أردت اليوم أن أتكلم عن مكان له معزه خاصه فى قلبى
ومن التأكيد أن كل منا يوجد فى ذاكرته مكان يحمل كثيرا من الذكريات معه
سواء كانت هذه الذكريات سرور أو أحزان
وماجعلنى أتذكر هذا المكان هو أننى منذ مده شاهدت البلدوزرات والمعاول
وهى تهدم مدرسة منيحه الاعداديه القديمه الموجوده بجوار المرشح
وكان مبنى المدرسه قد أستبعد من الخدمه منذ أكثر من 10 سنوات بسبب تهالك مبانيه ومنذ ذلك الوقت والاداره التعليميه قررت هدمه وأعادة بناء مدرسه جديده فى نفس المكان
وكنت عندما أمر بجوار المبنى القديم قبل هدمه أتذكر الذكريات التى مرت عليها أكثر من 25 عاما
كنت أتمنى من كل قلبى أن لا يتم هدم المدرسه القديمه
وكنت أقول فى داخلى لو ان الامر بيدى لحولت هذا المبنى لمتحف للذكريات
ولانه ايضا شاهد على تعليم اكبر قدر من الطلبه فيه
حيث كانت مدرسة منيحه الاعداديه تضم من بينها طلاب كرم الديب والعزبه البيضاء والسبيل
كما انها كانت اول مدرسه اعداديه فى الخط كله وجائت من بعدها مدرسة اقليت لتخدم أبناء اقليت والعدوه والرغامه ... وكانت اول مدرسه شاهده على تخرج اول دفعه من المتعلمين من ابناء منيحه والذين أكملوا تعليمهم العالى فيما بعد وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر
الاستاذ وهبه عبد الستار أول مدرس فى تاريخ منيحه
والاستاذ عبدالراضى يونس والمهندس على مدنى والاستاذ عبدالراضى الغطيسى
وغيرهم من الكثيريين الذين تخرجوا من هذه المدرسه
وبالنسبه لذكرياتى الجميله التى لا أنساها فى هذه المدرسه
أننى فى بداية الثمانينات كنت أدرس المرحله الاعداديه فى القاهره وأتى الى زيارتنا
الاستاذ وهبه عبد الستار لانه يمت لى بصلة قرابه ووقتها سألنى ماهى طموحاتك وهل تريد
التعليم الفنى أم تريد أن تدخل الثانويه العامه لتكمل تعليمك العالى
فقلت له اننى اتمنى ان اكمل تعليمى لكن الثانويه تحتاج منى لبذل مجهود كبير لاحصل على مجموع عالى يمكننى من دخول المدرسه الثانويه فنصحنى الاستاذ وهبه أطال الله عمره
بتحويل أوراقى الى مدرسة منيحه لكى أحصل على مجموع يمكننى من دخول الثانويه
وبالفعل حولت أوراقى الى مدرسة منيحه الاعداديه وقضيت بها عاما دراسيا كاملا
له فى نفسى أطيب ذكريات وكانت المصادفه العجيبه أن أجد أحد أصدقائى من القاهره جاء لنفس السبب وهو المرحوم صلاح الدلال رحمه الله واسكنه فسيح جناته
وكانت لنا صولات وجولات فى المدرسه وكانت أشهر مصادماتنا مع الاستاذ بدرى أب صديق
امين معمل العلوم فى ذلك الوقت وكان دائما ما يستفزنا وطلب من الاستاذ وهبه
أن يؤدبنا فى طابور الصباح وكان الاستاذ وهبه لا يتأخر فى تلبية طلبه
وكان يضربنا فى طابور الصباح وكان الضرب لا يؤلمنا بقدر ما يشعرنا بأننا مهانون بسبب
ان المدرسه كانت مشتركه بنين وبنات وكانت الطامه الكبرى أن هذا الضرب يكون امام البنات
وكانت طريقة الاستاذ وهبه فى الضرب معروفه للجميع
أذ أنه يقوم بأستدعاء الطالب فى الطابور امام جميع الطلبه والطالبات
ويأمر أخينا عبدالفتاح النظامى رحمه الله بأن يمسك الطالب بين أحضانه أى (يعبطه ) وبعد ذلك يبدأ فى عزف سيمفونية الضرب ولم يكن أى طالب يستطيع ا يفلت من قبضة النظامى لانه رحمه الله كان ضخم الجثه ويكفى ان يضمك بين ضلوعه بيد واحده
وما ان يعلو صراخ الطالب حتى يزيد الاستاذ وهبه من وتيرة الضرب حتى اننا كنا نقول ان الاستاذ وهبه متعته الوحيده فى الحياه هى سماع صوت ونواح الطالب أثناء ضربه له
ولكننى عندما أتذكر هذه الايام أقول فى داخلى لولا عصا الاستاذ وهبه لم نكن نلنا اكبر قدر من التعليم ولذلك أكن له مشاعر عظيمه فى قلبى ...ز ومن المعلمين الذين لا أنساهم فى مدرسة منيحه الاعداديه القديمه كان هناك الاستاذ حسنيين مدرس اللغه العربيه وكان من القاهره ونشأت بينه وبين عائلتى صداقه وعلاقه أستمرت حتى وفاته منذ ما يقرب من 8 سنوات
وكان هناك أيضا الاستاذ أبو ذيد سكرتير المدرسه وكان من أبناء مدينة طنطا
المهم اننى لن انسى مبنى المدرسه القديمه طيلة حياتى لان ذكريات الصغر لا يستطيع الزمن ان يمحوها من الذاكره