القبيلة : الرويصـــابالحالة الأجتماعية : عدد المساهمات : 9115 تاريخ الميلاد : 24/04/1986 العمر : 38 المزاج : الحمدلله على كل حال التفييم الإدارى :
موضوع: فى دخوله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة المنورة الجمعة 10 ديسمبر 2010 - 17:48
فى دخوله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة المنورة
وكان قد جاءه صلى الله عليه وآله وسلم ما يزيد على السبعين من الأوس والقبيلة الخزرجية . فآمنوا به صلى الله عليه وآله وسلم فبعث صلى الله عليه وآله وسلم اثنى عشر نقيبا يعلمونهم القرآن والفقه وماوالاه . فآمن به صلى الله عليه وآله وسلم خلق كثير وانتشر الإسلام فى الأراضى اليثربية . وقدم صلى الله عليه وآله وسلم عليهم المدينة يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول الذى هو تاريخ ولادته كما رويناه . ولما دخل صلى الله عليه وآله وسلم المدينة استقبله أهلها بالبشر والسرور والمدائح الشعرية . ولما أرادوا أن ياخذوا بزمام الناقة قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوها فإنها مأمورة ، فجاءت عند مكان المسجد النبوى المسمى الآن بمبرك الناقة وبركت بإذن الله . فأخذ أبو أيوب الأنصارى رضى الله تعالى عنه رحله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته بالفرح والسرور وحسن النية . وكل يقول تنزل عندى يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أين الرحل؟ فقال أبو أيوب : هو عندى يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يبيت الرجل حيث بات رحله ، فيا سعد أبا أيوب ويا بشراه .
ثم بنى صلى الله عليه وآله وسلم المسجد وتتابع الوحى بالأحكام الشرعية . وجاءه المهاجرون والانصار وقد ترك كل وطنه ومأواه . جاءوا مهاجرين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعزيمة وقوة يحملون السيوف الهندية . فقوى الجيش بأخطر سلاح وأقواه .
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد خير البرية . وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله)
الفصل السابع عشر
جهاده صلى الله عليه وآله وسلم وفتح مكة
وجاهد صلى الله عليه وآله وسلم فى سبيل الله تعالى لإعلاء كلمته فى غزوة وسرية . وكان صلى الله عليه وآله وسلم حيث ما توجه له الغلبة والنصر على كل من قاتله وعاداه .
ومن أشهر غزواته بدر التى نزلت فيها الجيوش الملكية . التى اطلع الله فيها على المجاهدين وقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، فكل وفق للخير بذلك وحسنت عقباه . وقتل المسلمون فيها سبعين من رؤساء الفئة الكفرية . كما أسروا سبعين منهم وقد بلغ النصر منتهاه . حتى أذن الله تعالى بفتح مكة والديار الحرمية . فجاءها صلى الله عليه وآله وسلم مع عشرة آلاف ممن أيدهم الله بدينه وتقواه . ودخل مكة وأزال الأصنام التى كانت تعبدها العرب فى الجاهلية . وكان لخزاعة صنم من زجاج فوق سطح الكعبة رفعته فكان إلى الدمار منتهاه . فأمر النبى صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا علياً رضى الله عنه وكرم الله وجهه أن يضع قدميه على كتفيه الشريفتين ثم وقف النبى صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ سيدنا على رضى الله عنه الصنم وضرب به الأرض بيده القوية . فتحطم تحطيماً فما أجهل من اتخذه إلهاً وعبده وناداه . فلما حطم تهلل وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالسرور والفرح لإزالة الشرك والوثنية . وقبل الحجر وطاف بالبيت العتيق وحمد الله تعالى ولباه .
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بالبيت والصحابة رضى الله عنهم جوله كالنجوم الزهرية . وكان أبو سفيان واقفاً وهو يقول فى نفسه : بم غلبنى هذا الرجل؟ فوضع النبى صلى الله عليه وآله وسلم يده الشريفة على صدره وقال له : غلبتك بالله . وقال لأهل مكة : اذهبوا فأنتم الطلقاء وعمهم صلى الله عليه وآله وسلم برحمته الرحمانية . وأذن المؤذن وابتهج البيت وعمر المصلى مصلاه . ونزلت عليه صلى الله عليه وآله وسلم سور النصر تشير إلى دنو اجله صلى الله عليه وآله وسلم وانتقاله إلى الروضة الجنانية . ليحيا حياة الخلود مع النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم ممن حضر ليلة معراجه ومسراه .
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد خير البرية . وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله)
الفصل الثامن عشر
فى وصفه صلى الله عليه وآله وسلم
وقد آن للمحبين أن يسمعوا أوصاف حبيبهم صلى الله عليه وآله وسلم التى ما نالها احد من الأمة الإنسانية . فهيئوا قلوبكم يا حاضرين لمشاهدته صلى الله عليه وآله وسلم فعسى أرواحكم أن تلمح بديع سناه .
وقد وصفه صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة رضى الله عنهم فى الأحاديث الصحيحة المروية . أنه كان أبيض اللون مشرباً بحمرة تعلو وجهه الشريف أنوار نورانية . إذا تكلم خرج من فمه الشريف نور لمن سمع كلامه ورواه . مربوع القامة إلى الطول أميل ، إذا مشى مع أطول الناس علا رأسه الشريف عليه لمن رآه . عظيم الرأس رجل الشعر لا يطول شعره على شحمة أذنيه ، إذا حلقه أمر بتقسيمه على أصحابه ذوى الهمة العلية . فمن أخذ شعرة كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها كما أخرج ذلك البخارى فى صحيحه الذى جمع ثقات الرواه . أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب فى صورة هلالية . أقنى العرنين أى مرتفع الأنف مع الجمال والمساواة . كث اللحية ، أى عظيمة سوداء نقية ، سهل الخدين ، أدعج العينين أى شديد بياض العينين وشديد سوادهما وقد كحلت بإثمد القدرة عيناه . واسع الفم أشنب الأسنان أى لها لمعان وبريق وصفات نورانية . أفلج الأسنان ، وذلك يدل عند العرب على فصاحة المتكلم إذا نثر كلامه وألقاه .
له شعر دقيق على صدره الشريف يسمى المسربة ذو ليونة سندسية . أبيض العنق معتدله كأنه جيد دمية ، ضخم الكراديس أى رءوس العظام ، بعيد ما بين المنكبين ، بادناً متماسكاً ذا قوة أسدية . سواء البطن والصدر لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كامل الخلق والخلق فى جميع مزاياه . أشعر المنكبين والذراعين عارى الثديين ، أى لا شعر فيهما ، ذا روائح تفوق روائح المسك الهندية . وريحه صلى الله عليه وآله وسلم أطيب من المسك ، وفضلاته التى تخرج منه صلى الله عليه وآله وسلم أطيب من العطر وإنما يتطهر تعبداً لمن اختاره واصطفاه.
رحب الراحتين ، فكم جاد بهما وتصدق فى سبيل مولاه . كفه ألين من الحرير لمسه فطوبى لمن صافح وقبل تلك اليد المحمدية . وقد أخرج أبو داود فى سننه أن وفد عبد القيس ابتدروا يديه ورجليه صلى الله عليه وآله وسلم فقبلوها حباً وشوقاً وتكريماً لمحياه.
يبدأ من لقيه بالسلام مبتسماً ناظراً له بنظرات الحب ذات الرافة المحمدية . فما رآه مؤمن إلا لان قلبه وأحبه وتمنى فى كل ساعة لقياه.
إذا مشى يتقلع فى مشيه كأنما ينزل من مكان مرتفع وذلك يدل على القوة البدنية . وما صارعه أحد من العرب إلا وتغلب عليه صلى الله عليه وآله وسلم وصرعه وعلى الأرض ألقاه .
دائم الفكر، كثير السكوت ، يهتم لأمته الإسلامية . جهورى الصوت يسمع كلامه كل من أراد سماعه ونواه . سابل الطرف حياءً من الله تعالى ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السموات العلوية . أكثر نظره الملاحظة يرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ولم يكن ذلك لأحد سواه . وقد أجاد حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه حيث قال:
وأجمل منك لم تر قط عينى وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عيـــب كأنك قد خلقت كما تشاء
وقال البوصيرى رحمه الله :
منزه عن شريك فى محاسنـــــه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
كأنما اللؤلؤ المكنــــون فى صدف من معدنى منطق منه ومبتسم
كالزهر فى ترف والبدر فى شرف والبحر فى كرم والدهر فى همـــم
كأنه وهو فـــــــــــــرد من جلالته فى عسكر حين تلقاه وفى حشم
فهيئ يا أخانا بقلبك حضوره صلى الله عليه وآله وسلم فى مجلسنا هذا عند تلاوة سيرته النبوية . لعلك أن تحظى بما حظى به شيخنا السيد أحمد بن إدريس الذى رضى الله عنه وأرضاه.
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد خير البرية . وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله)