منتدى عاصمة الجنوب منيحه
أسس بناء المجتمع في المدينة:  GWGt0-n1M5_651305796
منتدى عاصمة الجنوب منيحه
أسس بناء المجتمع في المدينة:  GWGt0-n1M5_651305796
منتدى عاصمة الجنوب منيحه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عاصمة الجنوب منيحه

مرحــباً يا زائر
 
بوابة عاصمة الجالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


أبناء عاصمة الجنوب
أبناء عاصمة الجنوب


أبناء عاصمة الجنوب
أسس بناء المجتمع في المدينة:  Support
المواضيع الأخيرة
» احبك احبك احبك
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 3 يناير 2017 - 7:36 من طرف ابوالاء

» ((بشرى لابناء منيحه في مصر ومنيحه ))
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالجمعة 23 ديسمبر 2016 - 0:44 من طرف ام مؤمن

» ارجو وضع ما يخص اللجنه الصحيه علي الصفحه الرئسيه للسهولة البحث
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالسبت 3 ديسمبر 2016 - 12:46 من طرف ام مؤمن

» الماضى الجميل
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالأربعاء 18 مايو 2016 - 2:17 من طرف محمدعبدالله

» وفاة المرحوم باذن الله الحاج|علي ابو رفيدى
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالأربعاء 18 مايو 2016 - 2:05 من طرف محمدعبدالله

» حالاتى وفاة بالقاهرة ليوم الاربعاء 4-5-2016
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالخميس 5 مايو 2016 - 13:18 من طرف soliman hassan soliman

» وفاة الحاج|صالح الجابرى
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 أبريل 2016 - 1:20 من طرف محمدعبدالله

» حالاتى وفاة بالقاهرة ليوم الاربعاء20-4-2016
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 أبريل 2016 - 1:18 من طرف محمدعبدالله

»  تصور
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالأحد 17 أبريل 2016 - 13:36 من طرف ابو عمرو

» حبيبــــــى يارســـــول اللــه
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالجمعة 15 أبريل 2016 - 17:22 من طرف احمدالوديان

» تسألوني عن حبيبي وعن حكاياتو ....... ؟؟؟ أحلى كلام
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 12 أبريل 2016 - 23:45 من طرف كمال الدين حسين العبودي

» بتتعلم من الأيام .... مصيرك يوم حتتعلم .... بكى فيها يوم العيد الفنان المرهف الحس ود الأمين
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 12 أبريل 2016 - 21:53 من طرف كمال الدين حسين العبودي

» وفاة حرم الحاج|عابدين أبعبدالله
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 12 أبريل 2016 - 21:46 من طرف كمال الدين حسين العبودي

» من ديوان الشافعى
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 5 أبريل 2016 - 18:17 من طرف ابو عمرو

» كــــــلام جميـــل
أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالإثنين 4 أبريل 2016 - 12:40 من طرف احمدالوديان

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 82 بتاريخ الثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 8:24
اللجنه الصحيه بالجمعايت الخيريه " الخصومات "
أسس بناء المجتمع في المدينة:  Untitl18
منيحه عاصمة الجنـــــــوب
منيحـه عاصمة الجنوب
فيكى دوبتى القلـوب
ياللى نيـلك جد يفـرح
خاصه فـى لحظة غروب

* * *
فيكى المناظر ميه ميه
مساحه خضرا نيل وميه
انتى مـن ربـى هديـه

انتى ساكنه فـى القلوب
* * *
الطيـور اللى فـ سماكـى
بتغنى والألحان تحاكـى
تتبسـط وتبـات حداكــــى
ماانتى مخزن للحبـوب
* * *
منيحه دى قريه جميله
متكونه من كام قبيله
وكلنا فـى الأصل عيله
وبت ما بتفرقنا الدروب
* * *
كلنا بالقـرب منـك
الله لا يبعدنـا عنـك
انتـى مخلوقه وكأنـك
اتخلقتى بدون عيـوب



كلمات الشاعــــر
عـطـا الله مكـــى
أبو عمـــــــرو 

شعر لأبن منيحه " منيحه يابحر الحنان "

مراسلتكم وطلباتكم




 

