عيد الأم ليس منـــــــــــــــــــــا ولسنـــــا منه
بر الأم
قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [ النساء / 3
( بدعة عيد الأم وأثر ذلك على عقيدة المسلم )
إخوتى فى الله
إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا ،فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفةعند أهل الإسلام ؛ وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع " يوم الجمعة " ،وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها ، وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ) .
أي مردود عليه ، غير مقبول عند الله . وفي لفظ : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)
فهذه البدعة المسماه عيد الأم لم تأت إلينا إلا من المجتمعات التي انتشر فيها العقوق ، ولم تجد فيه الأمهات والآباء من ملجأ غير دور الرعاية ، حيث البعد والقطيعة والألم ، فظنوا أن إكرامها في يومٍ يمحو إثمَ عقوقِها في بقية السنة !
أما نحن أمة الإسلام فقد أُمرنا بالبر والصلة ، ونهينا عن العقوق ،وأُعطيت الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب ،كما روى البخاري (5514) ومسلم (4621) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّمَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ
عيد الأم ، نبذة تاريخية
قال بعض الباحثين :
يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل "سيبل" –أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى "هيلاريا" وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس .
انتشرت في الآونة الأخيرة عادة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية، ألا وهي عادة الاحتفال بما يسمى عيد الأم، فما هي قصة هذا الاحتفال وما حكمه في الشريعة…؟؟
قصة هذا الاحتفال :
بداية لابد أن نعلم أن هذا الاحتفال عادة من عادات الغرب، وعيد من الأعياد الكثيرة والمتعددة لديهم و ومن عوائد الكفار في هذه الأعصار وما قبلها أن يجعلوا لكل حدث يتعلق بالأمة مناسبة فيجعلون له يوما يتذكرون فيه هذا الحدث سواء أكان فرحا أم ترحا ،
كما ابتدعت الرافضة يوم عاشوراء يوم حزن وجزع على مقتل الحسين.
ومن أعياد الكفار ما يرتبط ببعض المعاني، كعيد الحب وعيد الزهور وعيد رأس السنة، وقد عظمت في المسلمين فتنة التشبه بالكفار في هذا وغيره، وشاركوا الكفار في أعيادهم وأحدثوا لهم أعيادا على نحو عادة الكفار، وهي أعياد ولو سميت أياما، فالعيد ما يعود ويتكرر، وهذه الأيام كذلك ولو غالط المغالطون، فإنه ينطبق عليها حقيقة العيد،
السبب في ابتداع عيد الأم :
بسبب واقع الأم في الغرب، حيث تُلقى الأم -عند الكبر- ويقذف بها في ملاجئ العجزة، أو دور المسنين، أو تهجر في زاوية من زوايا بيتها المظلم…!!!
ولا يذكرها أولادها أو بناتها إلا حين إبلاغهم بموتها، فمن أجل ذلك تولدت لدى بعضهم فكرة عيد الأم لعلاج هذا القصور… فخصصوا لها يومًا واحدًا في السنة ، كي يحتفلوا بها، ويزوروها ويقدموا لها الهدايا
بعض أضرار الاحتفال بما يسمى (عبد الأم) :
إن تشجيع الناس بإقامة هذا الاحتفال له آثار خطيرة وأضرار جسيمة، ولعل،
أهمها :
1- فيه إيلام كبير للنساء اللاتي لم يقدر لهن الإنجاب، حيث يتمنين أن لو كان لهن أولاد يحتفلون بهن كما يحتفل باقي الأولاد بأمهاتهم…
2- فيه إيلام كبير لمن فقدوا أمهاتهم، حيث أن هذه العادة السيئة، تهيج العواطف والمشاعر في الأبناء والبنات فيزيد حزنهم وبكاؤهم… (لذلك تم تغيير اسمه من عيد الأم إلى عيد الأسرة).
3- فيه تجريم للأبناء بدون ذنب أو مبرر شرعي، حيث أصبح الابن الذي لا يشارك بتقديم هدية إلى أمه ينظر إليه بعين التقصير، ويشعر هو بالذنب والإثم..!!!
حكم عيد الأم في الشريعة :
إن عيد الأم إنما كان في بلاد الغرب ردًا على العقوق والجفاء والنكران المطلق للجميل، الذي عافى الله -تعالى- المسلمين منه… فالحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الدين، الذي يجعل مجرد التأفف من الوالدين إساءة وعقوقًا
لذا فإن هذا التقليد لا يستحسنه إلا مَن كان بعيدًا عن شرع الله -عز وجل- وكان وعلاقته مع والديه مثل العلاقة الغربية الشادة
انتبهوا لعقيدتكم أيها المسلمون
فالمسلمون ليس لهم إلا عيدان كما قال نبينا صل الله عليه وسلم في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صل الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال صل الله عليه وسلم: “قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”
فتوى اللجنة الدائمة في حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم (3/86) :
لا يجوز الاحتفال بما يسمى “عيد الأم” ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» [صحيح مسلم]،
وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله -صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل أصحابه -رضي الله عنهم- ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار
مكانة الوالدين في الإسلام
أيها المسلمون: إن الأم في الإسلام لا تحتاج إلى يوم خاص (كالذي يسمونه بعيد الأم)، ليجتمع حولها أبناؤها فتسعد فيه مؤقتًا،
فقد وصانا الله -عز وجل- بها وبرعايتها والاعتناء بها، هي والأب طوال العام، وفي كل زمان ومكان، قال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
إن الأم المسلمة كل يوم هي في فرحة مع أبنائها الكرام البررة، الذين يجاهدون في سبيل إرضائها بشتى الوسائل والأساليب والصور، ويعلمون أن طريق دخولهم الجنة مرهون بحسن معاملتها وحسن عشرتها…
وقد حذرنا -سبحانه- من العقوق والقطيعة للوالدين، وخص عقوق الأم بمزيد من التحذير (كما خصها بمزيد من البر) لأن عنايتها بالولد أكبر، وما ينالها من مشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر…
فقد جاء رجل إلى رسول الله -صل الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك)، قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك)، قال: ثم من؟، قال: (ثم أبوك)». [متفق عليه].
وأخيرًا:
يجب على المسلم أن يغتنم حياة والديه بالبر والإحسان، ولكن من كان مقصرا ثم تاب بعد وفاتهما، تاب الله -عز وجل- عليه…
والباب لا زال مفتوحًا أمامه لتدارك ما فاته من بر والديه بأعمال الخير على نيتهما… ولكن يبقى البر في حال الحياة أعظم وأفضل وأبرك وأكثر أجرًا…. فانتبهوا يا مسلمون وتداركوا…
وختامًا إليكم هذه العبرة :
يروى أن أحد الأبناء كان يضرب أباه في السوق، فقال له الناس: أتضرب أباك…؟؟؟ فقال لهم الأب: اتركوه يضربني فإني كنت أفعل بأبي هكذا…!!
فاحذرى - واعتبرى…!!! فكما تعاملى والديك يعاملك أبناؤك… فالجزاء من جنس العمل…
اللهم ارزقنا وجميع المسلمين بر أمهاتنا وآبائنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه
منقول للعبرة