كيف نعمم ثقافة العمل التطوعي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد :

فإن من الواضح أن التحدي الذي يواجهنا على صعيد تطوير ثقافة الأفراد والمجتمعات هو بلورة الأفكار والرؤى الجيدة ثم القيام بنشرها وترسيخها في الدوائر الاجتماعية المختلفة ، ولا يعادل ـ في الحقيقة ـ صواب الفكرة سوى إمكانية نشرها وتطبيقها، ولهذا كان هذا البحث .

ما ثقافة العمل التطوعي ؟

العمل التطوعي هو ذلك الجهد الذي يبذله فرد أو جماعة أو منظمة طواعية واختياراً من أجل تقديم خدمة لفرد أو جهة دون توقع جزاء مادي مقابل ذلك الجهد .

ونقصد بالثقافة هنا مجموعة المفاهيم والأفكار والمبادئ والقيم والنظم والعادات والتقاليد المتصلة بالعمل التطوعي وإن كون المفردات السابقة ثقافة يعني أنها صارت جزءاً من اهتمامات الناس ونمط حياتهم وبرامجهم وأنشطتهم العامة ، ويعني أنهم صاروا يدافعون عنها بطريقة غير واعية تماماً كما يدافعون عن أعرافهم الصالحة وعاداتهم الحسنة .

نحن نريد للعمل التطوعي أن يصبح خارج دائرة النقاش ليتجه الوعي ليس إلى قيمته وإنما إلى كيفية الإكثار منه وتمكينه في الحياة العامة ، وهذا يتم من خلال نشر أدبياته ولمس الناس لمنافعه الكثيرة .

وأود قبل أن تحدث عن آليات تعميم ثقافة العمل التطوعي أن أشير إلى شيء مهم، هو أن رجاء الثواب من الله ـ تعالى ـ وإبراء الذمة من المسؤولية الشرعية ينبغي أن يكون هو القاعدة الثقافية لترغيب الناس في العمل التطوعي ولحثهم على الانخراط فيه ، وذلك لأمرين أساسيين :

1ـ هو أن الله ـ سبحانه ـ رتب أعظم الأجر والثواب على ما يمكن تسميته القربات الاجتماعية ، وأي جزاء أعظم من أن يكون كافل اليتيم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بمنزلة أشبه بمنزلة السبابة من الوسطى ؟ وأي جزاء أعظم من أن يكون ثواب القائم على الأرملة والمسكين كثواب الذي يصوم ، فلا يفطر ، ويقوم الليل ، فلا ينام ؟!.

2ـ أننا نعتقد أن العمل الخيري بما هو جهد بشري وأموال تبذل يشكل نوعاً من الاستدراك على قصور النظم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وهو كرة ثانية على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية ، أما العمل التطوعي الفردي فهو أيضاً نوع من الاستدراك على تقصير الفرد تجاه ربه ـ سبحانه وتعالى ـ وتجاه مجتمعه ، وهو من هذه الزاوية أشبه بالنوافل التي تجبر الفرائض وتستدرك على ما يشوبها من نقص وخلل .

إن ضآلة الجهد التطوعي المبذول في خدمة المجتمع من الظواهر الكبرى ومعالجتها تحتاج إلى اعتماد حلول مركبة ومبادرات كثيرة ومتنوعة ،

وهذا ما سنحاول بلورته في هذا البحث .

نظم وآليات وأساليب لتعميم ثقافة

العمل التطوعي

* تحفيز المبادرة الفردية :

سيظل العمل التطوعي قائماً على رغبة الفرد في الإسهام في مساعدة العناصر الضعيفة في المجتمع وفي جعل الأرض والبيئة أفضل ملائمة للحياة الطيبة لكن الناس كثيراً ما يغفلون عن دورهم الحضاري والاجتماعي، ويحتاجون إلى من يرغبهم في عمل الخير ، ويوضح لهم إيجابياته .

وأود في هذا السياق أن أشير إلى أمرين :

1ـ بث روح التفاؤل بإمكان حصول التقدم والازدهار من خلال الكثير من المبادرات الصغيرة . إن التجربة المريرة التي مرت بها الأمة في عصور الانحطاط جعلت الناس لا يقيمون أي وزن للأنشطة والأعمال الخيرية والإيجابية الصغيرة ، وجعلت أبصارهم تتعلق بالمنقذين الكبار وبالأعمال الضخمة ، وقد كان هذا من أسوأ الآثار التي تركها التخلف الحضاري في عقول الناس ونفوسهم .