 أسس بناء المجتمع في المدينة:

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابوعبدالله
عضو ماسى
عضو ماسى
ابوعبدالله


القبيلة : العدواب
الحالة الأجتماعية : الحصان عدد المساهمات : 451
تاريخ الميلاد : 06/04/1978
العمر : 46

أسس بناء المجتمع في المدينة:  Empty
مُساهمةموضوع: أسس بناء المجتمع في المدينة:    أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 3:03


أسس بناء المجتمع في المدينة:

قام المجتمع المدني على عدّة دعائم، أهمّها ما يأتي:

أولاً: المسجد.
فكان أوّل عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بناء المسجد كما في البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ..بَنَاهُ مَسْجِدًا وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِي بُنْيَانِهِ وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ:
هَذَا الْحِمَالُ لا حِمَالَ خَيْبَرْ *** هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ

وَيَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخرة *** فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

وهذا يدل على أهمّيّة المسجد ومكانته في الإسلام، وأصبح المسلمون كلّما بنوا مدينةً أو مصراً أول ما يبدأون بالمسجد ثم يبنون بيوتهم حوله كما فعل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين بنى الكوفة والبصرة.

والمسجد له مكانة عظمى ودور كبير في حياة الأمّة المسلمة فاستخدم المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأكثر من غرض منها:

1- إقامة الصلاة فيه، وكان الصحابة يحرصون أشدّ الحرص على الصلاة مع الجماعة، حتى إنّ الرجل منهم لا يستطيع المشي فيهادى بين رجلين حتى يأتون به المسجد، وكانوا يعتبرون المتخلف عن المسجد منافقاً معلوم النفاق.

روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ )).

وروى مسلم أيضا عن ابن مسعود قال: (( لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلاةِ إِلا مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ أَوْ مَرِيضٌ إِنْ كَانَ الْمَرِيضُ لَيَمْشِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ الصَّلاةَ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ )).

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعذر أحداً بالتخلف عن المسجد.

فروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (( أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأَجِبْ )).

فمع كونه صلى الله عليه وسلم رحيم بأمته يشقّ عليه ما يشقّ عليهم رؤوف فيهم لم يرخّص لهذا الأعمى في التخلف عن الصلاة في المسجد. وقد ورد في بعض روايات الحديث أنه كبير وبعيد الدار عن المسجد.

بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم هَمَّ بتحريق أناس لم يشهدوا الصلاة في المسجد كما في صحيح البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (( لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لاتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ ثُمَّ آخُذَ شُعَلاً مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ بَعْدُ )).

وقد رتّب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة في المسجد فضلاً كبيراً وأجراً عظيماً كما في الصحيحين عن أبي هريرة: (( أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لا يَنْهَزُهُ إِلا الصَّلاةُ لا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةَ فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلاةِ مَا كَانَتِ الصَّلاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ وَالْمَلائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ يَقُولُونَ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ )).

2- مدرسة وجامعة للتعليم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس ويجلسون إليه في المسجد فيتعلمون منه أصول الدين وفروعه، وكان الواحد منهم إذا شغله شاغل عن حضور المسجد ذلك اليوم أوصى غيره يأتيه بما يتعلّمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وربما استفيد من المسجد في الأمور التالية:
1- إيواء الضعفاء والفقراء والعزّاب.
2- إنشاد الشعر في نصر الدعوة.
3- مكان لاعتقال الأسرى حتى يشاهدوا المسلمين فيتأثروا بهم.
4- مكان لعلاج المرضى (مثل خيمة رفيدة لمعالجة سعد بن معاذ).
5- استقبال الرسل والسفراء.
6- عقد ألوية الجهاد.
7 - لقاء المسلمين بأميرهم وقائدهم.

ولما اهتمّ المسلمون بشكل المساجد وزخرفتها فرغوها من محتواها ومقاصدها، وأصبحت مكاناً لأداء الصلاة ثم يقفل حتى عن حلق العلم والتعليم.

وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: (( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد))
وفي الحديث الآخر: (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتباهى الناس في المساجد)).

وعن ابن عباس مرفوعاً: (( ما أمرت بتشييد المساجد ثم قال ابن عباس: (( لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى )).

