يناير القادم .. أزمة جديدة في هجوم الأهلي !..............................

قد يرى البعض أن أزمة نقص المهاجمين المريرة التي يعيش أجوائها النادي الأهلي وتظهر واضحة على تراجع المستوى التهديفي للفريق سوف تنتهي مطلع يناير القادم.
إن الأزمة الحقيقية التي سوف يعاني منها الفريق ستكون مطلع العام القادم، والتي ستتمثل في " عدم مشاركة نصف عدد خط هجوم الأهلي في مباريات الدور الثاني" .. نظراً لعودة عماد متعب، وتكثيف مساعي القيعي مرة أخرى في الحصول على خدمات المهاجم السيراليوني محمد بانجورا أو زميله مصطفى بانجورا، أوالزامبي سانجلوما لاعب مازيمبي الكونغولي، لتحقيق مطالب الجهاز الفني بأولوية التعاقد مع مهاجمين أفارقة أقوياء في ظل عدم ثقتهم في (اللبناني) غدار، إضافة إلى مفاوضات الأهلي والشارقة الإماراتي لضم العراقي مصطفى كريم، تحسباً لعدم نجاح المفاوضات مع أي من "البانجورتين" أو "لوما" !

أساسي ع الدكة ! بالفعل .. كل الصفقات القادمة سوف تكون جيدة وستصب في مصلحة الفريق لإستعاده مستواه التهديفي مرة أخرى، ليمضي قدماً في طريق الإنتصارات وحصد البطولات التي إعتادت عليها الجماهير الغفيرة، ولكن الأزمة ستكون في الإبقاء على الكثير من المهاجمين دون فاعلية، وإذا حصرنا عدد المهاجمين في يناير القادم قبل الإستغناء عن أي شخص من مهاجمي الحرس الأهلاوي الحالي سنجدهم: (فضل، طلعت، أسامة حسني، غدار، فرانسيس) + متعب + المهاجم الجديد = 7 مهاجمين – (هل يكون فرانسيس بعد إرتفاع مستواه في أمام الإنتاج الحربي والترجي التونسي أم .............................. ) في كلا الحالتين سوف يتم الإستغناء عن أحد المهاجمين (القدامي جداً) إن لم يكن الليبيري قليل الحظ = 6 مهاجمين.

بانجورا الجديد ! بعد أن أعطى الجهاز الفني للنادي الأهلي الفرصة الأساسية لفرانسيس، والذي قدم عروضاً مرضية إلى حد كبير أمام الإنتاج الحربي والترجي التونسي، فإن اللاعب الليبيري نفسه قدم حلاً على "طبق من ذهب" لإدارة النادي الأهلي والجهاز الفني تارة واحدة بظهوره في ثوب جديد يعكره "عدم التوفيق" في العديد من الفرص الضائعة، نتيجة لسوء حظ اللاعب، حيث أن الحل الذي قدمه اللاعب للإدارة هو الإبقاء عليه وعدم الدخول في دائرة مغلقة لتسويقه، ومن ناحيه الجهاز الفني فإن اللاعب وضع نفسه في التشكيلة الأساسية، ولم يعد عقبة أو "سد فراغ" في خانة المهاجمين، أما إذا تقرر عدم مشاركته خلال الفترة القادمة فسيكون ذنبه الوحيد أن إسمه لا يقترن بالبانجورا، أو إنه لا ينتمي إلى قبيله بانجورا السيراليونية أو عائلة بانجورا الغينية "اللي عليها الطلب" !.

إذا إفترضنا جدلاً أن الجهاز الفني قرر إبعاد فرانسيس عن المشاركة الأساسية في صفوف الفريق، أو قرر رحيله نهائياً، إذن فالمشكلة مازالت قائمة بوجود 6 مهاجمين جملة واحدة في خط الهجوم، وبما أن إنتقالات يناير حسب لائحة إتحاد الكرة الحالي تقر بإنتقال لاعبين فقط، فإن متعب سيحل مكان عبدالله فاروق المنتقل إلى نادي إتحاد الشرطة، أما الرباعي (بانجورا 1، بانجورا 2، لوما، كريم) من سيوقع فيهم بأولوية الترتيب سيكون المهاجم الجديد والأساسي بجوار متعب يناير القادم.

دواعي أزمة يناير نأتي إلى الأزمة الحقيقة والتي تتمثل في عدم لعب نصف مهاجمي النادي الأهلي الحاليين (حسني، وغدار، طلعت)، لأنه من الصعب أن يجلس أفضل مهاجم في مصر على دكة البدلاء، خاصة أن الأيام القادمة ستشهد عودة أصغر هداف في تاريخ الدوري المصري إلى التدريبات التأهيلية، مما يعني جاهزيته التامة للمشاركة منذ الأول من يناير القادم، بالإضافة إلى تفضيل الجهاز الفني للأهلي الدفع بالمهاجم الإفريقي الذي سيتم حسم المفاوضات بشأنه خلال أيام قليلة، مما يعني - عدم مشاركة الثلاثي – سالف الذكر حتى إنتهاء الموسم الحالي.