إن من المهم أن نوضح للناس كافة أن زمان الأبطال العظام الذين يغيرون مسيرة التاريخ قد انتهى وجاء زمان الملايين من الأبطال الصغار الذين يقدمون نماذج محلية ناجحة ويسدون الثغرات الصغيرة ، وينجحون في وظائفهم وأعمالهم ومشروعاتهم ، وإن في إمكان معظم الناس أن يكونوا كذلك إن أحبوا ، ومن خلال تراكم جهودهم وعطاء اتهم المحدودة تتغير فعلاً مسحة الحياة وتتحسن نكهة العيش .

إن من المؤسف أن كثيراً من الناس ينظرون إلى الأمور من أفق عقيم : ملخصه : ما نريده ليس ممكناً ، وما هو ممكن لا نريده . والنتيجة لذلك هي تمتعهم بإجازة مفتوحة ! نحن نريد أن نقول للناس : إن ابتسامة في وجه شخص ودلالة آخر على الطريق ومساعدة ثالث في شراء شيء جيد … إن كل ذلك يشكل إضافات اجتماعية مقدرة تماماً كما يحدث حين نضيف قطرة ماء إلى بركة في فناء المنزل ، إنها على صغرها ترفع مستوى الماء ، كما أن إزاحة حجر من بين ألف حجر في طريق الناس تجعل السير فيه أسهل .

2ـ حث الشباب على أن يجربوا نوعاً جديداُ من المتعة والابتهاج ومسرات الروح ، والحقيقة أننا حين نكون صغاراً نظن أن السعادة في الأخذ فإذا كبرنا اكتشفنا أن السعادة في العطاء . إن الإنسان النبيل يشعر بارتياح بالغ حين يشعر بأن من حوله سعداء ومسرورون . إن الخدمة التي نقدمها لمن حولنا تجعل لحياتنا معنى ، وتجعلنا نشعر بالأمان والاستبشار بموعود الله ـ تعالى ـ للمحسنين.

لا يمكن للفرد الحصول على تقدم شخصي في وسط منهار، كما لا يمكن للمسلم أن يجعل من بيته جزيرة معزولة عن بلدة تعيش في بحر من المآسي والآلام ، والروح الإسلامية عموماً تأبى أن تفرد على هضاب الشقاء.

* مسؤولية الأسرة في تأسيس ثقافة العمل التطوعي :

مع أن الطفل ليس صفحة بيضاء نكتب عليها ما نشاء مما يعني أن طواعيته لمربيه ليست تامة إلا أن من الثابت أن الإنسان يولد ناقص الإنسانية ، حيث لا يملك اللغة ولا المشاعر ولا معايير الصواب والخطأ ، كما أن دماغه لا يملك المقاييس الدقيقة التي تمكنه من التفريق بين ما هو مهم وبين ما هو غير مهم ، ومن هنا فإن للأسرة تأثير كبيراً جدا في تأسيس حب الخير والخدمة العامة في نفس الطفل ، وهي تستطيع أن تنمي لديه النزعة الفردية والحرص المفرط على المصالح الشخصية كما أنها تستطيع أن تنمي فيه الروح الجماعية وروح البذل والتضحية والعطاء.

الأسرة تستطيع ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى أبنائها من خلال الآتي:

1ـ دائماً نقول : إن التربية بالقدوة هي التربية الأكثر تأثيراً في الصغار ، ومن هنا فإن رؤية الصغار للآباء والأمهات وهم يقومون ببعض الأعمال التطوعية ـ تجعلهم يتطلون إلى تقليدهم ومساعدتهم في الخدمات التطوعية التي يقدمونها ، وشيء مفيد أن يتحدث الأهل أيضاً عن بعض الأنشطة الخيرية والتطوعية التي قدمها الآباء والأجداد والأمهات والجدات حتى يشعر الأطفال بأن العمل التطوعي هو الأصل في حياة الإنسان ، وهو الشيء الطبيعي الذي ينبغي أن يكون موجوداً في كل الأحوال .