ثانيا: المؤاخاة.

لـمّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة وقد تركوا ديارهم وأموالهم وهربوا إلى الله بأبدانهم، تنافس الأنصار - رضي الله عنهم - في إيواء إخوانهم المهاجرين حتى أصبح إسكانهم بالقرعة فهذه امرأة من الأنصار ممن بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحكي لنا قصة في ذلك: روى البخاري عن أم العلاء قَالَتْ: (( طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ.. )).

بل طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسّم بينهم وبين إخوانهم من المهاجرين نخيلهم فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: (( اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ النَّخْلَ قَالَ: لا قَالَ: يَكْفُونَنَا الْمَئُونَةَ وَيُشْرِكُونَنَا فِي التَّمْرِ قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )).

وروى الإمام أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: (( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ وَأَنْ يَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْإِصْلاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ )).

ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار فكانت هذه الآصرة أقوى من آصرة القبيلة والنسب حتّى وصل بهم الحال إلى التوارث بينهم كما روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا: (( {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ: وَرَثَةً {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرُ الْأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نَسَخَتْ ثُمَّ قَالَ {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إِلا النَّصْرَ وَالرِّفَادَةَ وَالنَّصِيحَةَ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ وَيُوصِي لَهُ )).

وقد ضرب الأنصار أروع المثل في إكرام إخوانهم المهاجرين بل في إيثارهم على أنفسهم كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

ولما فتحت البحرين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعوّض الأنصار بعض ما صرفوه على إخوانهم المهاجرين، يقول أنس بْنَ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: (( دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا: لا إِلا أَنْ تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا قَالَ: إِمَّا لا فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أَثَرَةٌ )) رواه البخاري.

ويحسن أن نسوق نموذجاً واحداً من نماذج المؤاخاة الرائعة:

روى البخاري عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عبدُ الرحمنِ بْنُ عَوْفٍ: (( لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالاً فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا قَالَ: فَقَالَ لَهُ عبدُ الرحمنِ: لا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ قَالَ: سُوقُ قَيْنُقَاعٍ قَالَ: فَغَدَا إِلَيْهِ عبد الرحمنِ فَأَتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ قَالَ: ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عبد الرحمنِ عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَزَوَّجْتَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَمَنْ قَالَ: امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: كَمْ سُقْتَ قَالَ: زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ )).

وقد ذابت العنصرية والقبلية في الأخوّة الإيمانية، وأصبح التفاضل على أساس {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

ولقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع أهمّيّة الأخوة بين المسلمين ووجوب الترابط بينهم، ونهى عن الشحناء والبغضاء، والشقاق والخلاف والفرقة:

فشبّههم مرّةً بالبنيان في قوّة ترابطه وتماسكه.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: (( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا )) وشبك بين أصابعه )).


وشبّههم بالجسد الواحد في دقّة الإحساس وسرعة المواساة.

روى البخاري ومسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )).

ورغّب بالقيام بحاجة المسلم ومساعدته ونصحه وإعانته في جميع أحواله:

روى مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ.. )).

بل إنه ساواه بالنفس في محبّة الخير وكره الشر:

روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )).

وحذّر من جميع الخصال التي توجب الفرقة والبغضاء والتباعد بين المسلمين:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَجَسَّسُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ))رواه البخاري.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ))رواه مسلم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ )) رواه مسلم.

وأصبحت الآيات القرآنية تنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم محذّرةً من الفرقة والخلاف والشقاق وآمرةً بالاجتماع والإتلاف والترابط على حبل الله المتين وصراطه المستقيم.

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} وقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}.

ثالثا: المعاهدة مع اليهود.
سكن اليهود المدينة لانتظار مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يجدون صفته وصفة بلده ومكان مبعثه في التوراة، وكانت اليهود تذكر ذلك كثيراً للأوس والخزرج سكّان المدينة، وتقول: إن نبياً مبعوث الآن قد أظلّ زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.

ولهذا لـمّا التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوفد الخزرج عند العقبة فكلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: (( يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي الذي توعّدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه )) ، فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدّقوه وقبلوا منه لـمّا عرض عليهم الإسلام.

ولكن اليهود حسدوا العرب أن بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذّبوه وعادوه، مع معرفتهم التامّة بصدقه، ووضوح علامات النبوّة التي يجدونها في التوراة عليه. كما قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} وقال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}.

فلمّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقرّ اليهود على منازلهم وعلى ممتلكاتهم وعلى دينهم وأعمالهم، مع معرفتهم التامّة به وأنه النبيّ الذي يجدونه عندهم، ومعرفته بهم وأنهم أهل خيانة ومكر وكذب، وإظهارهم عداوته وبغضه.

وقد تبيّن ذلك جلياً عند أوّل مقدمه المدينة كما في قصّة عالمهم وإمامهم وحبرهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه.

يقول عبد الله بن سلام: (( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ فَجَاءَتِ الْيَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُاللَّهِ الْبَيْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ سَلامٍ قَالُوا أَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا وَأَخْيرُنَا وَابْنُ أَخْيَرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُاللَّهِ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ عَبْدُاللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَوَقَعُوا فِيهِ )).

ومع ذلك فقد أبرم معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدةً جاء فيها: (( أنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ومواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم نفسه وأثم، فأنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته، وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث، أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد، وأنه يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم ولا آثم.. )).

فهذا الصحيفة التزم اليهود فيها بدفع قسط من المال في الحروب دفاعاً عن المدينة، وأن المجرم ينال جزاءه من أيّ فريق كان، وأن اليهود لا يخرجون من المدينة إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبرت المعاهدة أن المدينة حرم والحرم لا يحل انتهاكه، والمرجع الوحيد عند التحاكم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنعت الصحيفة من إجارة قريش أو نصرها.

وعلى الرغم من هذه المعاهدة ووضوح بنودها، وتحقيقها حياةً آمنةً مطمئنّةً لليهود في المدينة، إلا أن اليهود ما انفكّوا عن الكيد للإسلام وأهله، ومحاولة طرح الشبه للتشكيك في نبوّة الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغلون بعض الحوادث للتلبيس على الناس كما في صرف القبلة وغيرها، كما يلقون الأسئلة المتعنتة على الرسول أمام الملأ ومع ذلك كان يحلم عليهم. وهذا يعتبر نوعاً من فصول المقاومة للرسول صلى الله عليه وسلم.

كما قاموا بتدبير المؤامرات والكيد للمسلمين في كل فرصة ينتهزونها، فمرّةً يثيرون العداوة بين المسلمين ويذكرونهم بثاراتهم الماضية حتى كاد الأوس والخزرج أن يقتتلوا، وتارةً يهددون رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمعهم في سوق بني قينقاع ورأى ما بهم من الشرّ والنوايا الفاسدة في نقض المعاهدة - بعد ما شرقوا بانتصار المسلمين في بدر - فوعظهم وذكرهم فقالوا له: (( يَا مُحَمَّدُ لا يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا أَغْمَارًا لا يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا )).

ودعوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت كلّما لقوه في وجهه. تقول عَائِشَةَ: (( اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ: قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ )).

وقام رجل منهم يقال له لبيد بن الأعصم بعمل السحر للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من شأن اليهود كلّما أعياهم أمر لجأوا إلى السحر والشعوذة والاستعانة بالشياطين. فليس عندهم حجة يجادلون عنها، ولا رأي صحيح يناظرون عليه.

فانتصار المسلمين في بدر أفقد اليهود صوابهم فنقلوا الحرب والمقاومة من الكلام إلى ميدان الحرب الدامية:

فتحرّشوا بامرأة مسلمة في سوقهم وكشفوا عن سوأتها.

ثم كان منهم التحريض لقريش على غزو المدينة، وقامت بنو النضير بتنظيم عملية اغتيال للنبي صلى الله عليه وسلم، وجنّدوا شعراءهم للتشبيب بنساء المسلمين والتغزّل بهنّ.

فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سلكوا طريق القوّة في مقاومتهم للمسلمين واستنصار الأعداء عليهم والتهديد السافر للمسلمين فأجلا من نقض العهد منهم كبني قينقاع وبني النضير بموجب المعاهدة بينهم.

فالتقى جمع من أحبارهم بزعماء قريش وشهدوا لهم أنهم أهدى سبيلاً من محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}.

ثم حزبوا الأحزاب على رسول الله وقاموا بنفير عام وتجميع لجميع قوّات القبائل لغزو المدينة في السنة الخامسة، ولما حوصرت المدينة كان الواجب طبقاً للمعاهدة أن ينضمّ يهود بني قريظة إلى جانب المسلمين للدفاع عن المدينة، ولكنّ الذي حدث هو العكس فقد غدروا بالمسلمين وحاولوا ضرب جيشهم من الخلف في أحرج الظروف، وفي تلك الساعات الرهيبة الحاسمة التي كان فيها مصير كل الكيان الإسلامي في خطر في جميع التقديرات العسكرية، فأصبح المسلمون بين فكي كماشة.

وأعلن اليهود مؤازرتهم للغزاة المعتدين بقصد إبادة المسلمين جميعاً ووأد الإسلام. ومع ذلك فقد أرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفداً يفاوضهم ويذكّرهم بالعهد والعقد، فناكروهم وسبّوهم وأغلظوا القول عليهم وسبّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامهم.

وقد قام يهود بني قريظة بهذه الخيانة العظمى. بالرغم من أن هؤلاء اليهود باعتراف زعيمهم كعب بن أسد لم يروا من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا الصدق والوفاء، قاموا بتلك الخيانة وهم في حالة ارتباط مع المسلمين بموجب عهد وميثاق بأن يقاتلوا كل من حارب المدينة.

فيهود بني قريظة بالإضافة إلى ارتكابهم جريمة الخيانة العظمى يعتبرون غزاةً مُحَارِبِينَ حيث أصبحوا جزءاً لا يتجزّأ من الجيش الغازي.

فلماذا اندحر الأحزاب وانسحب الجناح الوثنيّ يجرّ أذيال الخيبة، بقي على المسلمين الجناح اليهودي من هذه الجيوش. الذي احتمى بالحصون فلمّا وصلت مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حصونهم سبّوهم وشتموهم وشتموا رسول الله. فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا اشتدّ الحصار عليهم انهارت قواهم عن المقاومة، فنـزلوا على حكم حليفهم من الأوس وهو سعد بن معاذ ومع ذلك وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، فحكم فيهم سعد بقتل المقاتلة وسبي النساء والذريّة.

لقد تجمّعت فلول اليهود عند إخوانهم يهود خيبر، وقاموا بتنظيم قوّات مشتركة لغزو المدينة والقضاء على أهلها.

لقد كشفت الأحداث أن اليهود خلال أربع سنوات ما قبلوا تلك المعاهدة إلا مكراً وخداعاً، وأنهم اتّخذوا تلك المعاهدة مع المسلمين ستاراً ينفّذون من خلالها مخطّطاتهم. وأنهم كلّما سنحت لهم فرصة خالفوا تلك المعاهدة وشرعوا في تسديد ضرباتهم ضدّ الإسلام والمسلمين.

زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها

وبعد بناء المسجد تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة ابنة الصدّيق رضي الله عنهما وهي البكر الوحيدة من بين نسائه وأحبّ نسائه إليه.

ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة لهذه الأمّة في حياته الخاصّة والعامّة، وكان الذين ينقلون لنا حياته العامّة آلاف من أصحابه، فكان لزاماً من توفّر عدد من النساء لنقل حياته الخاصّة، إذ أن المرأة الواحدة ربما تنسى، أو أن ترى أن هذا الأمر غير مهمٍّ، أو أن الذي يروي عنها ينسى.

فتزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع نسوة، وكانت تلك النسوة متباينات في جميع أحوالهنّ حتى يتمّ الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فمنهنّ صاحبة الأولاد، ومنهنّ الكبيرة، ومنهنّ القريبة في النسب، ومنهنّ البعيدة. مع اختلافهنّ في الطبائع والنفسيات، وفي هذا درس عظيم للأمّة في التعامل مع النساء على اختلاف حالاتهنّ وطبائعهنّ.

وقد نقلن كلهنّ حياته الخاصّة وأصبح المسلم يعرف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته أكثر مما يعرف عن أبيه المعايش له.

طبيعة بيت النبوة

كان بيت النبوّة يمثّل البساطة في جمالها وعلوها والزهد في قمّته والاكتفاء بالقليل وعدم التكلّف مع القدرة والإمكان على الدنيا لو أرادها صلى الله عليه وسلم.

فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف عيش النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: (( مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ )) (رواه البخاري.).

روى البخاري عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: (( ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ ثَلاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نَارٌ فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبْيَاتِهِمْ فَيَسْقِينَاهُ )).

وصف لنا خادمه أنس بن مالك عيش النبي وما فيه من القلّة فيقول: (( إِنَّهُ مَشَى إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم صَاعُ بُرٍّ وَلا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ )) (رواه البخاري.).

بل إنه ليخرجه الجوع من بيته أحياناً كما يروي لنا مسلم عن أبي هريرة قال: (( خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ قَالا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً فَقَالَ لَهَا رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: أَيْنَ فُلانٌ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ فَذَبَحَ لَهُمْ فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ )).

وأما فراشه وأثاثه فتقول عنه عائشة: (( كَانَ فِرَاشُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ )) (رواه البخاري.).

وصف لنا عمر فراش النبي صلى الله عليه وسلم وأثاثه فقال: (( دَخَلْتُ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ... ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاثَةٍ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لا يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي.. )) (رواه البخاري.).

هذا مع كرمه وجوده وسخائه حتى كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ولو كان عنده خزائن الأرض لجاد بها في ليلة يقول أبوذر: (( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا يَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلاثٌ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَأَرَانَا بِيَدِهِ )) (رواه البخاري.).

الدعوة بعد الاستقرار في المدينة

لقد بدأت مرحلة جديدة في الدعوة حين استقرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقويت شوكة الإسلام، فواجه قريشاً في معركة بدر وهزمهم فقتل سبعين من علية قريش وسادتهم الذين كادوا له ووقفوا ضدّ الدعوة وصاحبها، ثم كانت معركة أحد فانتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش فيها في أول المعركة ولـمّا خالف الرُّماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هُزِمُوا وانتصرت قريش، ثم كانت معركة الخندق فهزم الله الأحزاب بالملائكة والريح، ثم تتابعت الغزوات والسرايا فكانت الحديبية ثم خيبر إلى أن جاء فتح مكة فدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً لربه قد طأطأ رأسه وشنق لناقته الزمام مع أنه كان معه عشرة آلاف مقاتل، واستسلمت قريش وعفا عنهم صلى الله عليه وسلم.

ووجد حول الكعبة ثلاث مئة وستين صنماً فكسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً ولم يبق واحداً منها لتأليف قريش إذ لا تأليف بالشرك، مع أنه ترك الكعبة على بنائهم المبتدع على غير قواعد إبراهيم عليه السلام تأليفاً لهم، وأعلن شعار التوحيد على باب الكعبة ومن هنا قطعت شجرة الشرك وأبيدت الأصنام ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

توجيهه وتربيته وتعليمه لأصحابه

وعلى الرغم من انشغال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد ومجالدة الشرك وأهله، إلا أنه كان دائماً مع أصحابه مخالطاً ومعايشاً ومُرَبِّياً وموجِّهًا، ومعلِّماً لهم على اختلاف أحوالهم وأعمارهم، ولا يترك موطناً من مواطن الزلل أو جانباً من جوانب الخطأ إلا وأصلحه وبينه، ولا موطناً من مواطن الخير إلا حثّهم عليه ورغبهم فيه.

فكان يؤاكل أصحابه فربما حضر الطعام معه الأعرابي حديث عهد بالإسلام، أو الغلام والجارية ممن لا يعرف آداب الطعام والشراب فيأخذ صلى الله عليه وسلم بأيديهم ويعلّمهم ويربِّيهم.