يدور في أذهان البعض سؤالاً هاماً وهو أنه إذا "لا قدر الله" حدثت إصابة لأي من المهاجمين (متعب، أوالمهاجم القادم) فما هو الحل؟ .. سوف يكون الدفع فقط بمحمد فضل "مؤقتاً" حتى يعود المصاب مرة أخرى للمشاركة، وتبين خلال المباريات أنه في ظل إدارة الجهاز الفني الحالي للنادي الأهلي لن يتم الدفع بمهاجم ثالث "ده لو شارك المهاجم الثاني أصلاً"، مهما كانت نتيجة المباراة !! .. "وجهة نظر المدير الفني والجهاز المعاون ولابد أن تُحترم".

"الجاهز هو اللي هيشارك أساسي، واللي مش جاهز مكانه على الدكة أو بره التشكيل" .. دائماً يقول المدرب هذه المقولة للاعبيه، أو من خلال التصريحات الإعلامية، حيث أنها عملياً صحيحة، أما نظرياً لا يتم تطبيقها إلا في الدوريات الأوروبية، أما في الدوري المصري فاللاعب قد يكون غير جاهز للمشاركة ويتم الدفع به، نظراً لعدم الثقة في بديله الجالس على الدكة، فكيف لا يتم الثقة فيه إلا في الأوقات العصيبة التي يعاني فيها الفريق من "الأزمات التهديفية"، ولماذا لا يتم الدفع به إلا خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء ؟! ولماذا يطالب دائماً بأن يفك شفرة السر ويحرز الأهداف في أقل عدد قياسي من الدقائق، كما لو كان "مستنسخاً لسوبر مان" ؟!.

حل لا يرضي جميع الأطراف ! أرى أن الحل الذي سوف يتجه إليه الجهاز الفني للأهلي لإرضاء للجميع، هو مشاركة جميع جالسي دكة البدلاء تدريجياً في المباريات القادمة، عن طريق إراحة المهاجمين الأساسين خلال الدقائق الخمس الأخيرة والدفع بأحد الجالسين على دكة البدلاء بالتناوب، فقد يرى الكثير أن هذا الحل يرضي جميع الأطراف وأن كثرة المهاجمين في الفريق تحفز من في الملعب على بذل قصارى جهده خوفاً من خسارة مقعده الأساسي في المشاركة، ولكنه بالفعل حل لن يرضي لاعب الدكة، أو المدير الفني، أو حتى الجماهير.

وتأتي قضية تحفيز اللاعبين بجلوسهم على دكة البدلاء في المقام الأول، حيث أنها أحد الطرق التي يتم إتخاذها مع الناشئين أو اللاعبين المنضمين جدد إلى صفوف الفريق، ولكن إذا وجد لاعب الحرس القديم نفسه لا يشارك مع ناديه خلال المباريات، ويأتي اللاعب المنضم حديثاً ليقفز داخل الملعب أساسياً، فهو في هذه الحالة يفضل الرحيل عن البقاء، والخوف هنا من إفتعال أزمة غضب بين مهاجمي الدكة والجهاز الفني، مما يؤثر سلبياً على إستقرار الفريق بشكل عام.

يتطلع اللاعب دائماً إلى المشاركة الأساسية، لأن مشاركة لاعب الدكة لدقائق محدودة سوف يكون (الحظ والتوفيق) عاملان أساسيان لتألقه و"جدو" أكبر دليل على ذلك فهو اللاعب الوحيد الذي جمع بين الحظ والتوفيق خلال مشاركاته في بطولة أمم إفريقيا 2010، وهي مصادفة لا تتكرر كثيراً، بالإضافة إلى كونه لاعباً مجتهداً "لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك"، والجهاز الفني إذا إتجه لمشاركة الإحتياطيين خلال الدقائق الأخيرة للمباراة، فسيكون مضطراً حفاظاً على إستقرار لاعبي الدكة الذي لن يرضي جميع الأطراف؛ أما الجماهير العريضة فستصاب بالإحباط وعدم الثقة من لاعب الدكة المشارك إذا لم يستطع الدخول سريعاً في أجواء اللقاء، أو إذا لم يحالفه التوفيق بإحراز الأهداف كأفضل بديل في تاريخ الكرة محمد ناجي "جدو".

بسم الله الرحمن

gfhfgh