اتمنى ان الموضوع ينال اعجبكماول كلامى بى االصلاة المصطفى وقول الرسول (ص)، فيما عرضنا من أحاديث آنفة
[ لا تخرج من بيتها بغير إذنه].
[ وتطيعه إذا أمرها].
ج- حسُن المعاشرة وتوفير جو من الودّ والاستقرار للزوج والابناء، والابتعاد عن كل أسباب القلق والنفور، وتعكير صفو الحياة في العائلة، وذلك بالتجبّب للزوج والتودّد له وملء أجواء البيت بمشاعر الحبّ والجمال والحنان، بحيث لا يرى الزوج في زوجته ولا يسمع منها ما يكره، فان في توفير مثل هذا الجو ابلغ الأثر في حياة الزوج والزوجة والأبناء وسعادتهم العائلية، فكلّما نما الاحساس بالجمال في نفس الانسان، وكلّما اشبعت أحاسيسه ومشاعره بالحب والحنان، اختفت من نفسه أسباب القلق والسآمة، وتوارت دوافع العدوان ومرارة الحقد والنقمة، وبالتالي يكون لهذا الجو العائلي المفعم بالحب والجمال والحنان أثره على سلوك أفراده وعلاقتهم بمجتمعهم، وخصوصاً الأبناء الصغار الذين يعيشون في ظلال هذه الأجواء ويتربّون تحت مظلّة هذه الاسرة السعيدة، بعكس الاسرة الشقيّة التعيسة، التي يعايش فيها الزوج حياة الكراهية والتوتر، والنفور وسوء المعاشرة، فإنّ مثل هذه الأجواء تنعكس على نفس الطفل وتؤدّي الى تعقيده وتعاسته، وربما ألجأته الى التشرّد، والميل الى العدوان والتحلّل.
لذلك تجد الاسلام يوصي المرأة باعتبارها منبع الحبّ، ومستودع الجمال ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت، يوصيها بأن تحرص على خلق جو عائلي مفعم بهذه الروح والعلاقة:
[جاء رجل الى رسول الله (ص) فقال: ان لي زوجة إذا دخلتُ تلقتني وإذا خرجت شيّعتني، واذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمّك؟ ان كنت تهتم لرزقك فقد تكفّل به غيرك وان كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله (ص): (( ان الله عمالاً، وهذه من عماله، لها نصف أجر والشهيد))](97).
د- حسن التبّعل بتمكينه من نفسها، وتوفير أسباب المتعة والجمال له، والاشباع الغريزي والميل الجنسي في نفسه، عن طريق العناية بالاناقة والزينة، والتودّد وحسن الاستمالة، والاستجابة لرغباته الجنسية، نظراً لما لهذا الجانب من تأثير بالغ الأهمية على جذب الرجل للمرأة، وتوثيق علائق الحب معه والارتباط به، وتوفير الراحة والرضى في نفسه، وقطع الطريق أمام الخيانة الزوجية، والوقوع في شراك الاغراء المحرم.
وقد قرأنا في أحاديث سبقت: [ ان خير نسائكم الولود الودود العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها (98)، المتبرّجة مع زوجها، الحصان على غيره (99)، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذل كتبذّل الرجل] (100).
[وعليها أن تتطيب بأطيب طيبها،وتلبس أحسن ثيابها،وتتزيّن بأحسن زينتها،وتعرض نفسها عليه غدوة وعشيّة](101).وعن الامام الصادق(ع):[ان امرأة أتت رسول الله لبعض الحاجة فقال لها:(لعلّك من المسوّفات)،قالت:وما المسوفات يا رسول الله؟قال:(المرأة التي يدعوها زوجها لبعض الحاجة (102)فلا تزال تسوّفه حتى ينعس زوجها وينام،فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها)] (103).وقد صاغ القرآن هذا الحقّ-حق الاستمتاع-ولخّصه بقوله:[نساؤكم حرثّ لكم فأتوا حرثكُم أنى شئتم وقدموا لأنفسكُم واتقّوا الله واعلموا أنّكم ملاقوهُ وبشّر المؤمنين].(البقرة/223)
فالقرآن الحكيم يثبت بهذا النص للرجل شتّى ألوان الاستمتاع بالمرأة، كما تستمتع هي الأخرى بهذه العلاقة.وثمة ملاحظة تشريعية واخلاقية دقيقة، ترتبط بهذه الاباحة، وهي وصايا القرآن المثالية:[ وقدموا لأنفُسكم واتقوا الله واعلموا أنّكم ملاقوهُ وبشر المؤمنين].(البقرة /223)
وكل هذه الوصايا جاءت مرتبطة بهذه العلاقة الجنسية، وبرابطة الرجل بالمرأة، ممّا يستفاد منها انّها ذات علاقة بالمرأة، وبكيفية الاستمتاع بها، والاستفادة من هذا الحق، لئلاّ يقع تعسّف أو إحراج أو تضييق على المرأة نتيجة إسراف الرجل، أو تزمّته في استعمال حقّه.
وكما طالب الاسلام المرأة بالعناية بالزينة والتبرّح لزوجها، والتودّد له، حرّم عليها أن تتبذّل أو تتبرّج لغيره، فتلك خطوة نحو الانفصام النفسي، وبادرة شرّ تدفع بالمرأة الى الانحراف والتهتّك والخيانة الزوجية، إضافة الى خلق جوّ من التوتّر وسوء الظنّ والكراهية عند زوجها.
لذلك جاء في الحديث الشريف: [ أيمّا امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حقّ، لم يتقبّل الله منها صلاة حتّى يرضى عنها، وإيمّا امرأة تطّيبت لغير زوجها لم يقبل الله منها صلاة حتّى تغسل من طيبها كغسلها من جنابتها]