روى أحمد عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: (( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُ فَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُطْرَدُ فَأَهْوَتْ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا أَعْيَيْتُمُوهُ جَاءَ بِالْأَعْرَابِيِّ وَالْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، بِسْمِ اللَّهِ كُلُوا )).

وروى البخاري ومسلم عن عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ: (( كُنْتُ غُلامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ )).

وكان يبرز للناس كلِّهم ويبايع الوفود بنفسه ولا ينيب عنه أحداً من أصحابه، ولا يكتفي برئيس الوفد بل يبايعهم واحداً واحداً، وأحياناً يجيء الرهط من الناس ليبايعوه على الإسلام فيرى في أحدهم مظهراً من مظاهر الشرك من بقايا الجاهلية فيأبى أن يبايعه حتى يزيله.

روى الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا قَالَ: إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَبَايَعَهُ وَقَالَ: مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ )).

وقد أخذ بهذا المنهج صحابته الكرام رضي الله عنهم

فقد روى أحمد عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ: (( كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنَ الْحُمْرَةِ فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا قَالَ: مَا هَذَا الْخَيْطُ قَالَتْ: قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا )).

وكان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويلاعب أطفالهم

روى مسلم عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَانَ فَطِيمًا قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ قَالَ: أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ )).

أما خدمه ومواليه فلم يكن يكلّفهم من العمل ما لا يطيقون، ولم يبكتهم يوماً ما أو ينهرهم فضلاً من أن يضربهم، بل إنهم لم يسمعوا منه مجرّد التأفّف عليهم.

ففي صحيح مسلم قَالَ أَنَسٌ: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَذْهَبُ وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنَسٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ مَا عَلِمْتُهُ قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا أَوْ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ هَلا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا )).

وربما قام صلى الله عليه وسلم بالتعليم وهو على حمار مردفاً لأحد أصحابه وذلك بتكرار النداء وفي هذا إثارة انتباه السامع.

يقول معاذ بن جبل: (( كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. ثم سار ساعةً، فقال: يامعاذ، قلت: لبيك رسول الله وسعديك. ثم سار ساعةً فقال: يامعاذ بن جبل، قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ))رواه البخاري ومسلم.

وقد اختار صلى الله عليه وسلم معاذاً لينوب عنه في دعوة أهل اليمن ورسم له منهج الدعوة وبماذا يبدأ به الناس فقال له: (( إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ))البخاري ومسلم.

وكان صحابته يرجعون إليه في كل شيء حتى في مخالفات الأطفال، فيتعامل معها صلى الله عليه وسلم بأسلوب تربوي عظيم بما يتناسب مع سنّ الصغير ومرحلة الطفولة.

روى أبو داود عن أَبِي رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ قَالَ: (( كُنْتُ غُلامًا أَرْمِي نَخْلَ الْأَنْصَارِ فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا غُلامُ لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ قَالَ: آكُلُ قَالَ: فَلا تَرْمِ النَّخْلَ وَكُلْ مِمَّا يَسْقُطُ فِي أَسْفَلِهَا ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ )).

وفي رواية للترمذي قال: (( أشبعك الله وأرواك )).

يصف الصحابة رضوان الله عليهم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في جميع حياتهم حضرها وسفرها، وتفقده لأحوالهم الخاصّة والعامّة، فيقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: (( إِنَّا وَاللَّهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا وَيَغْزُو مَعَنَا وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ))رواه أحمد..

وقد اختار صلى الله عليه وسلم من أساليب التعليم أحسنها وأفضلها، وأوقعها في نفس المخاطب وأقربها إلى فهمه وعقله، وأشدّ تثبيتًا في نفسه، وأكثرها إيضاحاً: فتارةً يؤكّد لهم التعليم بالقسم، وتارةً بالتكرار، وأخرى بالنداء، وأحياناً بإبهام الشيء لحمل السامع على استكشافه والسؤال عنه كما في حديث أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ))رواه البخاري ومسلم.

وأحياناً يعلّمهم بأسلوب الشرح والبيان والتوضيح، وترتيب النتائج على مقدماتها كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ))رواه النسائي.

