الزهراء رضي الله ولداً من زواجه الجديد في عهد خلافة عمر وبعد تزويجه إياه ابنته أم كلثوم ولداً فسماه ( عمر ) حباً في صهره وإكراماً له رضي الله عنه فصار أولاد سيدنا علي من الذكور الحسن والحسين ومحمد المشهور بابن الحنفية ـ وسوف نفرد له بإذن الله مقالاً منفصلاً عن فضله ـ وعمر وأبو بكر .. وأما الإبن عثمان بن علي بن أبي طالب وإخوته العباس وجعفر وعبد الله فقد قتلوا مع أخيهم الشهيد الحسين في فاجعة كربلاء على يد جند يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق . • ومن الطرائف الجميلة ما جاء في بعض الروايات أنه بعد أن تزوج عمر بأم كلثوم كان الإمام علي يدخل إلى مجلس سيدنا عمر فيقول له السلام على أمير المؤمنين فيمازحه رضي الله عنه ويرد عليه قائلا وعليك السلام يا عماه ..! وهو يكبر سيدنا علي بخمس عشرة سنة .. وكان الصحابة يضحكون من مزاحهم رضي الله عنهم وأرضاهم .. • وأما عن حفيد الإمام علي من ابنته أم كلثوم وهو زيـد بن عمر الخطاب فيروى عنه أنه لما كبر وشب كان من أجمل الناس وجهاً وخلقاً ولقد أُثِـر عنه يحدث أصحابه قائلاً : السبطان الحسن والحسين أخوالي فليرني أحدكم أخواله .. وكان يردد دوماً أنا ابن الخليفيتين ..فرضي الله عنه وأرضاه . • ولقد بكى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عندما قُـتِل سيدنا عمر الفاروق بالمحراب وهو ساجد يصلي بالمسلمين وتأثر تأثراً عظيماً على فراق صهره وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعد صديقنا الصديق أبو بكر رضي الله عنه .. ويروي الإمام أحمد بمسنده أن علياً جاء إلى عمر وهو مسجىً بثوبه وقد قضى نحبه .. فجاء عليٌ وكشف وجهه ثم بكى وقال ( رحمة الله عليك يا ابا حفص فوالله ما بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إليّ أن ألقى بصحيفته منك ) وجاء في كتاب الفتوحات الإسلامية ج2 ص429 أن علياً بكى بكاء مراً لفراق صاحبه الفاروق عمر فقيل له في ذلك البكاء الشديد فقال ( كيف لا ابكي على موت عمر ؟ إن موت عمر ثُلمة في الإسلام لا ترتقِ إلى يوم القيامة ) . • تلك ديباجة سريعة .. اشتهت نفسي أن تعطر فيها قلوب القراء لا أعينهم .. وتاقت روحي إلى ذكر آل البيت وأصهارهم الكرام .. وعسى الله أن يغفر لمحب آل البيت وأمهات المؤمنين والصحب الكرام ..