2ـ الدافع الخفي للانخراط في الأعمال التطوعية كثيراً ما يكون عبارة عن شعور بشرف الانتماء إلى المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ، وهو ما نسميه عادة ب(الوطنية ) ومن الواضح أن الانتماء الحقيقي للأوطان هو فرع عن الانتماء للأسر والعوائل ، أي إلى الدائرة الأضيق ، ومن هنا فإن تأسيس حب الخير وبذل المعروف في نفوس الصغار يرتبط إلى حد كبير بشعورهم بالامتنان للبيت الذي رباهم وعلمهم ، وهكذا فالأسر المتحابة المترابطة والأسر التي يضحي فيها الكبار من أجل الصغار هي الأسر التي تهيء الفتيان والشباب للإسهام في الخدمة العامة ومساعدة الفقراء والأيتام وكل المحتاجين، و إنالرسالة التي ينطوي عليها هذا المعنى لا تحتاج إلى شرح.

3ـ ذهب معظم الأصوليين إلى أن مقاصد الشريعة الكبرى خمسة هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال ، وإن في إمكان الأسرة المسلمة أن تتخذ من هذه المقاصد محاور للتربية الاجتماعية وترسيخ ثقافة الإحسان خاصة ، إن المسلم مطالب بأن يصون حرمات الإسلام ، وأن يدعو إلى فضائله، ويحاول الالتزام بها قدر الاستطاعة ، وهو في الوقت نفسه مطالب بأن يساعد إخوانه المسلمين على القيام بذلك على مستوى الدعوة وعلى مستوى الالتزام الشخصي .

ويمكن أن يقال مثل هذا بالنسبة إلى الحفاظ على النفس والمال والعقل والعرض ، فالمسلم كما يسعى إلى الحفاظ على هذه الأشياء في حياته الشخصية يعمل على مساعدة أبناء مجتمعه على المحافظة على نفوسهم وأموالهم ، وحين تتضح هذه الرؤية لدى الأسرة المسلمة فإنها ستهتم اهتماماًكبيراً بتنمية الجانب الاجتماعي في شخصيات أبنائها كما ستهتم بتنمية روح التطوع والمشاركة والخدمة الاجتماعية .

4ـ يمكن للأسرة أن تدرب صغارها على العمل التطوعي من خلال بعض الترتيبات والتنظيمات الداخلية ، وعلى سبيل المثال ، هناك أسر أوجدت في منازلها (حصالة) اسمها حصالة الإحسان ، يضع فيها كل واحد من الصغار 10% من مصروفه الشهري ، ويتم فتح الحصالة كل مدة زمنية محددة في احتفال بهيج ، وبعض الأسر ربت أطفالها على شيء يمكن أن نسميه (وقف الوقت) حيث قام رب الأسرة بالاتصال ببعض الجمعيات الخيرية ورتب لأبنائه اتفاقاً معها يتم بموجبه قيام الولد بالدوام ساعتين في مقر الجمعية للمشاركة في بعض أنشطتها وخدماتها

موضوع قيم فعلا اخى شمل جميع نواحى العمل التطوعى

ولكن الاترى انه لكى ننشر فكرة العمل التطوعى

فلابد ان كون لدينا مجتمع متوازن اقتصاديا

فالشباب فى الوقت الحالى من كثرة المسئوليات

الملقاه على عواتقهم لن يتجهوا للعمل التطوعى

بل لن يجدوا متسعامن الوقت (حتى لوارادو)العمل

التطوعى اذا فعلينا اولا توفير الدعم المادى لهم اولا

وذلك ليجدوا متسعا من الوقت للعمل التطوعى

عذرا اخى على الاطاله

اختنا في الله
نتمنا جميع شبابنا واهل بلدتناالتواصل في الاعمال التطوعيه والخيريه
العمل التطوعي او الخيري او الصدقات
لاتتطلب مجتمع متوازن اقتصادياً
وذكر في الموضوع اعلاه لوكل اسره تأسس (حصاله) للتصدق والاعمال الخيريه
وقال صلى الله عليه وسلم
ويقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم :"اتقوا النار ولو بشق تمرة"

كلها دعوه صادقه الى كسب الثواب واتقاء نار الاخره بالصدقه حتى لو كان بشق تمره واحدة فإنه يفيد .،أن الصدقة تكون حجاباً بين الإنسان المسلم وبين النار ،حتى الكلام الطيب هو صدقة على الناس ،وتؤجر عليه إذا كان خالصة لوجه الله تعالى.
تســـــــــلمين وبارك الله فيكي على المرور والتعليق

» علموا أولادكم ثقافة ثلاث كلمات
» الجزاء من جنس العمل ........
» العمل الاجتماعى فى الاسلام
» تطوير العمل التطوعى
» عقود العمل في الكويت