وأحياناً يأتي تعليمه بالمناسبات العارضة كما في قصّة الرجل الذي حلف بغير الله، كما روى سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ (( أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لاَ وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لاَ يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ )). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وروى الإمام أحمد عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ: (( سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلاً يَقُولُ: وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ: لاَ تَحْلِفْ بِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ وَأَشْرَكَ )).

وأحياناً يأتيه الأعرابي الجافي فيغلظ للرسول الله صلى الله عليه وسلم القول، وربما يستطيل بيده على طبيعة الأعراب من العنف والجفاء، فيبتسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجيبه إلى طلبه بحسن خلق وسموّ معاملة.

روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً قَالَ أَنَسٌ: فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ )).

وفي رواية لمسلم: (( ثُمَّ جَبَذَهُ إِلَيْهِ جَبْذَةً رَجَعَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ الْأَعْرَابِيِّ )). وَفِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: (( فَجَاذَبَهُ حَتَّى انْشَقَّ الْبُرْدُ وَحَتَّى بَقِيَتْ حَاشِيَتُهُ فِي عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )).

ولكنّه، لما رأى رجلاً لبس سواراً من نحاس يقي به مرضاً يأخذ في العضد، غضب عليه وزجره ونهره.

فعن عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: (( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً، أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا هَذِهِ قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ قَالَ: أَمَا إِنَّهَا لا تَزِيدُكَ إِلا وَهْنًا انْبِذْهَا عَنْكَ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا ))رواه أحمد وابن ماجة..

فهناك لم يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، أمّا هنا ولـمّا رأى مظهراً من مظاهر الشرك غضب لله عز وجل، حيث أنه صلى الله عليه وسلم بعث بتكميل أديان الخلق بنبذ الوثنيّات والتعلّق بالمخلوقين، وعلى تكميل عقولهم بنبذ الخرافات والخزعبلات، والجدّ في الأمور النافعة المرقّية للعقول، المزكّية للنفوس، المُصْلِحَة للأحوال كلها دينها ودنياها . القول السديد ص 37

وربما لحقه الأطفال فأركبهم معه على بغلته.
فعن إِيَاسٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (( لَقَدْ قُدْتُ بِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُمْ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ ))رواه مسلم.

بل ربما نزل وترك الخطبة من المنبر وحمل الأطفال ثم أتم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدعبدالله
موسسين االمنتدى
موسسين االمنتدى
محمدعبدالله


القبيلة : الرويصـــاب
الحالة الأجتماعية : النمر عدد المساهمات : 9115
تاريخ الميلاد : 24/04/1986
العمر : 38
المزاج : الحمدلله على كل حال
التفييم الإدارى : موسسين المنتدى

أسس بناء المجتمع في المدينة:  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسس بناء المجتمع في المدينة:    أسس بناء المجتمع في المدينة:  I_icon_minitimeالثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 7:15

و اشرح هواك فكلنا عشاق
فعسى يعينك من شكوت له الهوى
بالقرب من أعتاب من تشتاق
تتعاون العشاق من ثقل الجوى
في حمله فالعاشقون رفاق
قد كان يخفى الحب لولا دمعك ال
هامي الغزير الفائض الرقراق
لولا اصفرارك ما اشتهرت به أيا
جاري ولولا قلبك الخفّاق
لا تجزعنّ فلست أول مغرم
في حب من أسرى به الخلاق
واهنأ فهذا الحب لا حب الذي
فتكت به الوجنات والاحداق
و اصبر على هجر الحبيب فربما
وافاك من قيد النوى اطلاق
أمر المحب الى الحبيب متى يشا
عاد الوصال وللهوى اخلاق


أسس بناء المجتمع في المدينة:  824203315


اخى ناقل حديث نبينا عليه افضل الصلاه والسلام

بمنتدى عاصمة الجنوب

افادنا الله وايك بما نقلت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mniha2.yoo7.com
 
أسس بناء المجتمع في المدينة:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عاصمة الجنوب منيحه  ::  ~*¤ô§ô¤*~ المنتديات الاسلاميه ~*¤ô§ô¤*~  :: قسم القران الكريم والأحاديث النبوية-
انتقل الى: